"أبو هنومة" بيصنع فخار.. إيده اتلونت بالبنى ولسه على العهد باقى

على مقعد خشبى متهالك يجلس لسبع ساعات يوميا ويده فى الطين لا أنيس له غير صوت الست "أم كلثوم".. "أبو هنومة" أحد أشهر صانعى الفخار فى منطقة سقارة وأكثرهم حرفية، قرر أن يصون عشرة 45 مع مهنة الفخار رغم كساد سوقها، فتحولت من مجرد مهنة كانت سببا فى ستر بناته الثلاث إلى الشىء الأهم والأفضل فى حياته على الإطلاق.

أربع عقود ونصف قضاهم "أبو هنومة" فى صنع أبهى أشكال الفخار التى ذهبت إلى مشارق الأرض ومغاربها، وعلى الرغم من أن الشعر الأبيض قد تمكن من رأسه إلا أنه ما زال قادرا على العطاء لقطعة الطين الصغيرة ليحولها إلى أجمل التصميمات.

ويقف فى وسط ساحته الصغيرة موجها تعليماته إلى تلاميذه الجدد، قبل أن يبدأ حديثه إلى "اليوم السابع": "بدأت أتعلم أصنع فخار وأنا عندى 6 سنين على إيد أبويا ومن ساعتها وأنا مبعملش حاجة فى حياتى غيره، يعنى بقالى 45 سنة شغال فيها ولسة كل ما أبدأ شغل أحس أنى بشتغل للمرة الأولى وبكون فرحان زى العيال الصغيرة، الفخار ده شغلانة عايزة دماغ صاحية وإحساس بالطين اللى فى أيدك، كل صباع بيتحرك بشكل معين عشان يقوم بدوره لو سرحت ممكن أبوظ الدنيا، بس الحمد لله عندى القدرة أنى أكون مركز جدا وأنا بشتغل".

ويضيف "أبو هنومة": "الفخار كان زمان ليه هيبة والناس بتهتم بيه بس بقاله فترة الدنيا نايمة ولا فى بيع ولا شراء إلا قليل قوى، ورغم كده أنا بردوا هفضل أشتغل وأعمل تصميمات حتى لو محدش هيشترى أصلى بحب الفخار زى عيل من عيالي".