على درويش

ظلمات تعمى القلوب

السبت، 09 فبراير 2013 05:37 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد يظن الإنسان فى غمرة استغراقه فى نظرته المادية وسلوكه المادى أنه قادر على فعل كل شىء حتى وإن كان مخالفا لنواميس العدل الإلهى والهدى المحمدى والبصيرة الإسلامية فيظلم والظلم فى حقيقة أمره ظلمات تعمى القلوب التى فى الصدور والعقول التى فى الرؤوس وتصنع حول الظالم منطقة جذب للأفعال السيئة والخاطئة والمتوحشة تدفعه مع شياطين الأنس والجن إلى المزيد من الجور والظلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فى الحديث القدسى: ياعبادى إنى حرّمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا «وهذا يعنى أنه عمل لا يقوم به الله وهو الذى لن ولا يقدر أحد على لومه، ولكن لأنه ضد العدل الإلهى الكامل وضد الرحمة الربانية الخالصة وضد الفطرة الإسلامية والإنسانية السليمة، فالله لا يفعله وحرّمه على نفسه وحرّمه أيضا على العبيد لأن الظلم يحدث فى المظلوم ألما يفوق كل التصورات وعذاباته ممتدة لكل الكيان الإنسانى ولذلك فقد ثبت فى الحديث عن ابن عباس - رضى الله عنهما أن النبى - صلى الله عليه وسلم - بعث معاذاً إلى اليمن، وقال له: «اتق دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب» وهذا التحذير النبوى لسيدنا معاذ رضى الله عنه كان إشارة واضحة لهول جريمة الظلم ولها نتائج عقابية من رب العالمين لأن دعوة العبد المظلوم تصل إلى خالق الكون كله الحكم العدل ولابد أن يقيم العدل عاجلا أو آجلا، أى فى الدنيا أو فى الآخرة، وكلاهما مر للظالم وهذا لأنه رضى العذاب لغيره فليتجرع مثله «وما ربك بظلام للعبيد».
والظالم كائن يكرهه أهل الأرض وأهل السماء حتى وإن أطرى عليه البعض خشية ظلمه أو استجداء لبعض منافعه القليلة أو النادرة فمثل هذه النوعية من البشر إن كانوا حقا بشرا لا ينبع من أيديهم خير لأنهم قساة القلوب متحجرو الضمائر كثيرا، والكذب لأنه رداؤهم «ولا تحسبن الله غافلا عما يعمله الظالمون» وقال الإمام الشافعى رضى الله عنه:
أتهزأ بالدعاء وتزدريه.. وما تدرى بما صنع الدعاءُ
سهام الليل لا تخطئ ولكن.. له أمدٌ وللأمد انقضاءُ.
وفى حين أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم «دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا فَفُجُورُهُ عَلَى نَفْسِهِ» فإن دعاء الظالم مردود غير مقبول، فإنما يرتفع إلى الله تعالى من الدعاء ما وافق الحق وسبيل الصدّق.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة