برسوم حلبى يكتب: عندما يصبح السفر مغامرة خطيرة

Have a safe trip هذه رسالة وصلتنى من صديقة أجنبية تعيش فى الغردقة وتتابع أخبار مصر جيدا، عندما علمت أنى مسافر للقاهرة عبر الأوتوبيس. فى السابق كانت ترسل لى "have a nice trip"، أما الآن فقد تغير الحال فى مصر فلم يعد فى السفر متعة.

السفر أصبح مغامرة بسبب كثرة الحوادث، فأنت لا يجب عليك الآن أن تبقى مستيقظا للاستمتاع بالمناظر الجميلة من جبال وبحر وبورتو الخنة وخلافه. أنت الآن يجب أن تكون مستيقظا تقرأ القرآن أو الإنجيل لأنه فى لحظة يمكن أن تكون أحد الضحايا فى إحدى الحوادث، "وإن لم يحدث فأنت لم يصبك الدور فانتظر الرحلة القادمة".

فعلا إنها مغامرة.. الجميع خائفون، فكل يوم حادث وكل يوم عشرات الضحايا فى الحادث الواحد.

من المسئول أو أين المسئول؟ إذا كان السائقون فأين وزير الداخلية والوزارة التى أعطت لكل هؤلاء السائقين رخصة القيادة وهم غير مؤهلين لها؟ وإذا كانت الطرق غير صالحة فأين وزير النقل والمواصلات والمسئولون فى وزارته؟.

الوحيد الذى نسمع أنه أدلى ببيان هو وزير الصحة ليخبرنا عدد المتوفين والمصابين والمستشفيات التى استقبلت الضحايا.

لماذا لا أحد يبحث أين المشكلة؟! هل لأننا مؤمنون بالقضاء والقدر أكثر من اللازم؟! وأن لكل أجل كتاب! فلا أحد يحاسب المخطئ، ولا حتى أهل المتوفين، فكل مايقولونه "عمره انتهى" "قضاء وقدر" ثم يفكرون كيف يتممون مراسم العزاء.

لا أعرف لماذا يعيدون رصف الطرق، هل لأجل منع الحوادث أم لأجل الطريق أم لأجل مقاولين يدفعون لبعض الموظفين الرشاوى؟.

لماذا لا تأخذ الداخلية عينة عشوائية من السائقين لاختبارهم كل فترة لتحديد من هو جدير ومن هو غير جدير لحمل رخصة القيادة؟.

لماذا لا أحد يحاسب شركات النقل التى تجعل السائقين لا ينامون لكى يرجعوا فى نفس المواعيد، والشركات التى لا تهتم بالصيانة؟.

ألف لماذا وكل لماذا تحتها ألف خط فى هذا الموضوع.

وإذا لم يتم محاسبة أحد، وإذا لم يتحمل أحد المسئولين بالمسئولية تجاه حياة المواطنين فنحن فى طريقنا نحو القاع أو بالأصح نحن فى القاع، ولكننا نحفر لنصل إلى ما هو أعمق من القاع.

والخلاصة كم ثورة سننتظر حتى يخرج علينا مسئول يتحمل المسئولية أو يفكر أن يحل مشكلة معينة؟!.