الفشلة يريدونها انتخابات رئاسية

إن مواقف المعارضة المصرية وعلى رأسها جبهة الإنقاذ تجعل الحليم حيرانا، ففى الوقت الذى تتشدق فيه رموز هذه المعارضة بالديمقراطية، وتطالب بالحرية واحترام إرادة المصريين، نجدهم ينقلبون على هذه المبادئ، ويحاولون جر مصر لمزيد من العنف والمواجهات الدامية، التى جعلت الكثير من المصريين يعرض عن الفعاليات السياسية، التى تتبناها قوى المعارضة.

وذلك بعد أن تأكد لهم أن الأهداف تتعلق بتطلعات شخصية، وبعيدة كل البعد عن مصلحة الوطن وأهداف الثورة.

ومن غرائب وعجائب مطالب المعارضة الفاشلة، أنهم يطلقون بين الحين والآخر دعوات من أجل إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بحجة أن الرئيس تآكلت شرعيته، التى لا نعلم ما هى مقاييس تآكلها من وجهة نظرهم المقصورة، التى لا ترى إلا تحقيق أهداف خاصة بهم، بل ولا أدرى أين عقول هؤلاء الذين يتبنون مثل هذه الدعوات، التى لا تعبر إلا عن أفكار انقلابية على الحرية والديمقراطية، ونجد هؤلاء فى نفس الوقت الذى يطلقون فيه هذه الدعوات، يعلنون مقاطعتهم لانتخابات شرعية ودستورية، ولا أفهم بأى عقل ومنطق يتعامل هؤلاء، فإذا كان لديهم ثقة فى شعبيتهم التى ستطيح بالرئيس مرسى، فى انتخابات رئاسية قادمة، «والتى من الطبيعى أن تجرى فى نفس الأجواء الحالية»، فالعقل يحتم على من يريد إسقاط الرئيس أن يذهب لانتخابات النواب، ويحقق الأغلبية التى تمكنه من سحب الثقة من الرئيس، وتمنعه من تشكيل الحكومة، وتجبره على اتخاذ خطوات نحو ما يريدون. إن مواقف المعارضة المصرية المتتالية، تؤكد للجميع أنها تستهدف خراب الوطن والزج به فى غيابات التيه، وكل ما نتمناه أن تستيقظ الضمائر الوطنية لهؤلاء، ويستجيبوا للحوار الذى دعا له الرئيس ووضح قواعده من خلال لقائه مع الإعلامى عمرو الليثى، فهل سيكون منهم رجل رشيد.