محمد رضا

قف.. أنت فى حضرة "البرادعى"

الجمعة، 16 أغسطس 2013 12:37 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو من الوهلة الأولى لقارئ عنوان المقال أنه بصدد وصلة من المدح فى شخص الدكتور محمد البرادعى، فالبعض سيذم فى الكاتب، والدكتور معاً، قبل أن يقرأ السطور القليلة القادمة، والبعض الآخر سيمدح الكاتب، ويستعد لقراءة سطور يعتقد أنه ستنال رضاه بالكامل، وهذا ما وصلنا إليه من حال للأسف بالحكم على ظواهر الأمور دون النظر إلى بواطنها، بسبب حالة الاستقطاب التى تسيطر على وطننا.

لن أطيل ولن أتطاول على "أيقونة الثورة" فى كلماتى الذى لا اختلف عليه كغيرى الكثير من الناحية الأخلاقية والإنسانية، فالبرادعى رجل ذو "ضمير ورع"، قلما وجدنا مثله فى هذا الزمان، ولكنى اختلف معه فى مواقفه السياسية، ففى الوقت الذى يُرضى فيه ضميره، نراه قد تخاذل وتراجع عن أداء دوره الوطنى فى وقت كان لزاماً عليه الثبات للمرور بالبلاد من تلك المحنة، بما يثبت ويؤكد لنا أنه لا يصلح كرجل دولة من المفترض أن تكون قرارته كحد السيف تحفظ أمم وتنأى بشعوب من بحور دماء، أو تدمر ممالك وتصبغ كل شىء من حولنا باللون الأحمر.

قبل أن أتطرق لاستقالة الدكتور البرادعى أود أن أقول لمؤيديه لقد كنا بالأمس القريب نعيب على الإخوان تبعيتهم العمياء لمرشدهم ونتعجب من عدم سماعهم لعقولهم وضمائرهم، وها أنتم ذا تفعلون فعلهم دون أن تدركون، فبمجرد أن يتطرق أحد لنقد "البرادعى"، تجدهم يهاجمونك بجملة واحدة لا تختلف من شخص لأخر وكأن لـ"البرادعى"، مكتب إرشاد يلقنهم ما يقولونه، وتأتى نص الجملة "نعم البرادعى خائن وعميل وإخوانى ولا جدال لنا معك"، هؤلاء أنفسهم هم من كانوا ينادون بحرية التعبير، وقبول الرأى الآخر، تجدهم أعنف فى الدفاع عن "البوب"، من الإخوان الذين نصفهم بالتطرف عند الدفاع عن مبادئ جماعتهم ومرشدهم.. يا سادة "البرادعى"، وله منا كل احترام وتقدير، هو بشرٌ مثلنا يجوز نقده، وليس آله مُنزه مُرفع عن النقد، أو معه صك الوطنية الذى لا يملكه دونه أحد.

وما أتعجب منه فى الطرف الآخر هؤلاء الذين يتعارضون فى أفكارهم مع "البرادعى"، ممن شاركوا فى ميادين الثورة أو لم يشاركوا، ويكونوا على استحياء وتملق شديدين عند توجيه أى نقد للدكتور، على الرغم من قناعتهم الشخصية التى تحتمل الصواب أو الخطأ بأنه لم يحسن اتخاذ القرار، خوفاً من النقد المضاد والهجوم اللاذع من أنصار الدكتور، فنجدهم يبررون ويستحون من النطق بكلمات نقد صريحة وواضحة، واقفين فى مناطق رمادية لا سبيل لنا بها الآن، هؤلاء أقول لهم إما هو على صواب أو على خطأ، فانتقدوه كما ترون، أو اصمتوا يرحمكم الله.

جاء فى نص رسالة "البوب" الآتى: "كما تعلمون فقد كنت أرى أن هناك بدائل سلمية لفض هذا الاشتباك المجتمعى وكانت هناك حلول مطروحة ومقبولة لبدايات تقودنا إلى التوافق الوطنى"..
وهنا أتساءل وقد يتفق معى الكثيرين، أين تلك الحلول يا دكتور؟. والطرف الآخر، أى الإخوان، انتهجوا نفس نهجكم قبل أن تتبدل الأدوار وتصبح القوى المدنية فى الحكم، برفض أى حوار قبل تنفيذ مطالبهم، حتى تحول حضور جلسات الحوار الوطنى فى عهد الرئيس المعزول من قيادات تيار اليمين الدينى، إلى قيادات التيار المدنى وحسب، فأى حوار هذا الذى يشارك فيه فصيلٌ واحد دون الطرف الآخر من الخصومة والمعادلة، وأى سُبل سلمية تتحدث عنها أمام جماعة دموية اختارت التضحية بأنصارها من البسطاء فى سبيل حكم زائل.

وقال "البوب" فى نص استقالته أيضاً "لقد أصبح من الصعب على أن أستمر فى حمل مسئولية قرارات لا أتفق معها وأخشى عواقبها ولا أستطيع تحمل مسئولية قطرة واحدة من الدماء أمام الله ثم أمام ضميرى ومواطنى، خاصة مع إيمانى بأنه كان يمكن تجنب إراقتها، وهنا من الناحية الإنسانية لا نستطيع أن نتفوه بكلمة واحدة، فهذا شأنه وحده وليس لأحد منا سلطان عليه، ولكن قد يكون هذا الرأى صحيحاً بنسبة 100%، إذا كنا نتحدث عن رئيس حزب أو شخصية عامة عادية، وليس مسئولاً فى الدولة، فنطاق مسئوليته فى النظام القائم على إدارة البلاد، تعطى الحق لكل مواطن أن يتبين من الدكتور، الأسباب المنطقية للاستقالة، التى هى فى ظنى أعمق من فض الاعتصام.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة