حنان شومان تكتب: وش سجون وحديد.. بعد الكرنكة بسنين السينما تتجه للسجننة

الخميس، 23 أكتوبر 2014 08:08 ص
حنان شومان تكتب: وش سجون وحديد.. بعد الكرنكة بسنين السينما تتجه للسجننة فيلم وش سجون

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عام 1975 عُرض فيلم الكرنك الذى أخرجه على بدرخان وقام ببطولته سعاد حسنى ونور الشريف عن قصة لنجيب محفوظ، وكان يتحدث عن زمن عبدالناصر ومراكز القوة فيه والمعتقلات وربما أشهر مشاهده مشهد اغتصاب سعاد حسنى على يد رجال السلطة وصار من أشهر مشاهد السينما المصرية، نجح الفيلم نجاحاً ساحقاً آنذاك مما دفع بعشرات من صناع السينما لأن يتجهوا إلى هذا النوع من الموضوعات التى ظنوا أنها تعرى زمن عبدالناصر بعد موته، وأطلق البعض عليها فى السينما موجة الكرنكة، أى أنها موجة فنية مستوحاة من فيلم الكرنك، وكثير منها كان للأسف مفتعلا كاذبا ومقلدا للأصل، وقلما نجح بعضها.

وعودة إلى عصرنا الحديث فيبدو أننا بصدد سجننة السينما أو الدراما فيبدو أن النجاح الكبير الذى حققه مسلسل سجن النسا أغرى بعض صناع السينما بصناعة بأفلام كاملة تدور كل أحداثها فى السجن ولا تخرج منه إلا قليلاً، فلدينا فى هذا الموسم السينمائى فيلمان تدور أحداثهما منذ البداية إلى النهاية فى أروقة سجون مصر، الأول «وش سجون» كتبه سيد السبكى وإخراج عبدالعزيز حشاد وبطولة باسم السمرة، وأحمد وفيق، ودينا فؤاد، وأحمد عزمى، أما الفيلم الثانى فهو «حديد» تأليف مصطفى سالم وإنتاج وإخراج محمد السبكى فى أولى تجاربه الإخراجية وهى قصة تستحق أن نرويها.. فلأول مرة فى تاريخ السينما المصرية وبالتأكيد العالمية يتم وضع اسم مخرج وهو أحمد البدرى على تترات فيلم فيضع عبارة فى بداية الفيلم تقول إن هذا الفيلم من إخراج غيره وهو محمد السبكى الذى يثبت للتاريخ أن هذا الفيلم من إخراجه، وهى حيلة لرفض نقابة السينمائيين التصريح للسبكى بالإخراج..!! وبغض النظر عن تلك التفصيلة العبثية فنحن أمام فيلمين يكادان يتطابقان فى الموضوع والديكور الأساسى وهو الزنزانة التى يجتمع فيها المساجين وتركيبة الشخصيات من ضابط فاسد أو مأمور سجن متواطئ لمسجون غلبان وآخر برنجى على السجن مظلوم وسجين من الأغنياء، فالحكاية هى بطل مظلوم ساقته الأقدار للسجن من جراء قصة حب أفسدها الأغنياء الفاسدون فى خارج السجن ثم انتقام السجين مع تفاصيل بيع المخدرات بين المساجين وإشارة أحياناً لحياتهم الجنسية ورقصة وأغنية يغنيها مغنو المهرجانات مثل هانى الأسمر وغاندى وعمرو الجزار وكثير منهم، فما أسهل الغناء الآن، وكذلك إظهار أن السجن ما هو إلا صورة مصغرة لفساد مجتمع خارجه فاسد وهكذا ينتقم البطل.

ولست بالتأكيد ضد موضوعات درامية تطرحها السينما عن عالم السجون وهى مليئة بالحكايات وأحد أجمل أفلام السينما المصرية وأكثرها تأثيراً هو «كلمة شرف» لفريد شوقى الذى دفع بتغيير بعض قوانين السجون وغيرها، ولكن المشكلة أنه مع قلة عدد الأفلام المنتجة لظروفنا الاقتصادية فإن من العبث أن يتم سجننة السينما ــ إن جاز التعبير ــ فى السجن وأهله.

وحتى لو تغاضيت عن هذه التفصيلة فهل المشاهد كان أمام أفلام قيمة وإن تشابهت حكاياتها؟ لا أظن ففى فيلم وش سجون مثلا لا كاتب السيناريو ولا المخرج اهتما ببناء شخصياتهما أو رسم ملامحهم أو صناعة إبداع ولكنهما بديا فى حالة تصنيع فيلم أو بتعبير أدق تعليب فيلم، باسم السمرة بطلاً فى هذا الفيلم كان اختيارا موفقا وأداء جيدا فى فيلم ليس كذلك.

ثم نأتى لفيلم حديد الذى عاد به عمرو سعد بعد غياب أربع سنوات عن السينما وبدأ به محمد السبكى مسيرته التى لا أعلم هل ستستمر أم لا، فهو فيلم أيضاً ملفق تاهت فيه بوصلة أداء البطل لأن من الواضح أن الأداء لدى محمد السبكى مخرجاً كان مسؤولية الممثل، والحق أن المخرج هو عين وأذن ولسان الممثل فإن أهمله أو لم يعرف كيف يوجهه فالممثل مهما كان مجتهداً يتوه ويفقد موهبته، وهو ما حدث مع عمرو ودرة بطلى الفيلم رغم موهبتهما.

فى زمن مضى كتب عم الشعراء بيرم التونسى شعرا يقول فيه «يا طالب العلم تنداس / لو يبقى علمك بضاعة\ تنفع وتستنفع الناس لو كنت صاحب صناعة/ وش سجون وحديد مجرد بضاعة ولكن صناعة السينما شىء مختلف، لذا فبلغة أهل هذا الزمان وليس لغة عمنا بيرم فإن الفيلمين اتهرسا وهما يستحقان.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة