فـوزى فهمـى غنيـــم يكتب: أحسن الله أعيادنا

الأربعاء، 01 أكتوبر 2014 04:20 م
فـوزى فهمـى غنيـــم يكتب: أحسن الله أعيادنا ذبح أضحية - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حينما يكون بينك وبين واحد خصومة، وبعد ذلك يأتى العيد، فإذا زرته فى يوم العيد فما الذى كسر كبرياءك؟ هو يوم العيد.. بسمة منك، وبسمة منه انتهى كل شىء، إذن فأحداث المسرات التى ينشئها الله تعالى فى الزمان والمكان فإنما ينشئها ليستتر الإنسان بكبريائه فيها.

أراد الحق سبحانه وتعالى بتشريع الأعياد للناس أن تكون وسيلة ليستتر فيها كبرياء النفس البشرية.

فالله تعالى لما خلق النفس متعالية متغطرسة شرع المكان الحرم والزمان الحرم. شرع الزمان الحرم، لأنه إذا قامت حرب بين دولتين مسلمتين، فكل طرف يتشبث بكبريائه، ولا يخضع للحق، فالله تعالى يحرم زمانًا من الأزمنة، ويحرم فيه القتال.. فأنا وأنت نستتر وراء تحريم الله للقتال فى ذلك الزمن.

وعيد الأضحى المبارك الذى يحمل من المعانى الإسلامية الكثير التى يجب أن نعيشها فى هذا اليوم لتكون منهاجًا لنا طوال العام، فقد أمرنا الإسلام بمواساة غير القادرين ومساعدتهم والوقوف بجانبهم، والعطف على اليتامى وترك الخصام، وإحلال الحب محل الخلاف والشقاق، فيعيش المسلمون أعزاء أقوياء، يسعد بعضم بعضًا، ويسعد بهم المجتمع بما يقدمونه من إنتاج وفير، ومن علم يستخدمونه للارتقاء به إلى مصاف الدول المتقدمة.

ومن معانى العيد أيضًا أن يلتقى المسلمون فى المسجد لأداء صلاة العيد وتهنئة بعضهم بعضًا، وعيد الأضحى ينفرد بميزة خاصة وهى ذبح الأضحية وتوزيع ثلث لحومها على الفقراء وثلث على الأهل وثلث على الأصدقاء وهذا هو المعنى الكبير فى الترابط والتراحم فالإحسان إلى الفقير وبر الأهل من الأمور التى دعا إليها الإسلام.

وليس فى الإسلام إلا طريقة واحدة للأضحية وتقديمها وهى أن تذبح ذبحًا شرعيًا ويذكر اسم الله عليها ثم يتم التصدق بها، والأضحية سنة مؤكدة عن النبى صلى الله عليه وسلم لحديث أنس الذى رواه البخارى ومسلم أن النبى ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر.

وللأضحية صفات فلا تكون الأضحية إلا من الإبل والبقر والضأن والماعز، ولما كانت الأضحية هدية تهدى إلى الله أى يراد بها وجه الله وجب أن تكون صالحة طيبة لذا أوجب الشرع أن تكون الأضحية لائقة خالية من العيوب.

فعيد الأضحى يحيى فيه المسلمون سنة أبيهم إبراهيم عليه السلام بما يريقونه من دماء تقربًا لله تعالى، إبراهيم عليه السلام الذى طلب من ربه ولدًا صالحًا وحكى القرآن عن دعائه بقوله تعالى: (رب هب لى من الصالحين، فبشرناه بغلام حليم، فلما بلغ معه السعى قال يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين، فلما أسلما وتله للجبين. وناديناه أن يا إبراهيم . قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزى المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم).

والعيد وسيلة لمصلحى ذات البين كى يجدوا وسيلة للصلح، نقول: نحن فى يوم عيد، هيا قابل فلانا ببسمة.. هيا نزره.

ويجب أن نوثق أواصر المحبة والأخوة حتى يتعلم منا أولادنا وأحفادنا ما نقوم به سواء زيارات عائلية أو أى شىء فيه خير علينا وعلى الأمة الإسلامية.

وفى الماضى كانت المجالس الجميلة تجمعنا وتلم شملنا خاصة فى أيام العيد وكنت تجد أولاد عمك وزملاءك وكل من تعرفه يزورك ويطمئن عليك وخاصة فى العيد لان هذا العيد هو من الله سبحانه وتعالى ويجب أن نصل رحمنا فيه وأن نزور بعضنا.

فالله جعل الزمان والمكان وأعياد الخير مناسبات لتستتر فيها النفس البشرية من كبريائها وعزتها الظالمة الآثمة، والواجب على المسلم أن يكون له القدوة والأسوة فى قصص القرآن الكريم لكى يكون من الفائزين فى الدنيا والآخرة.

أحسن الله أعيادنا وكل عيد وعام وانتم قلوبكم بخير ومحبة وسلام.. أن نجعل يومًا ومناسبة تعيد الينا ثقافة النسيان، ثقافة الصفح، ونعيد ترتيب أمانينا، بكمال ولا ترضى النقص لنفسك كن رسول الله إلى قلوب المسلمين لم ينقصهم الحزن يومًا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة