شيوخ الفرح وشيوخ النكد.. شيوخ التحريم منعوا الأغانى وتهنئة المسيحيين.. وشيوخ الأزهر فتحوا أبواب الدنيا.. صراع الفتاوى بين الطيب وجمعة والهلالى وبين أبو إسماعيل ويعقوب وبرهامى

الإثنين، 20 أكتوبر 2014 10:53 ص
شيوخ الفرح وشيوخ النكد.. شيوخ التحريم منعوا الأغانى وتهنئة المسيحيين.. وشيوخ الأزهر فتحوا أبواب الدنيا.. صراع الفتاوى بين الطيب وجمعة والهلالى وبين أبو إسماعيل ويعقوب وبرهامى الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق
أعد الملف - لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ابتلى الله الأمة الإسلامية بطائفة من علماء الدين، احترفوا التنكيد والتضييق على حياة عوام المسلمين، بإصدار فتاوى متشددة، سبق أن وصفهم المفكر الراحل فرج فودة بأنهم «فقهاء النكد»، حيث عسروا على الرعية فى اختياراتهم الفقهية، وضيقوا عليهم، مخالفين فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، من «أنه ما خير بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما»، وقوله ثلاثا «هلك المتنطعون» وحديث «إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو». هذه النماذج التى يستقى عدد كبير من المسلمين، تعاليم ديننا الإسلامى الحنيف منهم، استباحوا لأنفسهم أن يأخذوا الناس بالشدة، معتمدين على اجتهادهم الخاطئ وقراءتهم للنص الدينى دون فهم، ودون مراعاة الظروف الاجتماعية للفتوى، مقتفين بذلك أثر من أفتى رجلًا فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، شُج رأسه ثم أصابه الاحتلام فأمره البعض دون فهم بالاغتسال، فاغتسل فمات، ولما بلغ ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «قتلوه قتلهم الله أو لم يكن شفاء العى السؤال»؟ فكم من المفتين اليوم تسببوا فى حرج للناس وخراب البيوت فى فتاوى تحتاج للتدقيق وحسن الفهم، مثل بعض الفتاوى الخاصة بالطلاق، وتطبيق بعض أحكام الشريعة، وفتاوى الجهاد وفتوى التعامل مع البنوك.

وعلى الجانب الآخر، صدق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال «الخير فىّ وفى أمتى إلى يوم الدين» وفى رواية «إلى يوم القيامة»، وقد قيض الله تبارك وتعالى للأمة الأزهر الشريف، منارةً للوسطية على مدى أكثر من ألف عام، نشر خلالها صحيح الدين وتبنى فقه التيسير على المسلمين بما لا يخالف شرع الله.

عزيزى القارئ بالتأكيد، فإن شيوخ الفرج هم العلماء المعتبرون الذين لم يتخذوا الغلو ولا التشدد منهجاً لهم، وذلك من خلال فهمهم الصحيح لعلوم الإسلام من فقه وأصول فقه وتفسير ودراسة لشؤون المسلمين، أما شيوخ النكد وهم «الفتايين» بغير علم فاتخذوا من الإفتاء «سبوبة» ليفتنوا الناس.
نرصد فى هذا الملف نماذج بسيطة توضح الفرق فى التعامل مع المسائل الفقهية، بين علماء الأزهر المعتمدين المعتدلين، وغيرهم ممن قد يكونون من خريجى الأزهر، لكنهم شطحوا عن منهجه الوسطى، وأخذوا يفتون الناس فتاوى تُعسر عليهم حياتهم.

أبوإسحاق الحوينى: الغناء كله حرام.. وعلى جمعة: الأغانى المحترمة مباحة.. وأحمد النقيب ينهى عن سماع التواشيح.. والمفتى السابق: مشروعة بأدلة الكتاب والسنة

ما حكم الاستماع إلى الغناء والمعازف؟

...

أبوإسحاق الحوينى: الأغانى كلها حرام

إنه باتفاق الأئمة الأربعة وجماهير أصحابهم، فإن الموسيقى والغناء حرام، والذى أحل الموسيقى المتساهلون منهم ابن حزم وابن طاهر والجماعة اللى بيحبوا الموسيقى والأغاني، مضيفا أن هؤلاء ضعفوا أحاديث البخارى وتشبثوا بالأحاديث الباطلة والموضوعة، مشيرا إلى أن حديث دخول أبى بكر على الرسول وكان فى بيته جاريتان تغنيان فقال أبوبكر: «أمزامير الشيطان فى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك فى يوم عيد؟»، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا» وفى رواية: «تلعبان بدف»، فالنبى صلى الله عليه وسلم لم ينه هاتين الجاريتين لأمور: أن المغنّيتين كانتا جاريتين، والجارية هى البنت الصغيرة– الطفلة– التى لم تبلغ فهما غير مكلفتين، كذلك لم ينكر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبى بكر تسميته الغناء مزمار الشيطان.

على جمعة: الأغانى المحترمة مباحة

الأغانى والموسيقى منها ما هو مباحٌ سماعُه، ومنها ما هو محرم؛ وذلك لأن الغناء كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح.

فالموسيقى والغناء المباح: ما كان دينيًّا أو وطنيَّا أو كان إظهارًا للسرور والفرح فى الأعياد والمناسبات، مع مراعاة عدم اختلاط الرجال بالنساء، وأن تكون الأغانى خالية من الفحش والفجور وألا تشمل محرما كالخمر والخلاعة، وألا يكون محركًا للغرائز أو مثيرًا للشهوات، وأن تكون المعانى التى يتضمنها الغناء عفيفة وشريفة.

أما الموسيقى والأغانى المحرمة: فهى التى تلهى عن ذكر الله تعالى، وتتضمن أشياء منكرة ومحظورة، مثل أن تكون باعثة على تحريك الغرائز والشهوات.

ما حكم تهنئة المسيحيين بأعيادهم؟

الداعية السلفى مازن السرساوى:
لا يجوز تهنئتهم، فديننا ينهانا عن ذلك، بإجماع الأئمة الأربعة والعشرة لا يجوز تهنئة النصارى بأعيادهم، لكن هذا لا يمنع من الوقوف معهم فى المواقف الدنيوية مثل التهنئة بالنجاح أو الفرح أو الوقوف معهم فى مرض قريب لهم، وكل أنواع البر الاجتماعى.
...

الدكتور محمد رأفت عثمان عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف:

القواعد الشرعية تقول: إن الأصل فى الأمور الإباحة ما لم يرد نص بالتحريم، والمشاركة فى التهنئة بعيد الميلاد لا تمس عقيدة المسلمين من قريب أو بعيد، بل هى من باب البر والإحسان إلى شركاء الإنسانية الذى نادى به الإسلام.

ما حكم التواشيح الدينية؟

...

الدكتور أحمد النقيب الداعية السلفى:

التواشيح من جملة الأناشيد أو من جملة الغناء، ولو كانت من الغناء تكون جائزة بثلاثة شروط، الأول أن يكون كلاما من المأذون فيه شرعاً، وألا يكون مصحوبا بآلات المعازف إلا الدف الخاص بالنساء، وألا تغنى امرأة بالغة بالرجال، أو رجل فى نساء بالغات فبتلك الضوابط لا بأس، لكن إذا كان التوسع فيه موجودًا قد يكره لأنه قد يستعاض به عن سماع القرآن الكريم، بمعنى أن كثرة الاستماع إلى التواشيح قد يجعل الإنسان يستثقل سماع القرآن، فيعد ذلك من باب الاستماع الذى يفضى إلى باطل، أما أن تكون قبيل الفجر فهذا لا يجوز، لأنها صارت من شعائر صلاة الفجر والشعائر من جملة الشرع فإذا لم يكن فيها تشريع فهى من جملة البدع.
...

الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق:

إن مَدْح الأُمَّة للنبى صلى الله عليه وآله وسلم دليلٌ على مَحَبَّتها له، وهذه المحبَّة تُعَدُّ أصلا من أصول الإيمان، قال تعالى: «قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِى سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِى اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِى القَوْمَ الفَاسِقِينَ»، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ» رواه البخارى من حديث أبى هريرة رضى الله عنه، وقال أيضًا: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» رواه البخارى ومسلم من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه.

وقد عرَّف العلماء المديح النبوى بأنه: هو الشِّعْرُ الذى ينصَبُّ على مدح النبى صلى الله عليه وآله وسلم بتعداد صفاته الخِلْقِيَّة والخُلُقِيَّة، وإظهار الشوق لرؤيته، ولزيارة قبره والأماكن المقدسة التى ترتبط بحياته صلى الله عليه وآله وسلم، مع ذكر معجزاته المادية والمعنوية، ونظم سيرته، والإشادة بغزواته وصفاته الْمُثلى، والصلاة عليه تقديرًا وتعظيمًا، فهو شعرٌ صادقٌ بعيدٌ عن التزلُّف والتَّكَسُّب، ويُرجى به التقرب إلى الله عز وجل، ومهما وصفه الواصفون فلن يُوَفُّوه حقَّه صلى الله عليه وآله وسلم.

والمديح النبوى مشروع بعموم أدلة القرآن الكريم، كقوله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً، والتعزير هو التعظيم، ومدحه صلى الله عليه وآله وسلم من مظاهر تعظيمه وحبه.

وبمشروعية مدح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاءت السنة النبوية نَصًّا وإقرارًا: فروى الإمام أحمد فى مسنده عَنِ الأسْوَدِ بْنِ سَرِيع رضى الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّى قَدْ مَدَحْتُ اللهَ بِمِدْحَةٍ وَمَدَحْتُكَ بِأُخْرَى، فَقَالَ النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «هَاتِ وَابْدَأْ بِمِدْحَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَ»ّ.

وأكد الدكتور على جمعة أن المدائح النبوية سنة نبوية كريمة درج عليها المسلمون سلفًا وخلفًا، وليس صحيحًا ما يُروَّج له مِن أن المديح النبوى فنٌّ مستحدثٌ لم يظهر إلا فى القرن السابع الهجرى مع الإمام البوصيرى رحمه الله تعالى، والقول، إنه بدعة قول مبتَدَع لم يعرفه المسلمون إلا فى هذا العصر، بل المديح النبوى سنة هَجَرَها كثيرٌ من أهل هذا الزمان، والساعى فى إحيائها داخل فى قول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحْيَا سُنَّتِى فَقَدْ أَحَبَّنِى، وَمَنْ أَحَبَّنِى كَانَ مَعِى فِى الْجَنَّةِ» وفى نسخة: «مَنْ أَحْيَا سُنَّتِى فَقَدْ أَحْيَانِى، وَمَنْ أَحْيَانِى كانَ مَعِى فى الجَنَّةِ» أخرجه الترمذى وحسَّنه من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه.

حكم حلق اللحية؟

...

الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل

قال الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، إنه لا يجوز حلق اللحية حتى وإن كانت جهة العمل تتطلب ذلك، فابحث عن عمل آخر امتثالا لقوله تعالى «ومن يتق الله يجعل له مخرجا»، مشيرا إلى أن الآية الكريمة لم تقف عند هذا فقط، بل استكملت بقوله تعالى «ويرزقه من حيث لا يحتسب» وليس من القوانين الموضوعة من قبل الإنسان، فلا يقلل الإنسان من درجة الهدى حتى وإن كنت ستبيع فولا أو أشرطة على الأرصفة لكن لا يجوز حلق اللحية.
...

الدكتور سعد الدين هلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر

المذهب الأول: يرى وجوب إعفاء اللحية على الرجال، وتحريم حلقها لغير علة بها فى الجملة. وهو مذهب جمهور الفقهاء قال به الحنفية والمالكية والحنابلة والظاهرية وهو ما نص عليه الشافعى فى كتابه «الأم»، واعتمده النووى فى المذهب. وحجتهم:

1 - أن النصوص الآمرة بترك اللحية جاءت بصيغ: أعفوا، وأوفوا، وأرخوا، ووفروا، وأرجوا. وهذا التنوع لتأكيد الأمر، والأصل فى دلالة الأمر هو الإيجاب.

2 - أن حلق اللحية فيه تغيير لأصل خلقة الرجال، وهو من غواية الشيطان، كما قال سبحانه عنه: «ولآمرنهم فليغيرن خلق الله».

المذهب الثانى: يرى جواز إعفاء اللحية للرجال، وجواز حلقها فى الأصل دون كراهة أو تحريم إلا بحسب النية المصاحبة. فإن كان حلقها من أجل التشبه بالمرودة - أى المراهقين قبل الإنبات - كان مكروهاً. «تقول: مرد الغلام مرداً، أى نبت شاربه، فهو أمرد». وإن كان حلقها استخفافاً بأهلها كان حراما. وإلى هذا ذهب الشيخان الشافعيان أبوحامد الإسفريايينى، وأبومحمد الجوينى، وتبعهم القاضى عياض من المالكية. وقد قيل: إن المعتمد فى المذهب الشافعى للحكم والفتوى هو ما عليه الشيخان، ثم ما جزم به الرافعى والنووى، إلا أن قول الشيخين هذا مخالف لما نص عليه الشافعى فى الأم، فصار قولهما وجهاً عند الشافعية.

وحجتهم:

1 - أن الأمر بإعفاء اللحية ورد ضمن خصال الفطرة، كما فى حديث عائشة عن مسلم، وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن تلك الخصال مسنونة وليست واجبة فى الجملة، وممن نص على ذلك الشوكانى وغيره.

هذا بالإضافة إلى أن خصال الفطرة وردت فى الصحيحين بدون اللحية، كما فى حديث أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: الفطرة خمس- أو خمس من الفطرة- الختان، والاستحداد، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وقص الشارب.

بل إن إعفاء اللحية لم يرد ضمن الكلمات التى ابتلى الله تعالى بها إبراهيم فى قوله سبحانه: «إذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن»، حيث أخرج عبدالرزاق عن ابن عباس قال: «إن الله تعالى ابتلاه بخمس فى الرأس وخمس فى الجسد». فى الرأس: قص الشارب، والمضمضة، والاستنشاق، والسواك، وفرق الرأس وفى الجسد: تقليم الأظفار، وحلق العانة، والختان، ونتف الإبط، وغسل أثر الغائط والبول بالماء.
2 - أن الأحاديث الآمرة بإعفاء اللحية وتوفيرها ونحوهما محمولة على الاستحباب؛ لكونها معللة بمخالفة المشركين والمجوس، كما فى بعض روايات مسلم. وقد ورد فى الصحيحين عن ابن عباس أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشىء. وهذا دليل على نسخ الأمر بمخالفة أهل الكتاب ويؤيده صلاة المسلمين بغير نعال مع حديث الطبرانى عن شداد بن قوس أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «صلوا فى نعالكم، ولا تشبهوا باليهود». وهو عند البزار بلفظ: «خالفوا اليهود، وصلوا فى نعالكم، فإنهم لا يصلون فى نعالهم ولا فى خفافهم».

ولأن إعفاء اللحية ليس مقصداً شرعياً فى ذاته، وليس منسكا عبادياً كشعائر الله التوقيفية، لخضوع اللحية لتهذيب صاحبها فيما أخرجه الإمام مالك فى موطئه والبيهقى بسند مرسل جيد عن عطاء بن يسار، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المسجد فدخل رجل ثائر الرأس واللحية، فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسم بيده: «أن أخرج»، كأنه يعنى إصلاح شعر رأسه ولحيته، ففعل الرجل ثم رجع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أليس هذا خيراً من أن يأتى أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان».
وقد اختار المصريون الوجه الفقهى عند الشافعية الذى قال به الشيخان أبوحامد الإسفريايينى وأبومحمد الجوينى والد أبى المعالى، وهو قول القاضى عياض من المالكية، والذين ذهبوا إلى عدم تحريم حلق اللحية فى حكم الأصل؛ لصحة العمل باجتهادهم، فهم أئمة متبعون، وأيضاً قناعة بأن اللحية من المظاهر التى تخضع لتطور الأعراف كغطاء الرأس للرجال، وأن المقصود الشرعى ليس فى مجرد إعفائها، وإنما فى حفظ كرامة الإنسان وحسن قوامه وسط أقرانه.

وترك المصريون فى الجملة مذهب الجمهور الموجب لإعفاء اللحية ليس تجرؤاً وإنما لكونه اجتهاداً يحتمل الخطأ والصواب، فكان الاختيار للقول الذى يرفع الحرج عن الناس وصدق الله حيث يقول: «وما جعل عليكم فى الدين من حرج».

ما حكم النقاب؟

...

الداعية السلفى محمد حسين يعقوب

النقاب فرض، إن الله تعالى قال: «يَا أَيُّهَا النَّبِى قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ». «قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ»: هنا الخطاب للجميع. «يُدْنِينَ»: والإدناء يكون من فوق الرأس إلى الأسفل. وزوجات النبى عندما نزلت هذه الآية ماذا فعلن؟ لن نبحث عن معنى كلمة «يدنين» فى اللغة، وإن كانت فى اللغة بمعنى التغطية العامة، لكن التفسير العملى والواقعى أنه عندما نزلت الآية خرجن: «كأن على رؤوسهن الغربان» أخرجه أبوداوود فى سننه من رواية أم سلمة، أى غطين أجسادهن من الرأس إلى القدم.

الإمام أحمد يقول إن النقاب فرض، والشافعية يقولون فرض، ومالك وأبوحنيفة يقولون سنة مستحبة، والفقهاء يقولون: إنه «إذا اجتمع الفقهاء على قولين فهذا إجماع، ولا يجوز إحداث قول ثالث»، لذلك أستغرب من دكاترة يقولون عكس ذلك رغم أنهم درسوا هذا، وراجِعوا هذا فالكتب به ملأى. حسنا؛ الفقهاء يقولون: إما مستحب إما واجب. هذان هما القولان لا ثالث لهما، ومن يقولون إنه مستحب يقولون: «إذا خُشيت الفتنة وَجَب»، وبهذا أصبح الأربعة يقولون إنه واجب، لأن الفتنة فى زماننا تُخْشَى مِنِ الجميلة ومن غير الجميلة، الكل يُفْتَن اليوم، والكل يَفْتِن. فلذلك الفقهاء الأربعة اتفقوا على أنه واجب.
...

د. نصر فريد واصل مفتى الديار المصرية السابق

النقاب ليس فرضا، وإنما متروك للإنسان وحريته فهو فضيلة، وأضاف، والأصل ستر الجسد ما عدا الوجه والكفين وما زاد عن ذلك فهو فضيلة والنقاب قضية خلافية، ومعنى أنه فضيلة، فإنه الأفضل، ولا يؤمر بتركه ولا بفعله، بمعنى أنه متروك للإنسان.

وإنه إذا كان لابد من كشف الوجه لأمور تتعلق بالشهادة أو الحضور داخل لجان الامتحانات، فيجب أن يتم معرفة هذا الأمر حتى لا تضيع الحقوق، قائلا: إن هذا لا يغضب أحدًا، كما أنه أمر متفق عليه من العلماء وجمهور الفقهاء، ومجمع البحوث الإسلامية.وحول الحديث عن أن النقاب عادة وليس عبادة، أكد واصل أن هناك عبادة مأمور بها، وأخرى متروكة للإنسان واختياره وحريته وقال إن النقاب ليس مأمورا به وليس واجبا وليس منهيا عنه، وهو من الأمور المباحة عند جمهور الفقهاء، والبعض يقول إنه واجب لكن رأى جمهور الفقهاء أنه ليس واجبا. أما إذا كانت المرأة ذات جمال باهر من الممكن أن يؤدى إلى فتنة، فيجب عليها أن تغطى وجهها.


هل يجوز الصلاة بمساجد بها أضرحة؟
...

الداعية السلفى الهارب محمد عبدالمقصود:

لا تجوز الصلاة بالمساجد التى بها أضرحة، لأن النبى صلى الله عليه وسلم، نهى عن ذلك وبين أنها من موجبات اللعن، وقالت عائشة، رضى الله عنها: لما نزل برسول الله، طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم كشفها، فقال وهو كذلك: «لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»، فذلك الحديث يدل على أن من يفعل ذلك هو مستحق لأن يلعن.

...

الإمام الأكبر د. أحمد الطيب- شيخ الأزهر الشريف:

إن من يحرمون الصلاة فى المساجد التى توجد بها أضرحة، أصحاب فكر فاسد ولا يقاوم إلا بالفكر، فقد أجمع علماء الأمة على أن الصلاة فى مساجد أولياء الله الصالحين التى يوجد بها أضرحة ليست باطلة، وإلا كانت الصلاة فى المسجد النبوى الذى يشتمل على قبر النبى، صلى الله عليه وسلم، وقبر أبى بكر وعمر بن الخطاب باطلة، ولأبطلت صلوات المسلمين منذ أربعة عشر قرنا من الزمان، وهؤلاء خارجون عن إجماع المسلمين والعقل والإنسانية.

ما حكم تعليق الصور فى المنازل؟

...

الداعية السلفى ياسر برهامى:

لا أرى جواز تعليق هذه الصور للحديث الصحيح: «لا تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ».

الشيخ عيد يوسف أمين عام الفتوى بالجامع الأزهر

من يقول إن الصور الكرتونية أو الصور الفوتوغرافية تمنع دخول الملائكة البيت مستدلا بقول الرسول «صلى الله عليه وسلم» «لا تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ» فهو أخذ بظاهر النص، والعلماء أجمعوا على أن المقصود من الصور فى الحديث الشريف هو التماثيل وليست الصور المرسومة أو المعكوسة بالكاميرا. لافتاً إلى أن الصور الكرتونية أو الفوتوغرافية لم تكن موجودة على عهد النبى «صلى الله عليه وسلم»، وأن المقصود من الصور فى الحديث هو التماثيل.

ما حكم الاحتفال بالمولد النبوى الشريف؟

...

الدكتور محمد سعيد رسلان الداعية السلفى

الاحتفال بمولد النبى صلى الله عليه وسلم «بدعة أصلية» ليس لها أصل فى الشريعة فلم ترد أصلا لا فى القرآن ولا فى السنة ولا فى عمل الصحابة ولا فى عمل التابعين ولا تابعى التابعين وكل القرون المفضلة مضت وليس فيها عيد ميلاد للنبى صلى الله عليه وسلم لكن حدثت فى القرن الرابع من الهجرة وأحدثها الروافض العبيديون الذين انتموا زورا وإفكا وبهتانا إلى فاطمة الزهراء فتسموا بالفاطميين، فهؤلاء هم الذين أدخلوا هذا الأمر أول ما أدخل على دين الله رب العالمين، وتتابع الناس عليها لأنها كسيت بما يدل على العاطفة وعلى التقدم على هذا الأمر، وهو محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
...

الدكتور أحمد عمر هاشم - عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف:

الاحتفال بذكرى مولد نبى الرحمة وغوث الأمة، سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، من أفضل الأعمال وأعظم القربات، لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبى، صلى الله عليه وآله وسلم، فمحبة الرسول من أصول الإيمان، وهى مقارِنة لمحبة الله عز وجل، وقد قرنها اللهُ بها، وتَوعّدَ مَن قدَّم عليهما محبَّة شىء من الأمور المحبَّبة طبعًا من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك، فقال تعالى «قُل إن كانَ آباؤُكم وأَبناؤُكم وإخوانُكم وأَزواجُكم وعَشِيرَتُكم وأَموالٌ اقتَرَفتُمُوها وتِجارةٌ تَخشَونَ كَسادَها ومَساكِنُ تَرضَونَها أَحَبَّ إليكم مِنَ اللهِ ورَسُولِه وجِهادٍ فى سَبِيلِه فتَرَبَّصُوا حتى يَأتِى اللهُ بأَمرِه»، ولما قال عُمَرُ للنبى، صلى الله عليه وآله وسلم: «يا رسولَ اللهِ، لأَنتَ أَحَبُّ إلَى مِن كُـلِّ شَىءٍ إلاّ مِن نَفسِى»، قَالَ النبِى، صلى الله عليه وآلـه وسلم: «لا والذى نَفسِى بيَدِه، حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليكَ مِن نَفسِكَ»، فقالَ لـه عُمَرُ: «فإنَّه الآن واللهِ لأَنتَ أَحَـبُّ إلَى مِن نَفسِى، فقالَ النبِى، صلى الله عليه وآلـه وسلم: «الآن يا عُمَرُ» رواه البخارى، مشيرا إلى أن الاحتفال بمولده، صلى الله عليه وآله وسلم، هو الاحتفاء به، والاحتفاء به، صلى الله عليه وآله وسلم، أمر مقطوع بمشروعيته، لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى، فقد علم الله سبحانه وتعالى قدرَ نبيه، فعرَّف الوجودَ بأسره باسمه وبمبعثه وبمقامه وبمكانته، فالكون كله فى سرور دائم وفرح مطلق بنور الله ورحمته ونعمته على العالمين وحُجَّته.

إن السلف الصالح درج منذ قرون عدة على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه، بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح فى رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، كما نص جماهير العلماء سلفًا وخلفًا على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، بل ألَّف فى استحباب ذلك جماعةٌ من العلماء والفقهاء، بَيَّنُوا بالأدلة الصحيحة استحبابَ هذا العمل، بحيث لا يبقى لمَن له عقل وفهم وفكر سليم إنكار ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بهذه الذكرى المباركة.
...

هل والدا النبى علية الصلاة والسلام فى النار أم أنهما من أهل الفترة؟

...
الشيخ عبدالعزيز بن باز

أهل الفترة «الناس الذين لم ينزل إليهم رسول ولا نبى ولم يتبعوا أحد الأديان السماوية» ليس فى القرآن ما يدل على أنهم ناجون أو هالكون، إنما قال الله جل وعلا: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا، فالله جل وعلا من كمال عدله لا يعذب أحدا إلا بعد أن يبعث إليه رسولا، فمن لم تبلغه الدعوة فليس بمعذب حتى تقام عليه الحجة، وقد أخبر سبحانه أنه لا يعذبهم إلا بعد إقامة الحجة، والحجة قد تقوم عليهم يوم القيامة، كما جاءت السنة بأن أهل الفترات يمتحنون ذلك اليوم، فمن أجاب وامتثل نجا ومن عصى دخل النار، والنبى صلى الله عليه وسلم قال: «إن أبى وأباك فى النار» لما سأله رجل عن أبيه قال: «إن أباك فى النار»، فلما رأى ما فى وجهه من التغير قال: «إن أبى وأباك فى النار» خرجه مسلم فى صحيحه.
وإنما قال له النبى صلى الله عليه وسلم ذلك ليتسلى به ويعلم أن الحكم ليس خاصا بأبيه، ولعل هذين بلغتهما الحجة؛ أعنى أبا الرجل وأبا النبى صلى الله عليه وسلم، فلهذا قال النبى عليه السلام: «إن أبى وأباك فى النار»، قالهما عن علم عليه الصلاة والسلام؛ لأنه لا ينطق عن الهوى، قال الله سبحانه وتعالى: «وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْى يُوحَى»، فلعل عبدالله بن عبدالمطلب والد النبى صلى الله عليه وسلم قد قامت عليه الحجة لما قال فى حقه النبى ما قال، عليه الصلاة والسلام، وكان علم ذلك مما عرفته قريش من دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فإنها كانت على ملة إبراهيم حتى أحدث ما أحدث عمرو بن لحى الخزاعى حين تولى مكة وسرى فى الناس ما أحدثه عمرو المذكور من بث الأصنام والدعوة إلى عبادتها من دون الله، فلعل عبدالله قد بلغه ما يدل على أن هذا باطل وهو ما سارت عليه قريش من عبادة الأصنام فتابعهم فى باطلة فلهذا قامت عليه الحجة، وقد ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «رأيت عمرو بن لحى يجر قصبه فى النار؛ لأنه أول من سيب السوائب، وغير دين إبراهيم»، ومن هذا ما جاء فى الحديث أنه صلى الله عليه وسلم استأذن أن يستغفر لأمه فلم يؤذن له، فاستأذن أن يزورها، فأذن له، أخرجه مسلم فى صحيحه، فلعله بلغها ما تقوم به الحجة عليها من بطلان دين قريش كما بلغ زوجها عبدالله، فلهذا نُهى صلى الله عليه وسلم عن الاستغفار لها، ويمكن أن يقال: إن أهل الجاهلية يعاملون معاملة الكفرة فى الدنيا فلا يدعى لهم ولا يستغفر لهم؛ لأنهم يعملون أعمال الكفرة فيعاملون معاملتهم وأمرهم إلى الله فى الآخرة.
فالذى لم تقم عليه الحجة فى الدنيا لا يعذب حتى يُمتحن يوم القيامة؛ لأن الله سبحانه قال: «وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا» فكل من كان فى فترة لم تبلغهم دعوة نبى فإنهم يمتحنون يوم القيامة، فإن أجابوا صاروا إلى الجنة وإن عصوا صاروا إلى النار، وهكذا الشيخ الهرم الذى ما بلغته الدعوة، والمجانين الذين ما بلغتهم الدعوة وأشباههم كأطفال الكفار؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما سئل عنهم قال: «الله أعلم بما كانوا عاملين» فأولاد الكفار يمتحنون يوم القيامة كأهل الفترة، فإن أجابوا جوابا صحيحا نجوا وإلا صاروا مع الهالكين. وقال جمع من أهل العلم: «إن أطفال الكفار من الناجين؛ لكونهم ماتوا على الفطرة؛ ولأن النبى صلى الله عليه وسلم رآهم حين دخل الجنة فى روضة مع إبراهيم عليه السلام هم وأطفال المسلمين» وهذا قول قوى لوضوح دليله.
...
الأمانة العامة لدار الإفتاء:

حسمت دار الإفتاء المصرية الجدل حول مصير والدى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فأكدت أنهما «ناجيان وليسا من أهل النار»، مستندة فى ذلك إلى جمع من العلماء، وأعدت أمانة الفتوى فى الدار بحثاً، رداً على سؤال بصحة الكلام القائل بكون «والدى الرسول من المشركين، وهما فى النار».
وجاء فى الرد أنهما ناجيان وليسا من أهل النار، واستدل العلماء على ذلك بأنهما «مِن أهل «الفَترة»، لأنهما ماتا قبل البعثة ولا تعذيب قبلها، لأن مَن مات ولم تبلغه الدعوة يموت ناجيًا، لتأخر زمانهما وبُعدِه عن زمان آخر الأنبياء، وهو سيدنا عيسى -عليه السلام-ولإطباق الجهل فى عصرهما، فلم يبلغ أحداً دعوةُ نبى من أنبياء الله إلا النفر اليسير من أحبار أهل الكتاب فى أقطار الأرض كالشام وغيرها، ولم يعهد لهما التقلب فى الأسفار ولا عمَّرا عمراً يمكن معه البحث عن أخبار الأنبياء. وهما ليسا من ذرية عيسى عليه السلام ولا من قومه، فبان أنهما مِن أهل الفترة بلا شك. ومَن قال: إن أهل الفترة يُمتَحَنُون على الصراط فإن أطاعوا دخلوا الجنة وإلا كانت الأخرى، فإن العلماء نصُّوا على أن الوالدين الشريفين لو قيل بامتحانهما فإنهما من أهل الطاعة. قال الحافظ ابن حجر: «إن الظن بهما أن يطيعا عند الامتحان»، واستدلت الفتوى بإثبات نجاتهما من النار «لأنهما لم يثبت عنهما شرك، بل كانا على الحنفية دين جدهما إبراهيم -عليه السلام- ولقد ذهب إلى هذا القول جمعٌ من العلماء، منهم الفخر الرازى فى كتابه «أسرار التنزيل». وشرحت الفتوى «استدل أهل هذا الطريق بقوله تعالى: «الَّذِى يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِى السَّاجِدِينَ»، أى أنه «صلى الله عليه وسلم» كان يتقلب فى أصلاب الساجدين المؤمنين مما يدل على أن آباءه لم يكونوا مشركين. وقال الرازى: «قال- صلى الله عليه وآله وسلم: «لَم أَزَل أُنقَلُ مِن أَصلابِ الطّاهِرِينَ إلى أَرحامِ الطّاهِراتِ»، وقال تعالى: «إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ»، «فوجب ألا يكون أحدٌ مِن أجداده (صلى الله عليه وسلم) مشركًا».

ورفضت أمانة الفتوى القول بأن القول إنهما خير من المؤمنين مع كفرهما، لأن هذا يعنى القول بتفضيل الكافرين على المؤمنين، وأضافت: «ولكى نخرج من هذا المحظور وجب أن نقول إنهما مؤمنان».
أما الرواية الثالثة التى استندت إليها أمانة الفتوى فى قولها بنجاة والدى الرسول، بأن الله تعالى أحياهما له حتى آمَنا به، وأضافت أن هذا المسلك مالت إليه طائفة كثيرة مِن حفاظ المحدِّثين وغيرهم، منهم: الخطيب البغدادى وابن شاهين وابن المُنَيِّر والمحب الطبرى والقرطبى، واحتجوا لمسلكهم بأحاديث ضعيفة، ولكنها ترقى إلى الحسن بمجموع طرقها.

وأنهت أمانة الفتوى بحثها بتوجيه النصيحة لشباب الدعوة إلى الله أن «يتقوا الله فى الأمة ولا يبالغوا فى إطلاق الأحكام قبل الفهم والبحث».

...

...








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed

الاسلام الوسطي بتاعكم

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد محمد موافى

نقل الأضرحة

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد محمد موافى

أخلاص الدعاء لله

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الله

سبحان الله

عدد الردود 0

بواسطة:

HAm

إن الفقيه حق الفقيه

عدد الردود 0

بواسطة:

ياسر المالكي

لا وجه للمقارنة بين شيوخ الازهر الاجلاء وسيوخ التلفية اللي في أذانهم وقرا

عدد الردود 0

بواسطة:

طه

المكر السئ

عدد الردود 0

بواسطة:

سناء الصاوي

في ناس مش علماء مدرجين في قائمة العلماء ليه

عدد الردود 0

بواسطة:

جميلة محمود

التشدد مش من الدين

الازهر منهج الإسلام القويم غير ده لا اعترف بعلماء

عدد الردود 0

بواسطة:

مروة وليد

بارك الله في دكتور علي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة