فى ذكرى رحيلها.. نعمات البحيرى كتابة بنكهة الألم

الجمعة، 17 أكتوبر 2014 02:00 م
فى ذكرى رحيلها.. نعمات البحيرى كتابة بنكهة الألم الكاتبة نعمات البحيرى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"منذ تكشف لى الأمر قررت ألا أيأس تماما وليحدث ما يحدث وسوف أعيش لآخر لحظة يمكن فيها ذلك"، هكذا عبرت الأديبة الراحلة نعمات البحيرى (1953 - 2008)، عن تجربتها مع المرض والحياة.
ونعمات البحيرى أديبة وروائية وقاصة مصرية من جيل الثمانينيات، ولدت بالقاهرة وعاشت طفولتها فى القليوبية، تخرجت فى كلية التجارة، وكتبت وأبدعت وسافرت وعبرت عن كل ذلك، ثم رحلت فى يوم الجمعة 17 أكتوبر 2008 بعد معناة مع مرض السرطان.

تعتبر روايتها "يوميات امرأة مشعة" آخر كتابتها وأكثرها وجعا وتأثيرا، لأنها جمعت فيها بين فنية الكتابة ووجع الحقيقة، كتبت فيها عن تجربتها مع الألم أو ما أسمته بـ"زلزال أكتوبر"، ومثلت الرواية رحلة من المجاهدة فى محاولة لترويض ذلك الوحش الذى تسلط عليها، حولته إلى كتابة ممتلئة بالروح والحزن والفرح، حيث تجعلك تخرج فى نهاية الكتاب مفتونا بها وبوعيها وكتابتها ولاعنا هذا المرض الخبيث الذى حرمنا من هذا التدفق الإنسانى، تحدثت فى (الرواية/السيرة) عن تجربتها مع الحياة بشكل عام، هى فقط جعلت من مرضها مرتكزا للحكاية، عن طريقه حددت مفهومها للحياة، ووضعت تعريفات حديدة للصداقة والأخوة وللمرأة وللمستشفيات وللمرض وللإنسان بوجه عام.

هكذا كانت نعمات البحيرى تجعل من نفسها معادلا للحكاية، ففى روايتها "أشجار قليلة عند المنحنى" الصادرة عن دار الهلال عام 2000، تتماس مع تجربتها بالزواج من شاعر وناقد عراقى بعد قصة حب شهيرة عاشت معه فى العراق فى نهاية الثمانينات، انتهت بالفشل والألم ، إن نعمات البحيرى كانت تخلط فرح الكتابة بحزن الواقع، لذا كانت كتابتها بنكهة الألم.

وجانب آخر مغاير من نعمات البحيرى هو الكتابة للأطفال فلم يمنعها حرمانها منهم أن تهبهم جزءا من روحها فكتبت، "النار الطيبة" و"الفتفوتة تغزو السماء" و"وصية الأزهار" وبالونة سحر" و"رسومات نيرمين" و"رحلة الأصدقاء الثلاثة"، وذلك لأن روحها الطفلة كانت قادرة على مواجهة الواقع بالخيال.

أما عن كتابتها القصصية، فقد أشاد كثير من النقاد بتجربتها فى فن القصة القصيرة، حيث صدر لها، "نصف امرأة"، " العاشقون" و ارتحالات اللؤلؤ" و "ضلع أعوج" و"شاى القمر" .

ورغم رحيلها تظل نعمات البحيرى واحدة من سلسال المبدعين الذين حولوا ألمهم لبهجة الكتابة، عندما أدركوا المعانى الحقيقية للكتابة ودورها الإيجابى فى النفس الإنسانية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة