أكرم القصاص - علا الشافعي

أسرار مغارة أموال صناديق النذور فى الأضرحة..بعد جمع 6 ملايين جنيه فى2007 اختفت الأرقام الرسمية وظهرت معارك إدارة الصناديق..صندوقا الحسين يقبلان الجنيه والدولار والذهب ويُفتحان أسبوعياً

الخميس، 23 أكتوبر 2014 10:13 ص
أسرار مغارة أموال صناديق النذور فى الأضرحة..بعد جمع 6 ملايين جنيه فى2007 اختفت الأرقام الرسمية وظهرت معارك إدارة الصناديق..صندوقا الحسين يقبلان الجنيه والدولار والذهب ويُفتحان أسبوعياً السيد البدوى.. صائد الزوار
أعد الملف: هدى زكريا - أيمن عيسى - صفاء عاشور المحافظات - حسن عبدالغفار - محمد عز محمود مقبول - عماد عرفة - إيمان مهنا - ضحا صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"نقلاً عن العدد اليومى"

- بعد جمع 6 ملايين جنيه فى2007 اختفت الأرقام الرسمية وظهرت معارك إدارة الصناديق

- صندوقا الحسين يقبلان الجنيه والدولار والذهب ويُفتحان أسبوعياً.. والأرقام تتضاعف أيام المولد

- «أبوخليل» بالشرقية يقام فى شهر يوليو.. ويجمع 70 ألف جنيه أيام الاحتفالات ومريدوه بالآلاف

- بالمحروسة 3 آلاف ضريح و2850 مولدا تمثل «بيزنس موسمى».. و«البدوى».. 2 مليون زائر ومئات آلاف المتبرعين

- «السيدة زينب» تجمع مئات الآلاف فى مولدها وذبائح طوال العام.. ونصف مليون صوفى يحتفلون بها

- الشاذلى أبوالحسن بالبحر الأحمر يصعد زواره جبل «حميثرة» ويقفون عليه ويشبهونه بـ«عرفات»

- «السلطان فرغل» بأسيوط من أهم الأضرحة وأكثر المزارات الدينية للطرق الصوفية فى محافظات الصعيد

- «العارف بالله» بسوهاج.. «الدرويش» بيدعى لك على قدر تبرعك وصندوق النذور «سر»

- «فولى» المنيا يقبل الذبائح وجمع 2500 فى أول يومين بمولده وتطويره تكلف 42 ألف جنيه


ربما لو حاولت البحث عن بعض الأرقام المتعلقة بالجهات السيادية، أو عن معلومة عسكرية ستتوفر لك بعد جهد، فيما لو دار فى مخيلتك محاولة معرفة رقم واضح لأموال النذور فى مصر فأنت قطعاً واهم وغير ملم بكم الغموض الذى يحيط بأموال من المفترض أنها «فى الله ولله»، ولها مجالس إدارات، وتخضع لوزارات وأجهزة رقابية.

صندوق خشبى أو «صاج» تراه فى زوايا متعددة بالمساجد الكبرى والأضرحة، لن يخطر فى بالك أبداً أن هذه القطعة الصغيرة تجمع ملايين الجنيهات، بتبرعات مصريين وأجانب يزورون تلك الأماكن، فيما تندهش حقيقة من شدة الصراع الذى يدور حول إدارة تلك الصناديق التى من المفترض أنها عمل تطوعى.

وفى إطار الصراع على كعكة النذور وتبرعات المساجد تدخل التنظيمات الإسلامية على الخط، وسط اتهامات حول حصول هذه التنظيمات على الأموال اللازمة لها من تبرعات المساجد، وهو الشىء الذى أكدته لجنة الشؤون الدينية فى مجلس الشعب فى العام الماضى، حينما وافقت على مشروع قانون لمراقبة صناديق التبرعات بجميع المساجد الأهلية. الجمعية الشرعية أيضًا كانت طرفًا فى أوقات كثيرة بهذا الصراع، وقبل أعوام حدث اتفاق مع وزارة الأوقاف على خضوع المنابر لها، بينما ما يتعلق ببقية منشآت هذه الجمعيات فليس للوزارة شأن بها، بل اقترحت أن تنشئ الوزارة صناديق خاصة بها قائلة وقتها: «لنا صناديقنا ولهم صناديقهم».




تقرير «المركزى للمحاسبات» ودراسة وزارة الأوقاف

فى عام 2007 نشر الجهاز المركزى للمحاسبات تقريره حول الأرقام التى جمعت من صناديق النذور بالمساجد الكبرى، وذكر فى تقريره أن الأموال بلغت 5 ملايين و267 ألفا و579 جنيها مصريا.
وزارة الأوقاف أجرت دراسات عن أموال النذور والقرارات المنظمة لصرف تلك الأموال، وخرجت بالقرار رقم 52 لسنة 1998 بشأن النذور الواردة للأضرحة والمساجد الكبرى التابعة لها، ويتم وضع حصيلة هذه النذور فى حساب خاص ببنك مصر تحت مسمى «صندوق النذور العام».
الآن لم يعد الحصول على رقم محدد من مصدر رسمى لتلك الأموال متاحاً، غير أن متابعين ومهتمين بالأمر فى بعض المساجد يؤكدون أن صندوق النذور يعين عليه حارس خاص من وزارة الأوقاف للإشراف عليه فى كل مسجد.






ويوضحون: «المسلمون يحبون «آل البيت» لذلك فإن أموال النذور تتضاعف فى مساجدهم، وأن مسجد السيدة زينب يعد من أهم المساجد التى تجذب أعدادا غفيرة من المصريين والعرب، ومسلمين أجانب يتبرعون بالدولار واليورو تقربا إلى الله تعالى وتبركا بالسيدة زينب، وفى الأيام المباركة تتضاعف التبرعات».

السيدة زينب.. وتاريخ طويل من التبرعات والنذور والموائد المستديمة..حارس المسجد: الإقبال على تقديم النزور أقل بكثير من الماضى.. والمريدون يعانون من الحالة الاقتصادية المتدهورة

فى إحدى مناطق القاهرة أخذ الحى اسمه من صاحبة المقام الموجود فى داخل المسجد، إنها «السيدة زينب»، التى ينسب إليها الحى والميدان، يحتفل بمولدها نحو نصف مليون صوفى يمثلون 77 طريقة مختلفة.
احتفالات شبه يومية يلحظها المارة بمحيط المسجد، فيما يعتبر الاحتفال بمولدها الليلة الكبيرة، من جميع الأنحاء، فهى أيام الطعام الوفير، والمال الكثير، والتبرعات السخية، ومواعيد تسديد النذور.
لو قررت القيام بجولة داخل المسجد والضريح فقطعاً ستجد ما يدهشك، بدايتك ستكون مع الشحاذين، ثم قارئى القرآن لجمع تبرعات، فأصحاب الحالات المرضية - حسب ذكرهم - فالمنشدين، وعابرى السبيل، والقادمين للغذاء، وقبلهم القادمين لتقديم الأطعمة المختلفة كنذور.



رحلتك لم تنته بعد.. أنت ما زلت لم تدخل المسجد، فور دخولك المسجد ستجد حتماً أجواءً روحانية، وسيدهشك قطعاً الملتفون حول الضريح، طالبين التقرب إلى الله من خلال أوليائه، وستسمع قطعاً دعوات مختلفة، أغلبها من ريفيات قطعن آلاف الكيلو مترات للوصول إلى ضريح السيدة زينب والدعاء بالإنجاب، وللأولاد والزوج، وفى أحيان أخرى الدعاء عليهم.
بجوار المدخل وقفت امرأة أخرى، بملابس مهترئة تصيح فى كل سيدة عند دخولها وتسألها بعض النقود بحجة تنظيف الضريح: «فين كرامة السيدة زينب».. عايزين ننضف الضريح «وبالفعل لم تتردد أى منهن فى إعطائها ما تطلبه، وأصبحت النقود مقسمة بعضها يذهب للصندوق الخشبى الخاص بالنذور والبعض الآخر يجد مكانا فى يد تلك المرأة».
كل ذلك يتضاعف كثيراً أيام شهر رمضان المبارك، حيث يكثر كل شىء بدءًا من الزائرين، مرورًا بالتبرعات، انتهاءً بالأطعمة الضخمة والمتنوعة التى تكفى آلاف الجوعى، أما فى أيام المولد فإنها الأجواء الكرنفالية، فنجد «باعة جائلين، وألعاباً مختلفة، ومنشدين دينيين، وصوفيين» يعتبرونه موسماً سنوياً، وحدثاً فريداً، وفى الليلة الكبيرة، حيث ياسين التهامى أو أحد الأسماء الكبيرة فى الإنشاد واحتفالات حتى الصباح.
كغيره من المساجد الكبرى التى تحوى أضرحة يعتبر الاطلاع على قيمة صناديق النذور والتبرعات به خطاً أحمر وسراً عسكرياً غير قابل للإفشاء.
مريدون ومقيمون دائمون بالمسجد ومحيطه أكدوا أن صناديق نذور وتبرعات السيدة زينب تفتح كل يوم جمعة بعد الصلاة، وتجد إدارة المسجد فيها آلاف الجنيهات، أما فى أيام احتفالات المولد فلا أحد يعلم رقماً محدداً للنذور والتبرعات، غير أن تقارير رسمية صدرت قبل سنوات ذكرت أن الرقم السنوى يتعدى المليون جنيه.
الإقبال على تقديم النذور الآن أقل بكثير من الماضى، بهذه الكلمات بدأ حارس المسجد حديثه مقارنا بين عدد مقدمى النذور قبل وبعد الثورة، مبررا ذلك بالحالة الاقتصادية المتدهورة التى يعانى منها المواطنون، مضيفا: فى الماضى كانت النذور أضعافا مضاعفة نسمع عن سيدات يقدمن آلاف الجنيهات أو أخريات ينذرن عجولا، ولكن الآن إذا دفعت إحداهن 25 قرشا لحارس الأحذية فهذا فضل ونعمة».
ويضيف: «فى رأيى الشخصى السيدة زينب رضى الله عنها فى غنى عن الجنيهات التى ينذرها الناس لها، ومن الأولى أن يتحول هذا النذر للأقربين أو للمرضى والفقراء الذين لا يجدون حتى قوت يومهم أو غيرهم الذين يموتون من شدة الألم، وعن رأيه فى استغلال أموال النذور لترميم المساجد قال: هذا غير صحيح، المسجد هنا يحتاج لاهتمام ورغم ذلك لا نرى أموال صناديق النذور عند فتحها كل عشرة أيام بل على العكس نعتمد على فاعلى الخير فى توفير ما ينقصنا».
جدير بالذكر أنه فى سبتمبر 2013 قرر وزير الأوقاف محمد مختار جمعة وقف إمام مسجد السيدة زينب عن العمل، وإحالة ملف تقرير لجنة تفتيش من الوزارة عن أموال التبرعات والنذور بالمسجد إلى النيابة.

مسجد الحسين.. 100 سنة تبرعات بالجنيه والدولار واليورو..أغلب رواد المسجد من العرب والهنود والباكستانيين والأفغان

وفى مسجد الحسين تتزايد أعداد الأجانب الزائرين أغلبهم من الباكستانيين والهنود والأفغان، وحاملى جنسيات مختلفة من المسلمين يلجأ بعضهم لتنظيف الصندوق بملابسه بعد التبرع بما أراد من أموال.
«صناديق طلب النفحات».. حكاية صندوقين موجودين فى المسجد تبدأ منذ 100 سنة لأنهما يعتبران نذرا من أحد تجار الصعيد، إذا أنجبت زوجته، وحدث بالفعل ورزق الرجل بـ«تؤام» فقام بصنع صندوقين، وأحضرهما إلى المسجد ومن وقتها أصبح جميع الزائرين للمسجد والمقام لا يغادرون المكان إلا بعد وضع ما أتيح لديهم من أموال فى أحدهما أو كليهما.



يؤكد أحد القائمين على خدمة مريدى الضريح أن رواد المسجد جنسيات مختلفة أغلبهم بعد المصريين والعرب ومن الهند وباكستان وأفغانستان، بعضهم يلامس الصناديق بملابسه كطقس تعود عليه.
ويضيف: بعد أيام غير محددة تصل فى أقصى مدة لأسبوعين يمتلئ صندوقا النذور، وقتها تجتمع إدارة المسجد التى تتولى فتحهما وتفريغ محتوياتهما، ولكن فى رمضان والصيف وأيام المواسم يتم تفريغ الصندوق أسبوعيا.
ويؤكد: «عند تفريغ الصناديق كثيرا ما يجد القائمون عليها عملات أجنبية وقطع ذهب وفضة، وأحياناً شكاوى إلى الله تعالى، من المشكلات التى يعانى منها المواطنون».
فى داخل مسجد الحسين، تنفصل أماكن الصلاة، عن الضريح، الذى يفتح خادمه الباب بشكل دورى، حتى يمتلئ بالزائرين، ثم يغلقه، حتى لا يزداد الازدحام، ويعكر صفو الحالة الإيمانية التى يدخل فيها البعض أمام الضريح، عن طريق إنشاد الأناشيد الصوفية فى حب الحسين، أو الدعاء لأن يكون شفيعا له فى تقربه لله، وقضاء حاجته.
منذ دخولك بوابة مسجد الحسين، فإن كل شىء له ثمن، فالمرور من إحدى البوابات، يجعلك فى مواجهة أحد الفقراء، الذى يصر على الحصول على مبلغ زهيد «آكل بيه الغلابة».
وعند دخولك إلى المسجد، يستقبلك خادم المسجد، ومن خلفه خزانة خاصة لحفظ الأحذية، بمقابل مادى أيضا، وعند انتهائك من تأديتك للصلاة، تجد من يستوقفك، ويطالبك بمبلغ مالى خاص، فإذا تخطيته إلى داخل الضريح، تجد القائمين عليه يطالبونك بمبلغ آخر «حلاوة وبركة».

أضرحة «عائشة» و«نفيسة» و«سكينة»

فى منطقة جنوب القاهرة تقع تلك المساجد (السيدة عائشة والسيدة نفيسة والسيدة سكينة والرفاعى). الصندوق الخشبى نفسه باستثناء السلسلة الحديدية احتل مكانا أمام مدخل المسجد، ولكن بإقبال أقل، هكذا قال أحد حراس مسجد السيدة عائشة رفض الإفصاح عن اسمه، مرجعا السبب فى ذلك لفترة سيطرة التيار الإسلامى على الحكم ونجاح السلفيين فى إقناع الناس بأن زيارة الأضرحة والتبرك بها أمر لا يجوز شرعا.



وعن فتح صناديق النذور يقول الحارس: هذا يتم فى حضور أحد ممثلى وزارة الأوقاف والشرطة وأمام المسجد ويتم إثبات المبلغ فى محضر رسمى، وبعد ذلك يذهب لصالح خزانة الدولة. الأمر ذاته يتكرر فى السيدة نفيسة والسيدة سكينة، والرفاعى، حيث الذبائح والأطعمة المختلفة، والشحاذين، والمرتزقة من هذه الأجواء الروحانية، وكغيرها من المساجد لا تستطيع أن تحصل على رقم لأموال النذور بها.

«الشاذلى أبوالحسن» بالبحر الأحمر يستقبل الذبائح وزواره يقفون على جبل كما يفعل الحجاج بعرفة

على بعد قرابة 150 كيلو مترا من مدينة مرسى علم، جنوب محافظة البحر الأحمر، وبوادى حميثرة، بتلك الجبال الوعرة، يقع ضريح سيدى «أبو الحسن الشاذلى» أشهر الأضرحة بالمحافظة.
زارت «اليوم السابع» مولد الشيخ «أبو الحسن الشاذلى»،، ووجدنا الآلاف من كل المحافظات، حيث يقوم الحاضر إلى تلك المنطقة بإحضار طعامه وشرابه ومكان مبيته من الخيم معه، وفى بقعة قريبة من مسجده ومقامه أو من الوادى يقيم مقصده ويزور المقام.



كما تقوم الطرق الصوفية، بإحضار كميات كبيرة من المشروبات والأطعمة والمواشى التى يقومون بذبحها فى أيام المولد.
ويقوم زوار مقام سيدى «أبوالحسن الشاذلى» بوادى حميثرة جنوب البحر الأحمر، بعدة عادات، عند وصولهم لتلك المنطقة، أولاً زيارة المقام والصلاة داخل المسجد، ثم صعود جبل حميثرة، والذى يتراوح طوله ما بين 200 و300 متر، ثم تجميع عدة حصوات من الحجارة من فوق الجبل وتكوينها على بعضها البعض، وكانت هناك مقولات منتشرة أن من يفعل ذلك يكن له نصيب من الزيارة فى الأعوام القادمة.
ومن أشهر العادات التى يقوم بها المريدون خلال الزيارة، فى وقفة عيد الأضحى يوم عرفة، أنهم يقومون بالمكوث على جبل حميثرة حتى الزوال، تقليداً لشعائر يوم عرفة، وصعود «حميثرة» والذبح هناك سنن يسنها كل من زار تلك المنطقة.

العارف بالله بسوهاج.. بقدر تبرعك يدعو لك الدرويش «أبو جلابية خضره مقطعة»

«بركاتك يا سيدنا.. بركاتك يا ستنا.. مدد يا أم العواجز».. هذه الكلمات يرددها المريدون حول المقامات الخاصة بأولياء الله الصالحين بمحافظة سوهاج، والتى تجذب العديد من أجل فك السحر، والإنجاب، وتأخر الزواج، والوفاء بالنذر والدعاء بأمنية يراد تحقيقها. ومن تلك الأضرحة بسوهاج مقام سيدى العارف بالله بمدينة سوهاج «شالله يا عارف» هذه العبارة يرددها زائر المقام الذى يحوى عددا كبيرا من المجاذيب والدراويش بلباسهم المختلف من أجولة وثياب مرقعة وعمامات خضراء وسبح طويلة وعصى غريبة يدّعون أنها عصا له كرامات. والعارف بالله هو لقب أطلق عليه كولى من أولياء الله الصالحين، أما الاسم الحقيقى له فهو إسماعيل بن على بن عبدالسميع بن عبدالعال اليمانى، الملقب بحسين أبو طقية، والملقب أيضا بفحل الرجال، وولد بقرية دندرة بقنا، ثم انتقل إلى سوهاج.
النساء يشكلن الغالبية العظمى لزوار الضريح، فمنهن من تأتى لتضع رأسها على المقام يوم الجمعة، وتطلب من ساكن الضريح أن ينصرها على ضرتها، وأن يحنن قلب زوجها عليها وينصرف عن الزوجة الجديدة ويعود لها، وتطلب من صاحب المقام أن تحل بركته وتجعل صورة ضرتها فى عين زوجها قردة ويطلقها- كل هذه تصرفات تحدث بشكل شبه يومى- من 2 جنيه إلى 20 أو 50 جنيها، تكون «النفحة» المقدمة لصندوق النذور، وعلى قدر النفحة يكون الدعاء لك من الدراويش والمجاذيب بالضريح. ومنهم من يأتى إلى الضريح من أجل قص شعر نجله الوحيد الذى أنجبه على عدد من البنات، ويقول فى نذره «لو أنا ربنا رزقنى بالواد سوف أقص شعره فى مقام العارف وأوزن قباله ذهب وثمنه أفرقه على الغلابة».

«السلطان فرغل» بأسيوط.. يجمع 30 ألفاً بمولده

يعتبر ضريح السلطان الفرغل واحدا من أهم الأضرحة وأكثر المزارات الدينية للطرق الصوفية فى محافظات الصعيد بصفة عامة وأسيوط بصفة خاصة.



وفى مولد السلطان فرغل تقام الأفراح والزينة بطرقات المركز وتتخذ الطرق الصوفية المختلفة أماكن لها وساحات قرب الضريح لإقامة الاحتفالات والأوردة الخاصة بهم، والتى تستمر لعدة أيام.
وضريح الفرغل الملقب بسلطان الصعيد يقع فى مدينة أبوتيج داخل مسجد يسمى مسجد الفرغل، ويبدأ مولده من اليوم الثانى من شهر يوليو إلى 16 - من ذات الشهر لمدة 15 يوما، ويوجد بالضريح مستوصف طبى للعلاج بالمجان.
بالقرب من النيل، بأبوتيج توفى السلطان الفرغل سنة 850 هجريا، وتختتم احتفالاته بليلة تنتهى بجولة لهيكل السلطان الفرغل على جمل فى موكب مهيب، ويطوف جميع شوارع المدينة ثم يعود إلى الضريح.

«أبوخليل» بالشرقية.. يزوره ربع مليون مواطن فى مولده ويجمع 70 ألف جنيه

اشتهرت محافظة الشرقية بوجود عدد كبير من الأضرحة يتردد عليها مئات الآلاف من المحافظات المختلفة، ومن أشهرها مولدا «أبوخليل» نسبة للعارف بالله الشيخ صالح أبو خليل الكائن بمنطقة النحال بالزقازيق و«أبوهاشم» نسبة للعارف بالله الشيخ أبوهاشم والكائن بقرية بنى عامر مركز الزقازيق.
ولمولد الشيخ أبوخليل طقوس خاصة، فهو يجذب أتباع الطرق الصوفية المنتشرة بأرجاء البلاد، ويقام المولد فى شهر يوليو من كل عام بالساحة الخليلة بالزقازيق، وتكون أيامه بالنسبة للأجهزة المختلفة فترة طوارئ، لتجاوز الزوار من 200 إلى 300 ألف زائر سنويا.



وتقوم لجنة من وزارة الأوقاف كل عام بفتح صندوق النذر الذى يتجاوز دخله من 50 إلى 70 ألف جنيه، بعد انتهاء المولد من كل عام، أما فى الأيام العادية باقى السنة فلا يتجاوز المئات فى كل مرة يفتح فيها الصندوق، فضلا على قيام المريدين بالتبرعات لأسرة الخليلة التى تكون خارج الصندوق خاصة أن المولد يشارك فيه العديد من الشخصيات العامة والمسؤولين ومشايخ الطرق ورجال الدين، ويشرف عليه شيخ الطريقة الحالى «أحمد الشافعى محمد محمد صالح أبوخليل» الذى ارتبط خلال السنوات الماضية بعلاقات متوطدة مع رجال الدولة والفنانين والأمراء العرب ومشايخ الطرق الصوفية بالوطن العربى.
أما مولد سيدى أبوهاشم بقرية بنى عامر مركز الزقازيق، فهو من أشهر الأضرحة بالمحافظة، وتنتسب الطريقة الهاشمية إلى السيد أحمد البدوى، ونشأت فى أواخر القرن الثامن عشر، عندما جاء الشيخ محمد أبوهاشم نازحا من الحجاز وأقام فى القرية.

«الفولى» بالمنيا.. يستقبل مئات الذبائح وآلاف الجنيهات فى مولده

مسجد سيدى أحمد الفولى أحد المساجد الأثرية بمحافظة المنيا وأقدمها، وقد أطلق على المحافظة «منيا الفولى» انتسابا للمسجد.
ذبائح وهدايا مادية وعينية تنهال على المسجد فى معظم أيام السنة، منها ما هو نذر لأحد الأشخاص، وهناك آخرون يفعلون ذلك بصفة مستمرة، أما أيام مولد الفولى فهى الاحتفالية الكبرى من جميع الجوانب، حيث تكثر الذبائح، ويتوافد الزوار فى شهر شعبان الموافق لمولد صاحب الضريح.
أحد القائمين على المسجد أكد لـ«اليوم السابع» أن المولد الأخير فتح القائمون صندوق النذور فى اليوم الثانى من المولد، وقد جمع مبلغ 2500 جنيه، فيما أوضح أن القيمة تقل فى الأيام العادية.
يقع على شاطئ النيل وتجاوره حديقة عامة، وفى عام 1946 ميلادية تم تطوير المسجد وتوسعته بتكلفة تقدر بحوالى 42000 جنيه وقتها.
لم يعد مسجد الفولى قبلة المريدين أو الزائرين لأداء الصلاة فقط بل أصبح يحتضن فى ساحته الفقراء والمسافرين والبسطاء.
يقول أشرف خليل أحد المريدين: «أتواجد بشكل دائم حول المسجد لأنى لا أجد راحتى النفسية إلا هنا كما أننى أجد كثيرين يعملون على خدمة المريدين، سواء من عمل الشاى أو الطعام أو أى شئ وكثيرين يقيمون مأدبة طعام طوال أيام الأسبوع، فضلا على التجمعات الكبيرة وقيام أهل الخير بإخراج النفحات للفقراء».

لمعلوماتك..

السيد البدوى.. صائد الزوار:
يعد مولد «السيد البدوى» فى طنطا بمحافظة الغربية من أبرز الموالد المشهورة على مستوى الجمهورية ويتردد عليه أكثر من 2 مليون زائر بالإضافة إلى مئات الآلاف من المتبرعين.

3 آلاف ضريح و2850 مولداً للأولياء فى مصر:
دراسات متنوعة أكدت أغلبها أن مصر تضم أكثر من ثلاثة آلاف ضريح، موزعة على كل قرية ونجع بها.. الدكتور سيد عويس عالم الاجتماع الراحل، رصد فى كتابه الشهير «موسوعة المجتمع المصرى» «2850 مولدا للأولياء الصالحين، بشتى محافظات المحروسة، وقالت دراسته وقتها، إن تلك الموالد يحضرها أكثر من نصف سكان الدولة»، ولا يتقيد أهالى كل قرية ومدينة بـ«وليهم المحلى»، حيث يتوجه سكان أسوان إلى طنطا للاحتفال بـ«السيد البدوى»، ومواطنون «إسكندرانية» يحتفلون بمولد «سيدى أبوالحجاج» بالأقصر.

مسجد الحسين:
«صناديق طلب النفحات».. حكاية صندوقين موجودين فى المسجد تبدأ منذ 100 سنة لأنهما يعتبران نذرا من أحد تجار الصعيد

أضرحة بلا نذور:
هناك عدد من المساجد، الخاصة بالأولياء، التى لا تحمل صندوق نذور من الأساس، كما هو الحال بالنسبة لمسجد الدسوقى، بمنطقة حلوان، الذى يوجد به ضريح لأحد الأولياء، ولا يوجد به صندوق للنذور، ووفقا لخادم المسجد، فإن المسجد صغير، ولا يقصده غير أهالى المنطقة، الذين أحيانا ما يتكفلون بالأسر الفقيرة، ويقومون بتوزيع الملابس، وخاصة فى الأعياد.


















مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

زكى الصاوى

وانتوا مالكوا

عدد الردود 0

بواسطة:

Rana

كله بيهبش

عدد الردود 0

بواسطة:

هيثم

إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

الدعاء هو العبادة

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد ابو اسماعيل

انما الصدقات

عدد الردود 0

بواسطة:

هيثم

وما أنت بمسمع من في القبور

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد ابو اسماعيل

الى رقم واحد

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد ابو اسماعيل

الى رقم واحد

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد ابو اسماعيل

الى رقم واحد

عدد الردود 0

بواسطة:

يسري حمدان

ابحثوا عن الفقراء افضل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة