يسرا محمد سلامة تكتب: عندما تكون الجامعات الأهلية هى الحل

السبت، 18 أكتوبر 2014 02:16 ص
يسرا محمد سلامة تكتب: عندما تكون الجامعات الأهلية هى الحل ورقة وقلم - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عام 1996، ناقش فريق المناظرات بمدرستى موضوع "الجامعة الأهلية بين القبول والرفض"، وقتها كنت فى مرحلة الشهادة الثانوية، وكان موضوعًا مناسبًا جدًا، وفى وقته – كون أن من فى الفريق جميعًا فى المرحلة ما قبل الجامعية وعلى أعتابها – فكان رأيى ولماذا يدخل الطالب أو الطالبة جامعة باهظة التكاليف؟!!، الأفضل أن يجتهد لكى يحصل على مجموع يؤهله لدخول الجامعة الحكومية، فقرر أساتذتى دخولى المناظرة فى الفريق المعارض، وأخذتنى الحماسة بشكل كبير لدرجة لفتت أنظار الجميع إلىّ، لحرصى الشديد على الجامعة الحكومية ورفضى قبول أى جامعة أخرى حتى ولو كانت على أرض مصرية، لكنها "خاصة".

وبعد الأحداث الأخيرة فى الجامعات المصرية –خاصةً القاهرة والأزهر– تذكرت حماستى الشديدة وقت أن كنا نتناول موضوع الجامعة الخاصة، وقُلت فى نفسي، هل لو قُدّر لى أن أُعيد مرةً أخرى مناقشة هذا الموضوع فى أيامنا هذه ستأخذنى نفس الحمية فى الدفاع عن الجامعة الحكومية؟!!، ولم أعرف إجابة عن هذا السؤال رغم أنه ليس من الصعوبة بمكان لكى أحتار فى إجابته -لكن- الغريب فى إثارتى مرةً أخرى لهذه الذكريات، أننى تساءلت وهل لو كانت كل جامعاتنا فى هذه الأيام أهلية بمصاريف باهظة، سيقوم الطلاب بكل هذا الشغب؟ أم سيرضخون للتعليمات وسيحترمون فكرة أن يتواجدوا داخل "الحرم الجامعى"، وسينتبهون فقط لمحاضراتهم؛ لأن أولياء أمورهم "دفعوا دم قلبهم" لكى يُدخلوهم الجامعة، وبالتالى سيكون كل شبر على أرض هذه الجامعة كأرض عسكرية "ممنوع الاقتراب منها أو التصوير".

وفى رأيى أن على الأسرة العامل الأكبر فيما يُحدثه الطلاب من شغب، ومن عدم تقديرهم لقيمة وجودهم داخل الحرم الجامعى؛ لأن ترسيخ فكرة ما للحرم الجامعى من قدسية فى نفوس هؤلاء الطلاب يقع على عاتق أسرهم، فهل يستهتر الطالب مثلا فى مرحلة الشهادة الثانوية، وهو يرى والده يكد ويتعب من أجل أن يدفع له فلوس الدروس الخصوصية؟!!، بالطبع لا، هل أصبح وجود الطالب فى جامعته يعتمد على مدى ما يدفعه ولى أمره من مبالغ مالية، حتى يشعر بقيمة جامعته؟!!، لو أننا نظرنا للموضوع بهذا الشكل، إذن فأنا أتمنى لو أن كل جامعاتنا المصرية اليوم "أهلية"، ولن أجرؤ فى الدفاع بعدها عن الجامعة الحكومية، طالما أن منطق القوة المادية هو الذى يتحكم فى تقرير مصير التعليم الجامعى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة