أكرم القصاص - علا الشافعي

نعمات البحيرى.. امرأة مشعة بالكتابة والحلم

"فى ذلك النهار لم أجد أحدا أبكى على صدره فبكيت على صدرى"

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014 04:02 م
"فى ذلك النهار لم أجد أحدا أبكى على صدره فبكيت على صدرى" نعمات البحيرى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما يقف الإنسان وجها لوجه أمام مأساته، كأنما ينظر إلى مرآة تعيد تشكيل روحه كل وقت، تتسع رؤيته بالتأمل ويكتشف مساحة الفراغ الموجودة حوله، يشعر بالرغبة فى البكاء، يبحث عن أصدقاء الحلم القدامى والمحدثين يقرأ الوجوه المحيطة، يقرأ تاريخه ويراهن على مستقبله، هكذا فعلت نعمات البحيرى فى كتابها "يوميات امرأة مشعة".

ذات يوم، لم يكن لطيفا بالتأكيد، فى أكتوبر عام 2004 اكتشفت نعمات البحيرى أنها مصابة بالسرطان، وأن هذا الوحش بدأ ينشب مخالبه فى جسدها ويهدد أنوثتها، ربما تفاجأت واندهشت وبكت، لكنها عادت وتماسكت وأعلنت الحرب، ولم يكن فى يدها سوى قلم وبعض وريقات بيضاء تصلح للكتابة، وقررت هى الهجوم على الوحش الفخور بفتكه، وشرعت فى كتابة "يوميات امرأة مشعة" ونشرتها فى فصول منفصلة قبل أن تعيد نشرها مجمعة عن هيئة الكتاب 2006، وفى هذا الكتاب دخلت طور الاعتراف الذى انتهى بمحاصرة المرض فى زاوية ضيقة من روحها، استعانت فى كتابها بالذكريات وعلاقتها بالأشياء والتفاصيل وأهدته إلى الحقيقيين فى حياتها، قائلة:

إلى كل الذين امتدت أياديهم البيضاء لنجدتى من بين مخالب الوحش.. ليته لا يعود..
أحبائى وأصدقائى رفقاء الحلم والهم الواحد


هكذا بدأت الكتاب، لكن الكتابة رحلة طويلة لذا تساقط الكثير من حولها، وبقى المخلصون وبقى الوعى، ولم تنف نعمات البحيرى أنه ذات نهار وجدت نفسها وحيدة، وكانت لديها رغبة فى التفريج عن نفسها بالبكاء على صدر حقيقى يمكنه الاحتواء لكنها لم تجد فبكت على صدرها هى.. أى وحدة كانت تعيش فيها نعمات البحيرى فى تلك الفترة، كى تعبر عنها فى هذه الجملة القصيرة، وتختصر فيها ضيق العالم وأنانيته وسأمه.

لكن بالعموم لم يكن هذا حالها دائما، فالرواية ممتلئة بالمقاومة والصمود والتحدى، وممتلئة بسبل الحياة فتقول:

"أعترف أن الحلم وحده كان سبيلى الوحيد لتجاوز كل عثراتى"

هكذا تعاملت نعمات البحيرى مع الألم بالحلم والذى هو جزء من الخيال، عندما يغمض الإنسان عينيه ويستعد لاحتضان العالم الموحش، يعرف الحقيقة لكنه يتسلح فى مواجهتها بالغد الذى هو مجرد خيالات من الأمل.
وفى يوم 17أكتوبر 2008 ، رحلت نعمات البحيرى، وظلت أعمالها، تعبر عن أديبة عرفت طريقها وأضافت للكتابة معانى جديدة.



موضوعات متعلقة..

فى ذكرى رحيلها.. نعمات البحيرى كتابة بنكهة الألم










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة