أحمد على

الزمن الجميل انظر خلفك بغضب

الأحد، 14 أبريل 2013 09:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحديث من جانب كبار النخبة والمثقفين والفنانين عن الزمن الجميل هو شىء من العبث والعته وغياب الإدراك وأن كلا منهم يتحدث أنه اكتفى بالعمل السياسى العام وأن تاريخه خلفه وكأن الحديث عن تجاربه منة منه علينا وما أقصده هنا بكبار ليس كبار بمعنى القيمة بل كبار السن وهو تأكيد لغياب الإدراك والبعد عن واقع من المفترض أنهم يعشون فيه إن كانت عقولهم حاضرة معنا، الماضى لن يعود أبدا مهما تذكرنا ومهما حلمنا، فتسيد اتجاه العودة حنيناً إلى الماضى هو وقوف عند حد البكاء إن كان بالماضى إنجاز أصلاَ.
هذا الادعاء أصبح انطباعا عاما لا يخلو من الصحة ولكن فى نفس الوقت لم يكن دقيقا كل الدقة وهذا انطباعا ناتجا من ثورات الأجيال وصراعاتها فلم يكن غريبا أن يكون أحد شعارات الحركة الطلابية فى فرنسا 1968" اهرب يارفيقى إن الماضى يطاردك"، فى تقديرى أن إدانتى لما يسمى بالزمن الجميل وهذا الحنين إلى الماضى العاجز فى مجملة لا يعنى عدم اعترافى بما تحقق فى جزء منه بقيم وأفكار تنويرية ولكن كان من الواجب تطويرها والتقدم بها إلى اليوم الذى تردى بنفس هذا الجيل الذى عاش الزمن الجميل غير إنه يتحامل على أجيالا شابة لا تملك قرار نفسها أصلا حتى بعد الثورة لأن من يتفاوض باسم الشباب أجيال شابة .وهذا أكده لى أثناء مناقشتى معه أستاذى وأبى الروحى الدكتور سمير غطاس عن ما يسمى بالزمن الجميل فجاء رده نقداَ لاذعا حيث قال لى إننا كجيل علاقتنا بالمجتمع أصبحت أننا نأخذه على الهواء فى الفضائيات نتحدث عن نظريات بعيدا عن واقع المجتمع دون أى احتكاك حقيقى بشرائحه المختلفة وجاء تأكيده لذلك نقده لمسرحية قهوة سادة أنه عن أى شيء يحزنون.

فى تقديرى لو كان هذا الزمن الذى يتحدثون عنه جميل لأنتج لنا الأجمل وهنا أتذكر مسرحية الكاتب المسرحى والممثل الإنجليزى "جون اوزبورن" انظر خلفك بغضب التى عرضت فى عام 1956 فى لندن و التى تعد أهم أعماله وبدايته لتزعم تيار مسرح الغضب ففكرة المسرحية نقد واتهام إلى أجيال الآباء بأنهم بسياساتهم الخرفاء وتواطؤهم الصامت والمتعمد والمشارك فى نشوب الحرب العالمية الأولى والثانية وما تلاها من حرب باردة وأدخلوا البشرية فى مذابح لا داعى لها أصلاً، لقد فجرت هذه المسرحية أمام أعين المجتمع البريطانى كاشفاً له حقائقه أمام ما فعله الآباء بأبنائهم، كما أن الشخصية المحورية فى المسرحية وهو "جيمى بورتر" الشاب الساخط دائما يحمل التمرد ويفرغ كل كراهيته لمجتمعه الذى يعيش فيه وخصوصا الآباء حتى زوجته اليسون كرهها لأنها حامل لأنه لا يريد أن يمد المجتمع ببذرة أو طفل لا يعطيها هذا المجتمع شيئاً.

الحديث من جانب الكبار أو فاقدى الوعى عن هذا الزمن ما يسمى بالجميل وربط كل حدث بجملة فين أيام زمان ربط كل شيء من أحداث فتنه طائفية وعنف مجتمعى وانهيار اقتصادى وغياب وعى ومقارنته بالزمن الجميل هو نوع من الاغتراب عن الذات أو عزل نفسى عن المجتمع وبيئته ولا أدرى كيف يكون الحديث عن الزمن كأمر مطلق دون حديد الزمن.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة