أكرم القصاص - علا الشافعي

ننشر نص كلمة إبراهيم محلب بمؤتمر اتحاد الصحفيين العرب

الإثنين، 20 أكتوبر 2014 09:26 م
ننشر نص كلمة إبراهيم محلب بمؤتمر اتحاد الصحفيين العرب إبراهيم محلب رئيس الوزراء
كتبت هند مختار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شارك المهندس إبراهيم محلب بمؤتمر اتحاد الصحفيين العرب الذى أقيم بأحد الفنادق الكبرى، وألقى خلال مشاركته كلمة جاء نصها كالآتى:

السيد رئيس الاتحاد العام للصحفيين العرب
السيد الأمين العام للاتحاد
السيدات والسادة أعضاء الأمانة العامة
السيدات والسادة المكرمون من رواد الصحافة العربية
تحية أخوة عربية صادقة

أقفُ أمامكم اليوم مُرحِبًا بِضيوفٍ أعزاءٍ على قلوبِنا، ومُهنئًا بمناسبةٍ هى الأهمُ فى تاريخٍ اتحادِكم العتيد، مُناسبة الاحتفالِ بـ"اليوبيل الذهبى" ومرور(50) عامًا على تأسيسِ هذا الاتحاد المهنى العربى العريق فى عام (1964)بالقاهرة، بِرعاية ومُساندة ودعم مِن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
قبل أن أقفَ بينكم بساعات، عُدتُ بذاكرتى بعيدًا إلى تلك الفترة الذهبية من تاريخ أمتنا، أوائِل الستينيات من القرن الماضي، سنواتُ الحلمِ والأمانى والطموحِ، وقتٓ أن كانت "الوحدة العربية" حُلمًا يُلهِبُ مُخيلة شباب الأمة، بينما طُموحات الاستقلال عن الاستعمار لا تزال فى قلب نِضال جزءِ كبيرٍ وعزيز من شعوبنا. فى تلك الفترة، وَوَسط ذلك الزَخم العُرُوبِي، وبِالتزامن مع مؤتمرِ القمةِ العربيةِ الذى عُقد فى القاهرة عام (1964)، نَشأ اتحادَكم لِيكون مِنصة مهنية وشعبية شديدةُ الأهمية، تَدعم حريةَ الشعوبِ، وتُساند نضالَها من أجلِ استقلالِ قرارها الوطني، وَلَعلى لا أُبَالغ إذا قلت إن الاتحاد قد جسد بحق ما يمكن أن يكون عليه دور المثقفين العرب فى توحيد الأمة العربية وصيانة وَحْدتها بالرغم من تنوع الأنظمة الحاكمة واختلاف رؤاها.

الإخوة والأخوات...

لقد أكد الاتحادُ فى دستوره التأسيسى على "عزم الصحفيين العرب على استخدامِ أقلامِهم وفَنِهم الصحفى فى النضالِ لتحرير الوطن العربى من كل تدخل أجنبى أو نفوذ استعماري"، واسمحوا لى وأنا أستعيدُ معكم تلك الكلمات البليغة، أن أقول : أليست هذه النصوص الباهرة هى نفسها التى نحتاجها اليوم، ونحن نُناضل كشعوب ودول مستقلة وحرة، لندفَع شر بلاءٍ جديدٍ شديدِ التخلفِ والظلامية، يُهاجمُ بشراسة فى أكثر من قُطر عربي، ليعود بشعوبنا سنوات طويلة إلى الوراء، وليَمحُو آثار كل نهضة حققناها، وليَهدِم كل حضارة بنيناها.

ما يحدث الآن فى بلادنا، أخوتى الأحبة، يحتاج منكم إعادة اللُحمة إلى اتحادِكم العتيد، واستعادة دوره وهدفه وغاياته، كما جاء فى دستورِكم التأسيسى أيضًا، كـ"قوة شعبية جماهيرية، تُؤمن برسالة الفكر العربى الحر، وتُكتِل جهودها لتحقيق هذه الغايات وإنجازِ تلك الأهداف".

إننى معكم أنتم فرسان الكلمة وقادة الفكر والرأى المستنير، فإننى على يقين بإيمانكم أن "الكلمة.. مسؤولية"، و"المسؤولية.. كلمة"، كما أن "الشرف.. كلمة"، و"الكلمة..شرف". وأنتم أهل الشرف وأرباب المسؤولية، وما أحوجنا اليوم إلى هاتين الصفتين الغاليتين ونحنُ نُواجه حشود الظلام العائدة بقوة، وجحافل الفتنة التى تَطُلُ علينا برؤوسِها القبيحة، لِتُحطم آمالنا وأحلام شعوبنا التى ثارت من أجل التقدُمِ والاستقرارِ والرخاء.

إن ما تواجهه الأمة العربية اليوم من تحديات راهنة، شاركت فيها عن عمدِ بعض وسائل الاعلام المشبوهة من خلالِ بث الشائعات والتحريض على العنف، الى جانب بعض وسائل الاعلام الأخرى عن غيرِ قصد، لَيَفرض علينا جميعا أن نلتفَ سويا حول ميثاق شرف إعلامى عربى موحد، تتمُ فيه الموازنة بين طموحات الإعلاميين فى تعزيز حركة التقدم بالمجتمعات العربية والتأكيد على حرية الرأى والتعبير من ناحية، وما بين الإلتزام بالصدق والأمانة فى كل ما يتم نَشره أو بَثه، فضلا عن الامتناع عن إتباع الأساليب التى تتعرض بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لِلطَعن فى كرامة الشعوب، والتحريض على استعمال العنف فيها، مع احترام سيادتها الوطنية، وعدم التدخل فى شئونها الداخلية من ناحية أخرى.

إننا جميعا كحكومات ومؤسسات مجتمع مدنى عربى نسعى دوما - كل بطريقته - الى تحقيق ما يصبو اليه المواطن العربى من عَيْش فى مجتمع يسودُه السلام ويَنعم فيه بِالرخاء، لا نَهابُ ما يواجه طموحاتنا من تحديات أوصعاب، ولعل هذا أَدْعى الى العمل سويا من أجل تجاوزها، وهو ما يتطلبُ تماسُكاً أكبر وَوِحدة فى الصف واتساقا فى الرؤية.

الإخوة والأخوات...

إن مصرَ بلدَكُم الذى استضاف اتحادكم على أرضه، ثقة منكم فى حرصه على دعم استقلال هذا الاتحاد، وضمانة لتحقيق أهدافه ومبادئه على الوجه الأكمل، إنما يسعد دومًا بكم فى أحضانه وربوعه، فمصر كانت وستبقى دائمًا "وطنا لكل العرب". وإننى أؤكد لكم، وبكل ما يحمله الالتزام من مسؤولية، إن هذا البلد سيظل وفيًا لمبادئ هذا الاتحاد العريق، وداعمًا لمسيرته فى نشر الفكر والرأى المستنير، والدفاع عن وطننا العربى ضد كل تدخل من الخارج، أو شر ظلامى من الداخل.

الإخوة والأخوات...

أعودُ فأُرَحِبُ بكم وبضيوفكم من المكرمين، وأهنئكم باحتفالكم وفرحتكم، وأتمنى لاتحادكم كل تقدم وازدهار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة