صبرى إسماعيل يكتب: لا داعى أبدا للبكاء

الجمعة، 17 أكتوبر 2014 02:16 ص
صبرى إسماعيل يكتب: لا داعى أبدا للبكاء طفل صغير يبكى ـ أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ اللحظة الأولى للولادة
يأتى المولود باكيا وكأن البكاء عادة
يبكى من الجوع والعطش والبلل
ويبكى فى كثير من الأحيان بلا عِلل
يخاف من الظلمة والمجهول
والخيال وكل ما لا تستوعبه العقول
وعندما يصل لمرحلة الصِبى
يحزن عندما لا يجد ما يريد
ويتوجس من كل غريب وجديد
وعندما لا يجد رسالة أبيه فى البريد
ويكبر ليصل إلى مرحلة الشباب
فيجد من يدفعه لطريق الإرهاب
فالجميع أعداء والكلّ سواء
هذا عدو للوطن وذاك عدو لله
وهذا عدو لقبيلته وهذا للبشرية أساء
يكره مسئولى التعليم لأنهم حرموه من القمة
ويكره الوقت الذى كان فيه من العامة
يتوجس من الشرطة والمباحث والدوريات
وكل من يطلب منه إبراز البطاقات
يكره كل الأماكن المزدحمة و الطوابير
ويخشى أن يكون ضحية حادث سير
ويخشى لحظات الامتحانات
ولحظة اختبار قيادة السيارات
يُملى عليه كراهية الحكّام
وكأنها رمز الجبروت والأصنام
يخشى من عدم تجهيزه للزواج شقة
وألّا يجتاز الحياة اليومية بلا مشقة
يصيبه القلق قبل ليلة الزفاف
لأساطير المقدرة والعفاف
وكيف يزيل آثار الاستلاف
يتوتر عند تأخير الحمل
وعندما يرى فى المنزل النمل
وعند لحظة الولادة
وعندما يقابل من يتصفون بالبلادة
وعندما يصل اولاده إلى الثانوية
وعندما يعتدى على بلاده الأعداء
وعندما تجدب الأرض ويتأخر هطول الماء
وعندما يمرض بأى داء
ففى كل الحالات هو ما بين قلق أو حزين
وهكذا يمر العمر يجرى بانقضاء السنين
ويعلم عندها وعندها فقط
أنّه لا داعى أبدا للبكاء
ولا للحزن واللغط
ولا للحزن واللغط








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى امام

رووعة

رووعة جدا فعلا تسلم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة