أكرم القصاص - علا الشافعي

صالح المسعودى يكتب: الفهلوى

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014 10:05 م
صالح المسعودى يكتب: الفهلوى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نوع غريب من البشر متوفر بكثرة تجده فى كل طريق تسلكه فهو (المتذاكى والمتعبقر والجهبذ ) يفهم فى كل شىء ويستطيع الإجابة على كل سؤال ويمكنه الرد على أى فتوى يجيد (الفتاكة والفكاكة) لا تكاد تضبط عليه خطأ لأنه حريص وبسبب ترديده الكذب بوفرة تعود تماما على الإجابات الجاهزة مسبقا.

يعرف تمامًا كيف يحصل على حق (ليس له حق فيه)، ويتعدى أدوار الآخرين ليصل إلى مبتغاه خلسة فى خفة ورشاقة منقطعة النظير وكأنه أحد (قرود الغابة) فيلتف على القوانين (كحية ملساء) يعجبك ملمسها، ولكن لا ترى سمها الزعاف إلا فى حالة أن يصيبك هذا السم فى مقتل.

هذا النوع (أقصد الشخص الفهلوى): إن تواجد فى المصلحة الحكومية فهو هذا الشخص الوصولى، الذى يجعل رقاب زملائه مطيته للوصول لأعلى المناصب فهو ذو الابتسامة الصفراء، التى يتقرب بها إلى رؤسائه فهو متملق يجيد المدح والتبجيل وكل كلمات الإطراء التى تخطف أذان وعقول رؤسائه فى العمل.

أما إذا صادفته فى صنعة فحدث ولا حرج (فالفهلوى) وبلا فخر يعرف جميع الحرف والصناعات ويجيد استخدام جميع الأجهزة، فيسافر خارج مصر فيصبح أسوأ سفير لمصر فإذا أتى صاحب عمل ليطلب (سباك) كان فى بداية الصفوف وإذا أتى من يطلب (كهربائى) امتطى جواد الهندسة الكهربائية فهو الفقيه فيها، الذى طالما أشرف على (كهربة) أبراج، وآه ثم آه لو عانى صاحب العمل من أى ألم سوف تفاجأ به يصبح طبيبا ذائع الصيت فقد تعلم على يد أعظم علماء الأعشاب الطبية، وبإمكانه إحضار الوصفات التى تقضى على معظم الأمراض.

أما ما يخص (الفهلوى السياسى) فقل ما تشاء وحدث ولا حرج فهو ذاك الشخص المتلون والمتحول وصاحب جميع ألوان الطيف فهو مع (الرائجة) ويعرف من أين تؤكل الكتف وعلى استعداد لتغيير جلده فى لحظات.

فقد تابعنا ومن خلال الأحداث، التى مرت بها مصر خلال الأعوام القليلة الماضية كيف كان يتحول الفهلوى و(راكبو الموجة) من معسكر إلى آخر ومن فريق إلى نقيضه فوجد الفهلوى ضالته فى السياسة، فعندما وجد كلمة ناشط سياسى رائجة جعلها مهنته فى البطاقة الشخصية، وعندما اعتلى الإخوان السلطة قام بتربية لحيته ورافق المسيرة حتى إذا غرقت سفينة الإخوان كان أول القافزين منها

ثم أعاد الشىء لأصله وحلق لحيته واتجه إلى نفاق السلطة الجديدة ظنًا منه أنه أذكى من الآخرين فهو لا ينظر فى المرآة وإذا نظر فيها فهو يرى فقط وجهه المقابل لها ولكنه لا يرى مناطق أخرى فى جسده وخاصة الخلفية منها.

عزيزى القارئ.. (الفهلوى) والمنافق، وصاحب الوجوه المتعددة شخصيات يجب أن تنتهى من حياتنا ويجب أن نتخلص من (الشيزوفرينيا) أو ازدواجية الشخصية، التى نعانى منها فليس من المعقول أن نعتبر من يحتال على القانون ذكيا و(فهلوى) ونحن مقبلون على دولة حديثة، وليس من الطبيعى أن نرى فيمن يتلون ويتحول بحسب الأجواء عبقريا، فهذه أمراض مجتمعية يجب التخلص منها، إن كنا نبحث عن دولة تساوى بين الجميع فى الحقوق والواجبات.. استقيموا يرحمكم الله.












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة