سهير جودة

الموت.. حديث الصباح والمساء

الخميس، 28 نوفمبر 2013 11:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنت تعتاد.. فتصبح متبلدا وتصل إلى مرحلة تسمى فى علم النفس التبلد الانفعالى.. مثل قهوة الصباح أصبحنا نعتاد التفجيرات، الحوادث وأخيرا الاغتيالات.. ننام ونصحوا على حداد، حزن وراء حزن، ندخل دائرة إرهاق المشاعر بكل قوة ونعيش على قمة «اللخبطة الشعورية»، وكأن إنسانيتنا فى اختبار يومى وكأن استنزاف المشاعر قدر كالموت ووعد لا يرد، عندما يتملك الحزن يصبح «طاغية» بل أكثر استبدادا من طغاة البشر وعندما تستبد شهوة السلطة والكراسى بالبعض تنزع من قلوبهم الرحمة ويطغى الشر الذى يتوهج فى غسل عقول الناس والشباب ويقنع شابا صغيرا لا يزيد عمره عن 17 عاما نراه فى فيديو قبل عملية انتحارية يتحدث عن الحور العين الذى سيزف أليهن الليلة.. ثم تقف هذه العقول التى يسكنها الشر والآيادى التى لا تفعل سوى الشر، وتفرح فى موت الأبرياء. البعض يعيش الآن بوسواس فقدان من يحب والخوف فى كل مكان يذهب إليه فالموت أصبح مجانيا، واعتدنا رؤية الأبرياء يموتون من حولنا فى عميلة انتحارية فى هجوم على مجندين وفى حوادث القطارات.
إن المواجع تكاثرت علينا وأصبح %60 من المصريين يعانون من مرض «كرب ما بعد الصدمة» وفقا لاحصائية رسمية صادرة من وزارة الصحة.. فعندما يعتاد الأنسان رؤية مشاهد القتل والعنف والدم يصاب بنوع من البلادة الحسية أو التبلد النفسى والانفعالى.. وشيئا فشيئا تفقد حتى تعاطفك مع الموت، ويصبح خبرا عاديا معتادا.. ربما كنت ستتألم لموت شخص واحد من قبل.. لكن بعد البلادة النفسية لن تتأثر لموت 50 شخصا، ومن مخاطر هذا المرض أنه يجعل الإنسان يتقبل العنف والقتل بطريقة فيها لامبالاة، ولا يشعر بالذنب والخزى والألم، بل قد يقوم بها هو نفسه، مشاهدة القتل والعنف كما يقول خبراء علم النفس تجعلنا أكثر استثارة تجاه أحداث أقل شأنا وتغيرا من ردة فعلنا مع أمور هى من التوافه بالنسبة لنا فى الأحوال العادية.. يقولون إنه ليس بالضرورة أن يبدو الإضطراب عليك طول الوقت ولكن عندما توضع فى موقف تستثار فيه أعصابك يخرج كل الكامن من داخلك تجد أن ردة فعلك غريبة عليك أنت نفسك.. شيئا فشيئا تزداد ردة فعلك وتصبح أكثر عنفا، من لم تدفعه الأزمة أو الصدمة إلى الاكتئاب الجسيم تدفعه إلى الانتقام والتشفى لتصبح رغبة جارفة فى تدمير كل شىء. بعضنا مشاعرة مرتبكة تنزف آلما ودما على البعض وتلعن أرواحا أخرى تموت ولا يأسف عليها وبعضنا الآخر بلا مشاعر يصفقون للموت والخراب ويقدمون لهم ما يملكون من أموال وشر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

هشام

لاغرابة

عدد الردود 0

بواسطة:

yaser-egy

الي تعليق رقم 1..هناك فرق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة