سهير جودة

لما تغنى السياسة؟!

الخميس، 30 يناير 2014 03:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل صحيح أن الأغنية السياسية، شكلت أداة أقوى من السلاح، الموجه إلى رؤوس الحكام، فى مصر والعالم العربى؟ من الذى يؤثر فى الآخر، الأغنية فى المجتمع، أم المجتمع فى الأغنية؟
وهل يمكن أن نقول، إن صلاح حال الأغنية، لن يتأتى إلا بعد انصلاح حال المجتمع؟
إذا كان الفن رسالة، وهو الذى يقود المجتمعات، فلماذا لا تعمل الأغنية، وفق وجهة النظر تلك على الإصلاح ؟ هذه التساؤلات تطرحها الدكتورة ياسمين فراج أستاذ النقد الموسيقى بأكاديمية الفنون فى كتابها الجديد «الغناء والسياسة فى تاريخ مصر»، ترصد فيه علاقة المصريين بالغناء وتوظيفه سياسيا منذ الفراعنة، مرورا بدولة المماليك وصولا إلى ثورات يوليو ويونيو.
ويؤكد الكتاب أن جيوش العالم اهتمت بسلاح الموسيقى، باعتباره سلاحاً معنوياً داعماً لسلاح المشاة، لا يقل فى أهميته وتاثيره عن سلاح المدفعية أو سلاح المدرعات أو حتى سلاح الطيران.
هناك نظرية تقول إن الشعوب، تفكر مثلما ترقص.. أو مثلما تغنى. وحديثا يتتبع الباحثون لغة الشباب وطريقة تفكيرهم من «ريتم موسيقاهم».. فكلما زاد الكلام غموضا، والموسيقى سرعة، كلما كانت إشارة إلى قلق الأجيال الجديدة وحيرتها، ومشاعرها بعدم المشاركة والتهميش. وفى مصر وتونس، انطلقت ثورة الرقص والغناء السياسى داخل المدارس والجامعات، وحتى فى الطرقات العامة كتعبير سياسى عن رفض الأوضاع السياسية المحتقنة فى البلدين.
وعندما زار المستشرقون الغربيون الشرق، وكتبوا عنه، لم يغفلوا الغناء والموسيقى فيه. فعلماء الحملة الفرنسية الذين وضعوا الكتاب الموسوعى عن «وصف مصر» خصصوا أجزاء كاملة منه للغناء والموسيقى وأدواتها فى مصر. وعندما زار المستشرق البريطانى «إدوارد لين» مصر، فى القرن التاسع عشر، لفت انتباهه فى كتابه المهم «عادات المصريين المحدثين فى النصف الأول من القرن التاسع عشر» الموسيقى والغناء المصرى. وكتب فصولاً مهمة عن ذلك. وعندما زار الروائى الفرنسى الشهير جوستاف فلوبير الشرق، فى القرن التاسع عشر، لم يلفت نظره فى هذا الشرق، غير الجانب الفنى، وكتب عن هذا كتابات مطوَّلة، وعميقة. وقبل أن يرحل عنا إدوارد سعيد، المفكر والناقد والأكاديمى الجاد، كان قد زار مصر فى الثمانينيات من القرن العشرين، والتقى بتحية كاريوكا عدة مرات، وكتب عنها دراسة فنية مهمة وعميقة، نشرتها مجلة «الآداب» اللبنانية. فالأغنية، ليست لحنا وكلمات.. فقط، إنما هى أيضا رد فعل.. وأثر على أذن المستمع. لذلك، اعتبر الحكام المصريون دائما، أن النكتة والأغنية السياسية، أشد ما يمكن أن يهزم الحاكم.. ولو معه أسلحة العالم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

مقال رائع كالعاده - سلاح الديكتاتور القهر والبطش اما سلاح الغلبان فدائما الاغنيه والسخريه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة