خبير يضع مشروعًا متكاملًا لتنمية "وادى الدئيب" بشلاتين.. حسن الشاعر: المشروع يهدف لاستغلال الثروة النباتية بالمنطقة وحفظ ملايين الأمتار من مياه السيول.. ويساهم فى توطين البدو ويمنع هجرتهم للسودان

الأربعاء، 15 أكتوبر 2014 03:23 ص
خبير يضع مشروعًا متكاملًا لتنمية "وادى الدئيب" بشلاتين.. حسن الشاعر: المشروع يهدف لاستغلال الثروة النباتية بالمنطقة وحفظ ملايين الأمتار من مياه السيول.. ويساهم فى توطين البدو ويمنع هجرتهم للسودان الدكتور حسن محمد الشاعر نائب رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق
كتب محمد محسوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وضع الدكتور حسن محمد الشاعر نائب رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق والمنسق الفنى لمشروع الخدمة الوطنية للقوات المسلحة مقترحا لمشروع للتنمية الزراعية المتكاملة فى منطقة وادى الدئيب بشلاتين .

وقال "الشاعر"، إن وادى الدئيب يعد من الوديان الواعدة ذات الإمكانيات الهائلة للتنمية الزراعية فى منطقة جنوب شرق مصر، مضيفا أنه وادٍ يقع فى منتصف الطريق بين الشلاتين وأبو رماد (جنوب الشلاتين عند 85 كم الشلاتين/ حلايب)، وهو مجرى مصب سيول قادم من السودان، ويمتد من الجنوب إلى الشمال الشرقى ليصب فى البحر الحمر عند ك80 جنوب الشلاتين .

وأضاف أن "الهدف العام هو توطين واستقرار البدو وتوفير مقومات الحياة الجيدة لهم ورفع مستوى معيشتهم من خلال تفعيل سبل التنمية الزراعية والاجتماعية المتكاملة والمستدامة أما الأهداف الفنية فتتمثل فى إنشاء نموذج زراعى حيوانى متكامل على مساحة 500 فدان لزراعة المحاصيل الحقلية المختلفة (محاصيل حبوب – نباتات طبية وعطرية – خضر – نباتات مراعى) ليكون هذا النموذج قابلا للتكرار فى مناطق مختلفة فى الوادى.

وأشار إلى أنه سوف تتم إدارة هذا النموذج بشكل متكامل فى صورة شركة أو جمعية تعاونية واحدة تستوعب عدد 100 أسرة (بواقع 5 أفدنة / أسرة) وتوفير المياه العذبة للشرب والرعى والزراعة عن طريق عدة طرق لحصاد مياه السيول والأمطار وإقامة مجتمع سكنى مقيم إقامة كاملة باستخدام موارد البيئة الطبيعية فقط دون إدخال مواد غريبة عن بيئة الوادى واستغلال الموارد الطبيعية المتاحة بالوادى من نباتات وحيوانات ومياه أمطار وسيول وجوفية ومراعى طبيعية .

وأشار "المشروع" إلى أن وادى الدئيب يستقبل كميات كبيرة من مياه الأمطار والسيول كلها تجرى فى اتجاه البحر ولا يوجد نظم حصاد مياه بهذا الوادى للاستفادة من هذه المياه السطحية، حيث إن هذه المياه تغزى الخزان الجوفى لرواسب الوديان الذى يعتبر مصدرا آخر للمياه بالوادى، مشيرا إلى أنه يتميز بتنوع حيوى كبير، وتتوافر مياه صالحة للشرب والزراعة والرعى من مصادر مختلفة تتمثل فى سيول تأتى من جبال السودان صيفا (يوليو - أغسطس - سبتمبر)، كما أن هناك أمطار وسيول محلية شتاء فى "ديسيمبر- يناير – فبراير"، مياه جوفية سطحية وعميقة "تجميع أمطار سطحية وخزانات جوفية".

وأوضح أن الوادى يتميز بتنوع نباتى كبير حيث يحتوى على العديد من أنواع النباتات الرعوية والنباتات الطبية والعطرية، بالإضافة إلى جودة التربة لوجود طبقات من الطمى الخصب والرسوبيات الغنية بالعناصر الغذائية للنباتات (تصل إلى عمق 1م) نتيجة السيول القادمة من السودان، كما يتميز الوادى بوجود مساحات شاسعة منبسطة من الأراضى (عمق 70 كم حتى حدود السودان بعرض يصل إلى 1 كم على الأقل فى بعض الأماكن) بالإضافة إلى وجود العديد من سلالات مميزة من الأغنام والماعز التى تشتهر بإنتاج اللحم.

وأشار "المشروع"، إلى أنه يستقر بالوادى كثير من الأسر من قبائل العبابدة والبشارية وقبائل أخرى رحالة خاصة أثناء فصل الشتاء وبعد انتهاء السيول لزراعة بعض محاصيل الحبوب ( الزراعة الطبيعية) ورعى بعض نباتات المراعى الطبيعية المنتشرة فى ذلك الوقت.

وتابع أن مبررات التنمية الزراعية فى وادى الدئيب تتمثل فى مغادرة البدو للوادى بعد نفاد الكساء الأخضر (المراعى الطبيعية، وترحال العديد من القبائل إلى داخل السودان والعودة أحيانا عبر الحدود" بشكل غير شرعى، مما يسبب العديد من المشاكل مثل التهريب ونقل الأمراض المستجلبة من السودان..إلخ، الرعى الجائر على النباتات الرعوية، مما أدى إلى انقراض بعض الفصائل النباتية ذات القيمة الاقتصادية العالية، وإهدار آلاف الملايين من الأمتار المكعبة من مياه السيول والأمطار سنويا التى تصب فى البحر الأحمر من هذا الوادى، خاصة التى تأتى من السودان فى وقت ندرة المياه فى الوديان الأخرى (فى شهر أغسطس وسبتمبر من كل عام، وإهدار ثروة لا حصر لها من الطمى الطبيعى القادم من أراضى السودان عبر السيول) بالإضافة إلى عدم استغلال الثروة النباتية خاصة النباتات الطبية والعطرية فى هذا الوادى.

فى سياق متصل قال "الشاعر" إن الاحتياجات اللازمة للمشروع تتمثل فى عمل طريق ممهد بطول 30 كم بدأ من الكيلو 85 الشلاتين / حلايب فى اتجاه غرب جنوب، وبناء عدد 10 خزان لحصاد المياه للرى التكميلى والرى الكلى سعة إجمالية 50 ألف م3 سعة الخزان الواحد خمسة آلاف متر مكعب اللازم لزراعة ثلث المساحة المقترحة زراعة رى كامل - وثلث بالرى للزراعة المطرية - وثلث رى تكميلى بعد والسيول، وحفر عدد من آبار يدوية تجميع سطحية وكذلك آبار عميقة (جوفى دائم) .

وأضاف "الشاعر" أن من بين الاحتياجات أيضا استصلاح مساحة 500 فدان وعمل شبكة الرى المناسبة من شبكة الرى بالتنقيط "عند بداية الرى التكميلى" إنشاء عدد 20 صوبة بلاستكية لزراعة الخضراوات والنباتات الطبية والعطرية، إنشاء عدد 10 مشاتل لإنتاج الشتلات "سيران تظليل 75%"، وتوريد عدد 250 رأسا من الأغنام (أبو دليك) وعدد 250 رأسا من الماعز المحلى، وإنشاء مساكن بسيطة تتناسب مع رغبة البدو ومطابق لظروفهم وثقافتهم الاجتماعية.

وبالنسبة للمعدات المطلوبة قال "المقترح" إن المشروع يتطلب 1 لودر للحفر والتسوية، و2 جرار زراعى ومشتملاته، و2 كرفان لإقامة الفنيين، و1 مولد كهرباء / وحدة طاقة شمسية، وسيارة ذات دفع رباعى، و2 حظيرة للأغنام والماعز.

فى السياق ذاته قال "الشاعر" فى مقترحه، إن الأعمال المقترح تنفيذها تتمثل فى عمل الطريق الممهد الذى يربط طريق حلايب - الشلاتين بالوادى، والبدء فى أعمال حصاد المياه، وذلك من خلال دراسات تفصيلية لتحديد خواص الوادى المناخية والمورفولوجية وإجراء التحليلات المورفومترية للحوض وتحديد أنسب الأماكن لإنشاء السدود بأنواعها المختلفة وكذلك مواقع الخزانات الأرضية لتخزين كميات المياه المطلوبة للتنمية الزراعية، وإجراء الدراسات الجيولوجية لتحديد طبيعة وامتداد الرواسب المتواجدة بالوادى وعلى جانبى الوادى ومن هذه الدراسة سوف يتم تحديد الطبقات الحاملة للمياه الجوفية .

من ناحية أخرى قال "الشاعر"، إن من بين إجراء الدراسات الجيوكهربية لاستكشاف وتحديد ظروف تواجدات المياه الجوفية بالوادى من خلال عمل جسات كهربية رأسية على طول الوادى بهدف تحديد وجود المياه الجوفية من عدمه وتحديد العمق إلى سطح المياه وتحديد طبيعة الطبقات الحاملة لها وسمكها وتحديد أنسب المواقع لحفر الآبار الإنتاجية المطلوبة وتحديد العمق المناسب للحفر.

واستطرد "الشاعر"، أنه بناءً على الدراسات الجيولوجية والجيوكهربية فإنه سوف يتم تحديد أنسب المواقع لحفر عدد من الآبار لاستكمال كميات المياه اليومية المطلوبة للرى وهى فى حدود 5000 م3/يوم حيث يتم إجراء تجارب ضخ لتحديد المعاملات الهيدرولوكية للخزان الجوفى، تحديد السحب الآمن مع الملوحة المناسبة، تحديد كفاءة الآبار.

وبالنسبة لباقى الأعمال المقترح تنفيذها قال الشاعر، بدء استصلاح وإعداد الأرض للزراعة وتجهيز الخزانات والسدود وحفر الآبار وإعداد الصوب والمشاتل وزراعة المشاتل وتوفير الشتلات والتقاوى اللازمة وزراعة محاصيل cash crops ذات عائد اقتصادى سريع فى ثلاث عروات متداخلة، وزراعة 500 فدان مبدئيا من محاصيل الحبوب والخضر والنباتات الطبية والعطرية وإدخال نباتات رعوية جديدة تناسب طبيعة الوادى وإنشاء 100 مسكن للبدو مزودة بالطاقة الشمسية على غرار مساكن وادى مبارك فى مرسى علم.


موضوعات متعلقة

الصحف الأمريكية: ارتباك صامت فى العلاقات المصرية السودانية بسبب "حلايب وشلاتين".. تبرعات المانحين لإعادة إعمار غزة تجاوزت التوقعات المتشائمة.. ذعر فى أمريكا بعد إصابة ممرضة بالإيبولا










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة