أنانية مدمرة

الفقر أنواع ودرجات. كثير من الناس أو الأغلبية تعتقد أن الفقير هو الرجل أو الإنسان الذى ليس عنده مال أو ليس عنده ما يكفيه لتلبية مطالب الدنيا. هذا حقا نوع من الفقر ولكنه ليس كل الفقر. هناك من المؤكد أشخاص يمتلكون مالا كثيرا ويعيش الواحد منهم فى رغد من العيش ولكنه معدوم الرحمة والشفقة لا يهتم بآلام البشر ولا يهتم بحيوان ولا بشجرة. إن هذا الشخص فقير فى جانب لا يمكن أن تستمر به الحياة على الأرض. إنه لديه جفاف وجدانى، إنه يمتص خير الآخرين ولا يقدم لهم أى نوع من العطاء الرحمانى الذى هو أشبه بالهواء الذى به يعيش الناس ويعيش به العاطى وتزدهر به الحياة ذاتها.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لا يرحم الناس لا يرحمه الله، وذلك لأن الذى الشخص الذى يعانى من الفقر فى الرحمة هو إنسان قاسى القلب يعانى من الانانية المدمرة للغير بالتالى لا يستحق أن ينعم بالرحمة من رب العالمين العادل. لقد رحم رب العزة رجلا وأدخله الجنه لأنه أطفأ ظمأ كلب. نعم كلب مسكين يريد شربه ماء.

ولنا أن نسأل أنفسنا ماذا يكون ثواب العبد إذا أحسن إلى إنسان رقيق الحال.

فذلك العبد معدوم الرحمة من المؤكد أنه ليس فى قلبه ذرة حب لله الرحمن الرحيم الجواد الكريم. لقد جاء فى التراث أن الله عز وجل قال: «من أرادنا أردناه.. من أراد منا أعطيناه ومن أحبنا أحببناه ومن طلبنى وجدنى ومن طلب غيرى لم يجدنى. «وقال يوسف بن اسباط رضى الله عنه» من عرف الله ولم يستغن بالله فلا أغناه الله. ومن قال الله وفى قلبه شىء سوى الله فلم يقل الله».