أكرم القصاص - علا الشافعي

دراسة لـ "كارينجى" ترسم 5 سيناريوهات لمستقبل الإخوان فى مصر.. استئصال الجماعة.. استمرار الاحتجاجات.. المصالحة مقابل مكاسب محدودة.. الانقسام إلى متطرفين ومعتدلين.. الاعتراف بالفشل وبدء مراجعات

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014 09:19 م
دراسة لـ "كارينجى" ترسم 5 سيناريوهات لمستقبل الإخوان فى مصر.. استئصال الجماعة.. استمرار الاحتجاجات.. المصالحة مقابل مكاسب محدودة.. الانقسام إلى متطرفين ومعتدلين.. الاعتراف بالفشل وبدء مراجعات مسيرة اخوانية أرشيفية
كتبت ريم عبدالحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حذر مركز "كارينجي" الأمريكى للسلام الدولى، من أن الاضطراب الحالى فى مصر، بما يشهده من عنف واستقطاب قد يلقى ظلالا كثيفة على محاولات استعادة الاستقرار.

وقال المركز فى دراسة للباحث أشرف الشريف، إن تحول الديناميكيات الداخلية والخارجية للتنظيمات الإسلامية يشير إلى خمسة سيناريوهات محتملة لمستقبل الإخوان، مشددا على أن الطريق، الذى ستسلكه الجماعة سيكون له آثار بعيدة المدى على الإسلام السياسى والتحول الديمقراطى فى مصر.

وجاء على رأس السيناريوهات أن يظل النظام المصرى ملتزمًا بما أعلنه من ضرورة استئصال جماعة الإخوان نهائيًا، لكن حسب الدراسة، فإن هذا الأمر ليس سهل المنال، مهما تشددت السلطات المصرية فى إجراءات الملاحقة وتجميد أصول أموال أعضاء الجماعة.

وتذهب الدراسة كارنيجى إلى أن احتمالات نجاح النظام فى تجميد أصول الإخوان ضئيلة لأن إنجاز ذلك مقيد بالحجم الهائل لشبكات الإخوان الاقتصادية الداخلية والإقليمية، والتى تم إقامتها على مدار عقود ولها قدرة كبيرة على تغيير مكانها بسرعة والعمل فى الخفاء، وهو الأمر الذى يضع صعوبات على كاهل الدولة، التى لا تقدر على تعويض الأعمال الخيرية التى يقوم بها الإخوان والإسلاميون.

ومن ناحية أخرى، فإن تدمير الإخوان قد يلحق الضرر بالنظام الذى بنى الكثير من شرعيته على أساس العداء للمتطرفين.

وحددت الدراسة السيناريو الثانى فى استمرار الاحتجاجات، التى تهز النظام، والبدء فى توليد دعم شعبى أكبر، ويستند هذا السيناريو على قدرة الاحتجاجات على زعزعة استقرار النظام وتحول اتجاهات الرأى العام فى حال أخفق النظام سياسيا واقتصاديا.

وترى الدراسة أن ارتباك الإخوان واللجوء للعنف من أجل زعزعة استقرار الدولة المصرية بعد الثلاثين من يونيو، يقوض الكثير من شعبية الجماعة، ويضعها تحت طائلة المسئولية فى ظل المشاكل الاقتصادية، بينما يسحب إفراط الإخوان فى التركيز على فشل النظام دون اقتراح بديل من رصيدهم ويزيد مخاوف الناس من التطرف فى الاحتجاجات.

ويتمثل السيناريو الثالث فى أن يتفاوض الإسلاميون والنظام للعودة إلى التشكيلة السياسية، التى كانت سائدة فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، بمعنى اشتراك سياسى محدود للإخوان داخل الخطوط الحمراء، التى يضعها النظام، وهو سيناريو ترجحه الدراسة، لأنه يؤدى إلى أن تفوز الدولة القديمة والإخوان معًا، حسبما تقول الدراسة.

وتستند الدراسة فى تغليب هذا السيناريو إلى أن الصراع بين النظام والإخوان لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، فكل طرف ينتظر تنازلات من خصمه.

ورغم ترجيح "سيناريو المصالحة" إلا أن الدراسة تستبعد أن تحدث على المدى القريب، لأن كل طرف عمل على شيطنة الآخر، كما أن الإخوان لن ترضى بالمصالحة إلا مقابل نصيب فى البرلمان والحكومة، وهو ما سيجعل النظام يشكك فى جدواها لأنها ستوفر للجماعة مدخلا للعودة إلى هياكل السلطة.
أما السيناريو الرابع فيقضى بأن تنقسم الإخوان إلى قسمين أساسيين: الأول معتدلون يرون أن سياسة الإخوان التقليدية شديدة ومتطرفة، والثانى متشددون يرون السياسة الحالية مساومة للغاية وغير صحيحة من الناحية الأيديولوجية، ويرجح معهد كارنيجى هذا السيناريو بقوة لو قرر النظام أن يكافئ المعتدلين.

أما السيناريو الأخير فهو أن تعترف الجماعة بفشل احتجاجاتها وتنسحب من النشاط السياسى وتركز على التجديد الأيديولوجى الداخلى.

وأكد المركز الأمريكى على أهمية هذا التجديد فى ضوء صعود المنظمات المتطرفة مثل "داعش"، ويتطلب هذا حالة من السبات السياسى والتركيز على النشاط الدينى والثقافى والتعليمى والاجتماعى والإعلامى.

وتتوقف احتمالات هذا السيناريو على تسامح النظام السياسى، وظهور موراد جديدة للإصلاح الدينى، وأيضا عما إذا كان الإخوان سيختارون المراجعة.

وتذهب الدراسة إلى أنه ليس من غير المعروف أى من السيناريوهات الخمسة لمستقبل الإخوان سيحدث، فقد أثبت الإخوان أنهم أكثر مرونة عما كانت مفترضا فى البداية، مما قد يجعل الإسلام السياسى جزءا فى السياسة المصرية فى المستقبل القريب.

وتوقع التقرير أن تشهد مصر ولادة جماعات إسلام سياسى أكثر مرونة من الناحية الأيديولوجية عن ذى قبل، حيث إن التحولات التى تشهدها جماعة الإخوان تعكس اختلافات كبيرة بين الأجيال، فالبعض منخرط فى عملية بحث عن الذات أيديولوجيا، فى حين أن العديد يتبنون بشكل متزايد انتقادات متعنتة استقطابية شعبوية متطرفة.



...









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة