محمد أبو الفضل يكتب: هل يفعلها رئيس الوزراء؟

لو كنتُ رئيسًا للوزراء لأصدرت قرارًا بقطع الكهرباء وبمنع استخدام المولدات فى منازل المسئولين والقيادات فى وزارة الكهرباء وأولهم الوزير ذاته، إذ أن اتخاذ القرارات من غرف مكيفة بل "وساقعة" لمعالجة انقطاع الكهرباء أمر غير مجدٍ بل غير منطقى خاصة إذا كانت السيارات أيضًا مكيفة والمكتب فى العمل يعمل بالمولدات الهادئة ويقول المثل الشعبى "الشبعان لا يحس بالجعان".

وهذا القرار سوف يجعلهم فى وضع حلول جذرية لانقطاع التيار الكهربائى حيث سيضطر القيادات بالوزارة للوقوف بجانب أنفسهم وسيشعرون بالمواطن، ذلك المواطن صاحب المعاناة الدائمة فى بلده والذى يحدد أوقات نومه بما يتوافق وتوافر خدمة الكهرباء بل وساعات أكله وغسيله خاصة مع انقطاع المياه أيضًا فى نفس الوقت وخروجه إلى الشارع ليصبح الاجتماع اليومى مع الأصدقاء على المقاهى والجيران فى الأرصفة حديث عن الهم العام والمعاناة والظلم والبأس والفقر وهم فى انتظار حلول لم تأت بعد ليتعايش الناس مع إهمال المسئولين الذين لا يحركون ساكنًا بسبب غرفهم المكيفة وانقطاعهم عن الشارع العام ومعاناته اليومية فمتى يأتى اليوم الذى نرى فيه مسئولينا ينخرطون وسط المواطنين وإشعارهم بأنهم كمسئولين يشعرون بالمعاناة التى يشعر بها المواطنون؟.

متى نسمع كلامًا بمنتهى الشفافية من مسئولينا؟ متى؟ ومتى؟ وألف متى؟ أم أن غرفهم وسياراتهم المكيفة جعلتهم أكثر أنانية ونرجسية لا يحركهم ضمير أو إحساس بمعاناة آلاف الأسر الفقيرة الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم خلال ساعات انقطاع التيار ربما تصرعهم الجلطات على حين غره والأطفال الصغار الرضع.

الأخلاق والقيم والتوجيهات كلها لا تساهم فى رفع الظلم وكتم أنفاس الناس ليس سوى قرار واحد جرىء بأن يتساوى الناس جميعا بالحر حتى يهبوا هبة رجل واحد فهل تعملها يا رئيس الوزراء وتصدر قرارك الجرىء هذا؟