أحمد على

معتصمو وزارة الثقافة..متمردون لوجه الله

الجمعة، 14 يونيو 2013 11:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثناء زيارتى إلى مبنى وزارة الثقافة الذى يعتصم به ويحتله عدد من المثقفين المصريين اعتراضا تعيين الدكتور علاء عبد العظيم وما قام به من تغيرات هدفها القضاء على الهُوية المصرية، هذا الوزير الذى لا علاقة له بالثقافة ولم نسمع عنه من قبل، لأن الإخوان بعيدون كل البعد عن الثقافة والمثقفين حتى وإن كان الكثير منهم متعلمون تعليما عاليا وما لديهم من قيادات مهندسين وأطباء ومحاميين ورجال أعمال فالشهادات شىء والثقافة شىء آخر بعبارة أخرى من الصعوبة أن نجد إخوانيا مبدعا فى الفكر والأدب على سبيل المثال، وأتحدى من يأتى لى باسم واحد لمفكر أو أديب أخوانى مشهور أو حتى شاعر أو مؤلف أو مخرج لأن أصل أفكار الجماعة من السمع والطاعة يتناقض مع استقلالية الفكر والخيال والإبداع بعبارة أخرى ليس لدى أى إخوانى عقل نقدى.

هذا الفرق ظهر أثناء مشاهدتى لشعارات مؤيدى الدكتور علاء عبد العظيم من جماعة الإخوان المسلمين وأحزاب البناء والتنمية التابع للجماعة الإسلامية وحزب التوحيد الإسلامى السلفى وشعارات معتصمى ومحتلى وزارة الثقافة، فالأولى تتحدث عن شعارات تلك الجماعات ضيقة النطاق والفكر، أما الثانية كانت ترفع علم مصر الفرق يكون من خلال الانتماء للجماعة والانتماء للوطن
وحينها تذكرت الكاتب الراحل محمود عوض وفكرته عن التمرد كأسلوب حياة من أجل تغيير الواقع من خلال كتابه الرائع "متمردون لوجه الله "وهنا تحدث عن تمرد لقضية عامة وليس لمنفعة فردية تمرد من أجل مجتمع بأكمله ذلك التمرد يكون من خلال القوى المؤثرة فى المجتمع هذا التمرد هو أقصى درجات الإيمان تحدث عن تمرد ابن حزم ، ابن تيمية، رفاعة الطهطاوى، جمال الدين الأفغانى، عبد الله النديم هنا أنا لا أشبه هؤلاء العظماء الذين تحدث عنهم محمود عوض بمعتصمى وزارة الثقافة بل أتحدث عن جانب تمرد وتأثير الفكر فى عقول أفراد المجتمع.

أما الدعاية الرخيصة لتشوية موقف المثقفين بأنهم علمانيون يكرهون الإسلام ويتحمسون للانحلال لا تتم إلا من خلال الكتائب الإلكترونية الإخوانية التى لا مهمة لها سوى إطلاق الشائعات بهدف بث الفرقة فى قلوب الناس من أجل تقسيم المجتمع المصرى، كما يحاول البعض منهم تصوير الاعتصام بأنه مجموعة من الموظفين لها مصالح لاستعادة وضعها المتميز.

إن معركة الثقافة ليس معركة نقل موظف هنا أو هناك كشخص عابر فى تاريخ الثقافة المصرية وبيروقراطيتها المفرطة بل هى معركة الهُوية المصرية والقوة الناعمة التى إذا خسرتها مصر لا يمكن أن نستعيدها مثل خسائر الاقتصاد بعبارة أخرى معركة الثقافة ليست معركة الأدباء والكتاب والفنانين مع اختلاف أنواع الإبداع بل أسلوب حياة وموروث هائل فكل المصريين يصنعون حياتنا الثقافية، وهنا لا ننسى دور المثقفين قبل الثورة وحركة المثقفيين المستقلين.

المسالة ليست احتلال مبان حكومية بل الموقف بالضرورة يستدعى طرح إشكالية هامة وهى احتلال رموز الفكر لمركز القوى الناعمة بعبارة أخرى نحن نتحدث عن المثقف الحقيقى المبدع المستقل صاحب العقل النقدى الذى يأخد ويرد وبالتالى الخوف هنا ليس من الوزير، بل التنظيم الذى وراء الوزير أى أخونة الثقافة وكأنهم يتعاملون معها على أساس أنها منتج مادى قابل للشراء والبيع.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد صابر

من مجاذيب الأستاذ

عدد الردود 0

بواسطة:

عدلى عبد الباقى السيد

ليس لوجه الله

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد مرجان

30/6 قــــضـــــــــــــى الأمــــــــــــــــــــــر

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد السواح

وأتحدى من يأتى لى باسم واحد لمفكر أو أديب أخوانى مشهور أو حتى شاعر أو مؤلف أو مخرج

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة