أكرم القصاص - علا الشافعي

حسام سالم يكتب: رسالة إلى صديق

الأربعاء، 01 أكتوبر 2014 02:08 ص
حسام سالم يكتب: رسالة إلى صديق مظاهرات للإخوان - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتذكر صديقًا هنديًا كنت أعمل معه فى إمارة أبو ظبى منذ عدة سنوات، وكان ينتهى بنا العمل بصفة يومية فى حوالى الساعة الواحدة أو الثانية صباحًا، ونخرج سويًا من محل العمل سيرًا على الأقدام لنبحث عن مكان للعشاء ثم الذهاب إلى الفندق للمبيت، وفى أحد الأيام سألته سؤالاً يتعلق بديانة الهندوس تلك الديانة التى ينتمى إليها وكيف لعاقل يعبد تلك الأصنام ويؤمن بتعدد الآلهة هذا بالرغم من كونه مهندس كمبيوتر أي على درجة كافية من العلم وظللت أحكى له عن الإسلام الذى يوافق العقل والقلب معًا.

لن أطيل عليكم فلم يقتنع بل أنا الذى اقتنع بأن فى بعض الأحوال ينغلق القلب على فكره، ولن تستطيع بأى السبل أن تفتح هذا القلب لتنقى ما به من أفكار قد تكون خطأ بمجرد النظر اليها أو إمعان العقل بها، ولهذا لم يركز الإسلام على القلب فقط بل أيضًا خاطبنا القرآن كثيرًا لاستخدام العقل وما دليل أشد من تكرار يا أولى الألباب (أى يا أصحاب العقول) بالقرآن الكريم.

وخلصت أن للدين سحرًا قد يغطى نظر وعقل بعضنا عن أخطاء شخص لمجرد أنه بدأ كلامه بلا إله إلا الله وأن محمد رسول الله أو أنه ينتمى لجماعة شعارها دينى.

تذكرت كل هذا أثناء حديث صديقى المتعلم ذى المركز المرموق عن المشروع الإسلامى وكيف أننا خسرناه بخسارتنا لمحمد مرسى وكيف كان الظلم فى أحداث رابعة وما تلاها من اعتقالات.

وبدأت أوضح له ولكن كالعادة لم يمنح نفسه فرصة للتعمق، فاخترت أن اكتب لعله عند القراء يرى ما بين السطور.
- يا صديقى لا يوجد ما يسمى بالمشروع الإسلامى فأى مشروع قابل للخسارة والمكسب ولا نقبل على الإسلام الخسارة وأى مشروع له تاريخ بداية وتاريخ نهاية والإسلام باقى إلى يوم الدين، يا صديقى الإسلام هو الحياة فكل لحظة بحياتنا يجب أن نحياها بالإسلام. وإذا كان محمد مرسى يمتلك هذا المشروع فلماذا خبأه بالورق لمدة عام فأنا وأنت لم نر أي عمل يدل على بداية مشروع إسلامى طيلة حكم محمد مرسى.
- أى مشروع تتكلم عنه أهو للإخوان المسلمين أم للسلفية أم لأنصار بيت المقدس أم للجماعة الإسلامية أم لداعش أم أم أم. يا صديقى إن الإسلام لا يعترف بجماعات ولا يعترف بمرشدين فالإسلام لم ينزل لجماعة أو لخاصة بل إنه للعامة. دعنى أحكى لك معجزة فتح مكة وكيف استطاع القائد العظيم محمد (ص) أن يذيب الأنصار من الأوس والأنصار من الخزرج مع المهاجرين وطلقاء مكة فى بوتقة واحده لا ترى بها من خلاف. اما محمد مرسى فأنت تعلم أهله وعشيرته.
- أن محمد مرسى فعل ما لا لم يفعله حاكم فى عام فهو مميز حين قام بحصار قسم شرطة وحين قام بحصار محكمة هى الأعلى بين المحاكم. كان مميزًا حين احتفل مع أهله وعشيرته وبعض القتلة بانتصار أكتوبر المجيد. كان مميزًا حين خرج مخاطبًا أهله وعشيرته. تاركًا باقى الشعب. يا صديقى أن خلافنا مع محمد مرسى لم يكن لانقطاع كهرباء أو أزمة سولار. إن خلافنا كان خلاف عقيدة فهو يؤمن بجماعة ونحن نؤمن بالإسلام للجميع كما أن الوطن للجميع.
- لا أعرف كيف تؤمن بكل هذا وأنت لم تقرأ كتب سيد قطب وأرشح لك معالم فى الطريق لتعرف كيف أن الإخوان لا يؤمنون بمفهوم الوطن. ولهذا فليس بغريب أن يقوم محمد مرسى بتسريب مستندات أمن قومى. فهو لم يترب على مفهوم الوطن.
- إن محمد مرسى نجح فى شيء واحد فقط أن يقنعك أن الحرب عليهم هى الحرب على الإسلام وأن قتلاهم فى الجنة وقتلى الشعب المصرى فى النار (أليس هذا ما قيل على مسرح رابعة).
- خدعك باسم الدين ولهذا نزع الله منه الملك ألم تقرأ يا صديقى قول الله عز وجل (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير) صدق الله العظيم.
- نأتى لرابعة ولن أطيل عليك فكما كان ذكاؤهم فى إقناعك باسم الدين كان ذكاؤهم بالتضحية ببعض الشباب حتى يتم استغلالها شعبيًا وعالميًا وإلا بالله عليك لماذا لم يمت أي من قادة رابعة ولن أوضح لك أكثر مما قاله يونس مخيون (يتحمل الدماء من استغل حماس الشباب لاستعادة كرسى الحكم) يا له من قول ولكنى اعرف إجابتك التى تحفظها دون أن تدقق بها بأن السلفيين أو أي إسلامى معارض للإخوان هم أعوان السلطة وأمن الدولة وهذا ظلم بالغ أن تقل ما لست تملك دليله.
- يا صديقى أن محمد مرسى نفسه لم يصبر على عشرين من متظاهرا بالاتحادية وأنت تعلم ماذا فعل بهم بمعاونة أهله وعشيرته. فما بالك بمن أقام دولة موازية بميدان رابعة ليضلوا بها الشباب تارة بأن الرسول نزل إلى رابعة وأمر محمد مرسى أن يكون أمامًا وتارة بتهديد الشعب المصرى بالعربات المفخخة والقنابل الموقوتة.
- مشكلتك أيها الصديق أنك أغلقت قلبك عن أي حديث دينى أو سياسى لا يوافق هواك. فأفتح قلبك وافتح عقلك حتى تتمكن من السماع ثم التقييم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

علا محمد

يسلم فمك

عدد الردود 0

بواسطة:

سامح بولس

مقال رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

مروه

ودن من طين وودن من عجين

عدد الردود 0

بواسطة:

أبو الكرم

خلط .... تتويه........ ضلال

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة