على درويش

الهلاك القريب

الأحد، 20 يناير 2013 10:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان على هذه الصورة وجعله خليفته فى الأرض ووضع فيه قدرات وصفات تمكنه من إقامة كلمته فى أرضه، وحذر الله سبحانه الإنسان من أن يؤخذ الإنسان ذى الصفات الجميلة والخلق الكامل المعجز إلى أسفل سافلين ويحول الجمال إلى قبح والكمال إلى نقصان بأفعال لا ترضى الخالق الأعظم رب الوجود وخالقه. لقد سجدت الملائكة بكل كمالاتها لهذا الإنسان الذى علمه الله سبحانه وتعالى الأسماء كلها لأنه المختار.
ولكن الكبر والغيرة والأنانية دفعت مخلوقا من الجن ليتآمر على براءة آدم الإنسان الأول وقرينته «وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا» وكانت النتيجة أن هبط آدم وحواء إلى الأرض لتبدأ رحلة الكفاح من أجل العودة إلى الموطن الأصلى الجنة، ولكن حمل آدم فى صلبه ذريته التى قدر لها الله العلى القدير أن تعمر الأرض وفى ذات الوقت تسلم وجهها لله رب العالمين.
وهكذا بدأت مسيرة البشرية على الأرض ومع الزيادة والتنوع فى سبل الحياة بداء صراع البشر على موارد الأرض وخيراتها ونسوا - إلا قليلا - رحلة العودة إلى السماء حيث الجنة مهد الإنسان.
وجاءت الرسالات السماوية لتعيد إلى الإنسان وعيه المفقود وتمسح عن قلبه الغشاوة وتشير لموطنه الأم «الجنة» وإلى الخالق العظيم الله سبحانه وتعالى وإلى تعاليمه المقدسة حيث إن إبليس الملعون الذى خدع أبا البشرية سيدنا آدم سار على نفس النهج مع أبنائه، ولقد حذرنا الله سبحانه وتعالى «ألم أعهد إليكم يا بنى آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين» والعبادة هى الطاعة وطاعة إبليس الملعون هى الهلاك القريب والبعيد.
وحيث إن الأمر ليس عبثيا فسيحاسب الإنسان على أفعاله كلها إن سار طبقا للتعليم الربانية عاد إلى موطنه الأصلى ونعم بالسعادة الأبدية وإن فعل غير ذلك واتبع الشيطان فسيدخلان النار معا «وقل لعبادى يقولوا التى هى أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا».
والإسلام وهو الدين الذى جاءت به كل الرسل لأنه الدين الحق الذى ينقذ الإنسان من التشتت الفكرى والوجدانى ويبعد الإنسان عن الضلالة والظلام والظلم للنفس وظلم الآخرين من المخلوقات. والرسول الخاتم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جاء متمما للرسالات السابقة عليه ومذكرا البشرية بالتوحيد الخالص أى أن لا إله إلا الله خالق كل شىء من العدم وأنه هو الرب الأحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد يسجد له من فى السموات والأرض طوعا وكرها وإليه المصير.. ولقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى أنه غفور رحيم وأنه يغفر الذنوب جميعا إلا أن يشرك به وأنه عدل حرم الظلم على نفسه وأنه طيب لا يقبل إلا طيبا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة