أحمد على

أوهام تأييد الإسلام فى شخص مرسى

الأحد، 28 يوليو 2013 12:31 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس من قبيل الصدفة أن يطلق معتصمو رابعة العدوية على أنفسهم جيش محمد وأن يعتبروا بقية الشعب المصرى أعداء للمشروع الإسلامى، وأن يتحدثوا باسم الإسلام والمسلمين وكأن الدين حكر عليهم هذا غير الاعتقاد السائد لديهم أن من يعارض الإخوان معارض للإسلام وكأن الرئيس مرسى كان صاحب رسالة سماوية.

الإسلام شىء والإسلام السياسى شىء آخر، الإسلام دين والإسلام السياسى أداة سياسية، الإسلام منهجه الحق والعلم والعدل والحرية والأخلاق، وهو أكبر من الأشخاص والجماعات والدول ولكن مشكلة الإسلام فيمن يقدمونه للناس، والإسلام السياسى منهجه السلطة فقط لاغير، والتى لا يستطيع أن يصل إليها إلا عن طريق استغلال مشاعر الناس الدينية من أجل الوصول إلى الحكم والاستئثار بالسلطة، الإسلام السياسى يبرر كل الجرائم والأخطاء مدعيا الحرص على الدين رغم أن دافعه الحرص على السلطة.

الدين دائرة المطلق والسياسة أمر نسبى، وبالتالى الإسلام ليس بمشروع لأن المشروع قد يفشل بعبارة أخرى من يمارس السياسة من منطلق دينى يستدعى تلقائياً كل آليات الدفاع عن الدين من أجل الدفاع عن قرارات سياسية تقبل الخطأ والصواب والنقد ومن هنا السماح بقيام أحزاب على أساس دينى هو أكبر خطأ يقع فيه أى مجتمع وأتمنى أن تضع لجنة تعديل الدستور هذا فى الاعتبار وأن تكون جلسات المصالحة الوطنية قائمة على ذلك، فالصورة الذهنية لمعتصمى رابعة العدوية من الإخوان والسلفيين وبقية الحركة الإسلامية أنهم يؤمنون بأنهم يؤيدون الإسلام ويدافعون عنه فى شخص الرئيس مرسى، معتقدين أنها أوامر الله ومن هنا تأتى الحالة الجهادية الوهمية لهم الناتجة عن الانعزال عن الحقيقة.
ومن هنا تكمن أزمة أنصار الرئيس المعزول فى أنهم وضعوا نصرة الإسلام فى التواجد فى السلطة والوصول للكرسى، فالإسلام أكبر من كل كراسى السلطة، فالسلطة والحكم لا يصنعان الدين فمعانى الدين فى القلوب والضمائر وتظهر فى المعاملات بين الناس وليس بالعنف والقوة.

كل هذا الاعتقاد الخاطئ فى مجمله نتاج ممارسة السياسة من منطلق دينى فهم يرون أن فوز الرئيس مرسى فى الانتخابات ليس سياسيا، بل نصر من الله عز وجل ليستعيد الإسلام أمجاده عبر التاريخ مرة أخرى، وبالتالى أكبر خطأ ارتكبه المجلس العسكرى هو السماح بتأسيس أحزاب على أساس دينى، هنا لا أتحدث بشكل إقصائى لفصائل وتيارات الإسلام السياسى، ولكن لابد من وجود قواعد حاكمة لأى عملية مصالحة وطنية حقيقية، فالقواعد أهميتها أنها تحدد السلوك والإطار الحاكم، لأى عملية سياسية، فما أؤكده أن القاعدة التى لابد أن تحكم السلوك، فى تلك الفترة لكل القوى السياسية والتيارات وعلى رأسها تيار الإسلام السياسى، أن يتحدثوا عن مشروع للدولة المصرية.

بعبارة أخرى الحركة الإسلامية تحتاج أن تقوم بمصالحة ليست مع المعارضة بل مع المجتمع وأن يكون البرنامج والمشروع السياسى للوطن وليس للجماعة دون استغلال للدين، فأزمة الإخوان أن مفهوم الوطن، ليس فى مشروعهم، وبالتالى ليس لديهم ذاكرة وطنية حيث خلقوا ذاكرة أخرى أخوانية موازية بعيدة عن فكرة الوطن والدولة، فدائما تعاملوا بمنطق الجماعة فى إدارة الدولة، وليس من منطلق مكانة الدولة المصرية، هنا لا أتحدث عن مصر بلا إسلاميين أو ليبراليين أو يساريين بل هى وطن يشمل الجميع، ولكن لا توجد مصالحة بدون محاسبة، ثم وضع قواعد تحدد السلوك للجميع وآليات لمعرفة مجال الحركة والمسار الديمقراطى من أجل أن نؤسس لدولة القانون ودستور لكل المصريين يحمى حقوقهم وحرياتهم.
* قيادى بحزب المصريين الأحرار.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

micheal

الجهل ليس عذراُ

عدد الردود 0

بواسطة:

فـــــــــــــــــــلاح بحـــــــــــــراوى

ياهل القورا ياهل النجوع ظهر فى اشارة رابعة دين جديد {والذى يفكر خلية بعيد }


فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

اريوس عبد الاحد

الاسلام السياسي جزء لا يتجزي من الاسلام

عدد الردود 0

بواسطة:

اريوس عبد الاحد

الاسلام السياسي جزء لا يتجزي من الاسلام

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة