أكرم القصاص - علا الشافعي

صالح المسعودى يكتب: "ساسا" وأخواتها

الخميس، 02 أكتوبر 2014 10:09 ص
صالح المسعودى يكتب: "ساسا" وأخواتها ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ساسا عزيزى القارئ هى اسم الدلع للاسم الحقيقى وهى كلمة (السياسة)، فهى الآن كالماء والهواء فالجميع أصبح شغله الشاغل هو الحديث فى السياسة، بغض النظر عن فهمه فيها من عدمه، وكما اختصر صديقى فى وصف الحال فى الإفتاء حيث قال (المشكلة إننا عندنا دار إفتاء واحدة ولكن عندنا 90 مليون مفتى)، فمع بداية الاستحقاق القادم وهو الترشح لمجلس النواب صال وجال علماء السياسة، ففى كل مكان تذهب إليه تجد الحديث الأوحد هو التخطيط وإعمال التدابير اللازمة لكسب أصوات الناخبين، ولكن ما لفت نظرى هو فهم هؤلاء لمفهوم السياسة، فالكثير منهم فسّر السياسة بمفهومه الخاص، وألبسها مقاييس عقله الجهبذ.

فالسياسة عزيزى القارئ هى (فن رفيع يعمل به الشخص من أجل الوصول لأهداف محددة يجدها من وجهة نظره مفيدة لشخصه وللمجتمع بكل حرفية، فهى فن الممكن ولا تعترف بالعواطف فى معظم الأحيان، وهى فى ذلك تعتمد على الذكاء والحكمة واختيار التوقيتات المناسبة للحركة والسكون، وهى إلى هذا الحد عمل جيد).

أما ما يحدث الآن على الساحة فلا يمت للسياسة بصلة إلا بتشابه الأسماء فقط فهى عند هؤلاء تتوقف على مدى فهمهم ونظرتهم لها، فالكذاب يعتقد أنها (شوية ألاعيب) و(ضحك على الذقون)، والمنافق يعتقد أنه بتملقه وضحكته الصفراء شيخ السياسيين كما يقولون، وهنا مكمن الخطورة فقد ترك هؤلاء السياسة ومفهومها الحقيقى ليبحثوا عن مشتقات أخرى شبيهة من كلمة سياسة.

فهو نظر إليها من وجهة نظر أن السياسة تأتى من كلمة (ساس) وهى تعود إلى كلمة سايس و(السايس) هو مروض الخيل، ولو تصورنا أن الفرس فى بداية تدريبه (قوى وعفى وطايش)، والمفروض فى السايس أن يكون فيه مؤهلات التعامل مع مثل هذه الحالة، وهذا العمل المجهد بمعنى أنه لابد من بعض المكر، وكذلك بعض المغامرة وأيضا نضيف على ما سبق بعض (البهارات) من الكذب، وعندما يصل السياسى لهذا الفكر فاعلم أنه متجه إلى مشتقات السياسة أو إحدى أخوات ساسا، فهى متشابهة فى الرسم الكتابى للكلمات ولكن شتان بينهما فأول تلك المشتقات هى التياسة و(التياسة) بإقلاب السين الأولى فى كلمة (السياسة) إلى تاء تعود هذه الكلمة إلى كلمة (تيس)، وهو الذكر الكبير من الماعز، فهو (أى التيس) يكون فى بداية حياته قريب الطباع من إناث فصيلته من الماعز (أى إنه هادئ ومطيع)، ثم عندما يتحول لتيس فإنه يتحول لكائن آخر لا يفرق بين أمه وأخته فى القطيع بما فى ذلك النطح بالطبع! وهذا أيضا من المفارقات العجيبة فى سياسة هؤلاء فأحدهم يبدأ حياته السياسية بقمة الهدوء والتواضع والطاعة حتى إذا حصل على ما يريد يتحول إلى شخص آخر وتصرفات أخرى قريبة من التياسة.

وهنا نتحول إلى مفهوم آخر أو لأخت أخرى من أخوات ساسا بمفهوم أولائك للسياسة وهو مشتق (الخساسة) وهى أيضا قريبة الشبه من كلمة السياسة ولكن شتان بينهما، والخسيس بالمعنى الدارج هو (عديم الأصل) وناكر الجميل الذى يتملص من وعوده بعد كل ما يقطعه على نفسه من وعود ومواثيق.

وهنا أيضا ينطبق مفهوم (الخساسة) على البعض من هؤلاء فهو من يهيم على وجهه فى أرجاء الدائرة مانحا الوعود البراقة قاسما بأغلظ الأيمان أنه فى خدمتهم الليل قبل النهار ثم عندما يمنح ثقة الناس فإذا به يتملص من تلك الوعود.

عزيزى القارئ يجب أن ينتبه الجميع إلى خطورة المرحلة القادمة فهى مرحلة بناء، فيجب أن نحسن الاختيار حتى لا يتسلل مثل هؤلاء من دعاة الفهم السياسى، وهم فى الأساس يبحثون عن غطاء سياسى يدارون به عوراتهم المكشوفة، مستخدمين كل الطرق المتاحة لتحقيق أحلامهم المريضة للوصول لقبة البرلمان ضاربين بالمفهوم الحقيقى للسياسة عرض الحائط لأنهم وبلا فخر لا يجيدون إلا فى (أخوات ساسا).













مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة