أكرم القصاص - علا الشافعي

تكلف 27 مليون جنيه..

الإهمال يفترس أكبر سارى علم فى التاريخ بعد عام من إنشائه

الإثنين، 17 يونيو 2013 03:33 ص
الإهمال يفترس أكبر سارى علم فى التاريخ بعد عام من إنشائه سارى علم
كتبت إيناس الشيخ وتصوير كريم عبد الكريم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تراه واضحاً أثناء مرورك على كوبرى "أكتوبر" كأعلى سارى علم عرفه التاريخ كما وصفته الصحف منذ ما يزيد عن عام، عندما أعلن "اللواء الفنجرى" عن افتتاح أكبر سارى علم على أرض مركز شباب الجزيرة بالزمالك، العلم الذى وقفت لتحيته وقتها قوات الجيش فى حفل الافتتاح "أو ما تبقى منه"، هو ما يمكنك ملاحظة بقاياه مدلاة من أعلى البرج المعدنى شاهق الارتفاع، وقد تمزق وبهت لونه بفعل الشمس وعوامل التعرية التى تركته بقايا "علم" لم يعلم أحد وقتها أن تكلفه إنشائه تجاوزت الـ27 مليون جنيه.

لم يكن الدخول لتفحص أمر العلم بالأمر السهل على الرغم من الإهمال الواضح لمكانه الذى يتوسط ملعبين غاية فى الضخامة بمركز "شباب الجزيرة"، فالأمر يحتاج إلى تصريحات خاصة بزيارة "أكبر سارى علم" لم يعد يعرف عنه "الجيش" شيئاً وترك أمره لإدارة النادى التى تولت مسئولية إزاحة المتسللين إليه كما علق كابتن "أشرف كاسب" مدير أمن مركز شباب الجزيرة، الذى تحرك لتفقد العلم بين الحين والأخر خوفاً من تكرار محاولات الانتحار التى شهدها السارى مؤخراً.

بداية قصة "أكبر سارى فى العالم" تعود إلى ثلاثة أعوام مضت، كما أكد "رضا السرسى" مدير عام مركز شباب الجزيرة فى حديثه لـ”اليوم السابع”، وقال "السرسى"، البداية كانت عندما خصص الجيش قطعة أرض بالأمر المباشر بمركز "شباب الجزيرة" لإنشاء "سارى علم ضخم"، خطة العمل والتنفيذ التى تابعها جهاز المخابرات وقتها اتسمت بالسرية المطلقة، ولم يكن المركز على علم بما يتم تنفيذه بتمويل من "البنك التجارى الدولى" الذى دفع ما يتجاوز قيمته ال27 مليون جنيه لإنشاء السارى، وتحديد المكان جاء بموافقة جهات عليا.

الغريب فى الأمر هو تجاهل السارى بعد الانتهاء من تنفيذه إلى الحد الذى سمح لأحد المتسللين بتسلق السلم المثبت بالسارى، مهدداً بالانتحار، كما أكد الكابتن "أشرف الكاسب" الذى تحدث عن تفاصيل وجود السارى منذ عام مضى، والذى كشف لـ”اليوم السابع” عن تفاصيل أخرى فى قصة إنشاء السارى قائلاً: الهدف من إنشائه لم يكن مجرد كونه أكبر سارى فى العالم كما يظن الجميع، وكانت الخطة وقتها تهدف لاستخدامه لأغراض أخرى ظلت سرية حتى اندلعت الثورة واختفت المستندات الخاصة بذلك، وبقى السارى مهملاً، على الرغم من إمكانية استغلاله فى إدرار أموال طائلة سواء من خلال شبكات المحمول، أو استخدامه كلافتة إعلانية يمكن من خلالها الحصول على دخل شهرى ضخم.

يكمل "كاسب": السارى الآن متروك ل"كل من هب ودب" وهو ما دفعنى لمخاطبة مجلس الدفاع الوطنى لمطالبته بتنفيذ الصيانة الدورية، وتأمين السارى، وهو ما تلقيت عليه رداً بأن الجهة المنوطة بذلك هى "البنك التجارى الدولي" الذى خاطبته بدورى لتأمين السارى، خاصة بعد الحادثة التى حاول فيها أحد موظفى "هيئة النقل العام" القفز من فوق السارى لتنفيذ مطالبه منذ عدة أشهر، والمركز ليس هو الجهة التى عليها تأمين السارى الذى وضعنا حوله حراس لمتابعة الموقف خوفاً من تكرار حادثة مماثلة"

"محمد كشك" مدير الشئون القانونية بمركز شباب الجزيرة والذى حضر تفاصيل إنشاء السارى قبل ثلاثة أعوام من الآن، تحدث لـ”اليوم السابع” عن شهادته قائلاً: الفكرة ليس لها علاقة بالثورة، الموضوع بدأ قبل الثورة بحوالى عام عندما استقطع الجيش قطعة أرض ضخمة بين ملعبين بحجة تبرع البنك التجارى الدولى بإنشاء سارى علم ضخم يرفرف فوقه علم مصر بعد مباراة مصر والجزائر التى أثارت ضجة وقتها، ولم تطلعنا أى جهة على تفاصيل أخرى".

يكمل "كشك": الغريب فى الأمر هو العلم الذى تم تركيبه على السارى بعد الانتهاء منه، وقيل وقتها أنه علم بمواصفات خاصة تم تصنيعه خصيصاً فى إنجلترا لمقاومة عوامل التعرية، ولم يعلم أحد أن هذا العلم تم استبداله من فوق السارى بعد الافتتاح بعدة أيام بعلم آخر لم يتجاوز طوله أربعة أمتار تآكل بعد فترة بفعل أشعة الشمس، ولم تتحمل الجهة التى قامت بتنفيذ السارى عناء صيانته أو استبداله بآخر، حتى تحول السارى الآن لقيمة مهملة أنفقت عليها أموال طائلة ليدخل موسوعة جينيس القياسية ويبقى للمتسللين والأطفال الذين يحاولن اختراقه بين الحين والأخر، بينما انتهى أمر العلم الذى تدلت أطرافه من على ارتفاع 154 متراً.


























مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة