أكرم القصاص - علا الشافعي

شيرين ماهر يكتب: السيسى وإطلالة الزعماء

الجمعة، 17 أكتوبر 2014 12:01 ص
شيرين ماهر يكتب: السيسى وإطلالة الزعماء الرئيس السيسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لعلنا نتذكر تلك الحالة، التى خلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، أثناء كلمته التى ألقاها أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وذلك الحضور الثرى لسيادته، الذى أعاد التاريخ للوراء، وبهتافه الصادق والرزين "تحيا مصر.. تحيا مصر"، اهتزت أروقة القاعة من تصفيق حميم يستنفر كل مشاعر الوطنية والانتماء، وبنفس الكاريزما البِكر، التى يتمتع بها الرئيس السيسى والمنبعثة من شخصيته الحازمة، التى تحمل بين طياتها مرونة ذكية، يمكنه أن يضفى دائمًا وأينما حَل أجواءً مختلفة تعيد لكل المصريين "هالة وإطلالة الزعماء".

وما يثير الفضول حقًا هو تسلل تلك الكاريزما إلى مدى بعيد يصعب تخيله.. إنها تسللت إلى الأعداء.. فماذا عن خصمك عندما يحترمك ويدرك حجم ذكائك ويتقين من قدراتك، فتتحول معه اللعبة لجولة ممتعة؟ هذا حقًا ما حدث، كل الأطراف الدولية التى كانت ترفض واقع أن يحكم مصر من جديد حاكم يُحسَب على المؤسسة العسكرية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تراجعت خطوة للوراء.. وبعد أن تحققت النبوءة التى طالما قرأها السيسى للعالم وفحواها مدى خطورة الإسلام السياسى، الذى يمكن أن ينسحب أثره على العالم بأسره، أذعن الجميع ثقةً فى رجاحته سياسيًا.

وكان لكلمة الرئيس السيسى التى ألقاها فى مؤتمر إعادة إعمار غزة الذى استضافته القاهرة فى الثانى عشر من الشهر الجارى أثرًا غير متوقعًا على الشعب الإسرائيلى ذاته، فعلى الرغم من أن كلمته كانت من مصر- وليست من الكنيست الذى القى فيه الزعيم الراحل أنور السادات كلمته التاريخية- إلا أنها حظيت بلهفة مماثلة واهتمام من جانب المواطن الإسرائيلى، الذى صار ينصت فى خشوع لخطابات الرئيس المصرى، حيث أبهر الجميع عندما وجه كلمته فى الأساس للشعب وليس للحكومات، مناشدًا كل أم وأب وطفل وشيخ يعيش على تلك الأرض الممزعة بصرف النظر عن هويته فلسطينية كانت أم إسرائيلية، أن يتعايشوا بصيغة يرتضونها سويًا ويوصدون أبواب التناحر وكفاهم استنشاقا لغبار الموتى.
وصار يقدم لهم بمنتهى السلاسة ثقافة السلام وليس السلام ذاته، ملوحًا بفرضية تستحق التأمل ألا وهى.. ماذا لو لم تعد إسرائيل عدوًا وخصمًا للعرب؟ ماذا عن حق التعايش السلمى لكلا الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى؟ ماذا عن حقن الدم الفلسطينى والإسرائيلى على حد سواء؟ ماذا لو أن تحيا إسرائيل بصورة طبيعية مع جيرانها العرب دون الانحسار فى دور المحتل واللجوء للأروقة المظلمة؟ وأخذ يفترش بساطًا بلون الحرية فى مخيلة كل فلسطينى وإسرائيلى بديلًا للأكفان المخضبة بالدماء، فالشعب هو الأقرب للنداء والمناجاة لأنه من يدفع الأثمان الغالية، وما فعله السيسى هو محاكاة لإنسانية هذا الشعب الذى يتطلع فى المقام الأول إلى حماية حقوقه الأساسية، وجاءت رسالته واضحة لكلتا الحكومتين الفلسطينية والإسرائيلية لتؤكد على ضرورة أن يعلم الجميع أن الوجبات المجانية غير متاحة فى عملية السلام، فلكل طرف التزامته وحقوقه المتساوية دون إجحاف أو أفضلية، وعلى إسرائيل أن تعلم أن طريقها الأقصر والأسرع فى تطبيع دبوماسى عربى لا يتأتى إلا مرورًا برام الله.

وقد امتلأت الصحف الإسرائيلية بامتداح الرئيس السيسى واعتباره يتمتع بملكات وهِبات ربانية تؤهله أن يكون زعيمًا ليس فقط لمصر ولكن للعرب أجمع، فهو لا يهوى سياسة الصمت كالآخرين ويتحرك من منطلق بصيرة ورؤية، ويمتلك من الجرأة ما يجعله يسير قُدمًا ولا يلتفت خلفه، وتلك هى مواصفات قائد الأوركسترا، فلكى يضبط إيقاع عازفيه لابد أن يدير ظهره للجميع، ليس فى استعلاء، ولكن استغراقًا فى مهامه دون صخب الإعجاب أو الانتقاد!











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة