أكرم القصاص - علا الشافعي

هل استعدت «الخارجية» لمعركتنا المقبلة؟

الأحد، 19 أكتوبر 2014 02:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الخميس الماضى خسرت تركيا معركتها الدبلوماسية أمام إسبانيا فى الحصول على العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن لعامى 2015 و2016، وأظهرت نتيجة التصويت حجم الخسارة التى تكبدتها الدبلوماسية التركية من جراء السياسة الحمقاء والمواقف التى يتبناها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.

وبينما راح وزير الخارجية التركى فى تبرير الخسارة، أنتابنا نحن فى مصر شعور بالزهو والانتصار خاصة بعدما كتبت أحد الصحف الأمريكية وهى «نيوزويك» أن القاهرة والرياض كانتا لهما الفضل فى تراجع تصويت بعض الدول لصالح أنقرة، فيما يشبه رد اللطمة للمغرور التركى أردوغان الذى يحاول أن يوجد لنفسه مكانة أكبر من كونه أداة فى يد الغرب لتنفيذ سياستهم فى المنطقة.

ما يهمنى فى خسارة تركيا لمعركة دبلوماسية بهذه القيمة ليس الخسارة فى حد ذاتها، لكن أن ندرك أننا مقبولون على معركة لا تقل ضراوة عن المعركة التركية، خاصة بعد إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى عن ترشح مصر للحصول على مقعد مجلس الأمن 2016 و2017، والتى سيجرى التصويت بشأنها العام المقبل، فلا يجب أن نكثر فى الاحتفال بهزيمة الأتراك بقدر ما نؤهل أنفسنا جيداً لمعركتنا المقبلة التى لن تتوانى تركيا ومن يقفون فى صفها عن القيام بكل المحاولات التى من شأنها عرقلة حصول مصر على المقعد. من حق الدبلوماسية المصرية أن تفرح بدورها مع دول خليجية مهمة فى عرقلة المسعى التركى ليكون له صوت فى مجلس الأمن الدولى، لكن لا ينبغى أن يكون هذا الفرح مدخلًا للاعتماد فقط على الشماتة بالاتراك وأن تنسينا هذه الشماته معركتنا المقبلة، وإلا سنكون نحن محل شماتة ليس أردوغان ونظامه فقط، وإنما حتى من ألقوا بثقلهم خلفنا.

على الدبلوماسية المصرية ممثلة فى وزارة الخارجية أن تعيد النظر من الآن فى طريقة تعاطيها مع الترشيح المصرى، وأن تكثف من خطتها حتى لا يسرقنا الوقت ونجد أنفسنا أمام صفر جديد يضاف لصفر المونديال، وأول شىء فى هذه الخطة أن تتعامل الخارجية مع الأمور بحقائقها ولا تتفه من أى شىء، وأن يكون لديها أشخاص محددين يتولون هذه الملف، لديهم من القدرة على العمل بجد وليس مجرد التنظير السياسى الذى نراه فى بعض المواقف التى تحتاج منا للجد وليس الهزل.

يقينى أن الخارجية بها كثيرون يملكون القدرة على العمل والتواصل مع دول العالم لإنجاح ملفنا فى الحصول على مقعد مجلس الأمن، لكن قد يكون بعض هؤلاء منزوين خلف الستار لأسباب غير مفهومة، ربما يكون المفهوم فيها حتى الآن أن هناك من حول الوزير من يخشون ظهور غيرهم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة