محمد عبد السميع عامر مراد يكتب: رب ضارة نافعة.. شكرًا إسرائيل

التصويت الافتراضى، أو الوهمى، الذى قامت به إنجلترا للاعتراف بدولة فلسطين وأسفر عن موافقة البرلمان بأغلبية.. وإن كان هذا التصويت، افتراضيًا وغير مؤثر على تغير السياسة الخارجية والنظرة الغربية للقضية الفلسطينية، إلا أنه مؤشر على فتح فكر جديد وتحويل الرؤى الغربية لقضية ودولة فلسطين.. بعد العدوان الأخير على غزة.. صحيح الخسارة والدمار على غزة كان كبيرًا وغير محتمل إلا أن القضية الفلسطينية كسبت هدفًا كانت تسعى إليه طوال 66 عامًا وجاءها أخيرًا من حيث لا يحتسبوا.. هم كانوا ضد مصر وضد ثورة الشعب فى 30 يونيو وأثبتت الأيام أنها لصالحهم ها هى الأحداث تثبت أن قوة مصر واستقرارها كان سببًا فى اعتراف دول غربية بفلسطين أو على الأقل إعادة النظر فى القضية.. وسوف تتوالى الأحداث والتغيرات ونرى دولاً أخرى تعترف بفلسطين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

اتخيل لو أن إسرائيل وافقت على إقامة سلام دائم مع الفلسطنيين.. وأصبحت هناك دولتان متلاصقتان بحدود مشتركة وسط العالم العربى فما هو المتوقع بعد مرور 20 عامًا من هذا السلام فلنتخيل ونرسم التوقعات المنتظرة أولاً سوف تكون الأغلبية السكانية للدولة الفلسطينية طبقًا للمعدلات الزيادة السكانية والإحصائيات السكانية العالمية.. ثانيًا سوف تستقطب دولة فلسطين معظم دول العالم الثالث إلى جانبها وستكون التنمية الاقتصادية لدولة فلسطين أكبر بمعدل غير مسبوق بالعالم ما يجعلها قوة اقتصادية كبيرة ومعاناة الشعب الفلسطينى عبر أكثر من 66 عامًا تجعل من شعبها أكثر شعوب العالم حرصًا على التنمية وإقامة علاقات جيدة مع شعوب العالم قبل حكامها.. ثالثًا سوف يدرك العالم كذب الادعاءات الإسرائيلية بشأن حقهم فى أرض فلسطين وسرقتها من شعب عريق عاش آلاف السنين على أرض مقدسة، رابعًا ستتم محاسبة قادة إسرائيل على جرائم الحرب التى ارتكبتها فى حق الشعب الفلسطينى بداية من مذبحة دير ياسين حتى مذبحة غزة.. خامسًا سوف تخسر إسرائيل تعاطف العالم وبالتالى تخسر أموالاً طائلة كانت تدخل إليها كمساعدات وتعويضات تدفع لها منذ الحرب العالمية الثانية.