د.أمينة هاشم تكتب: وا مصراه

الخميس، 23 أكتوبر 2014 12:00 م
د.أمينة هاشم تكتب: وا مصراه ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وكأن القلوب قد قدت من صخر وكأن الضمائر قد وأراها الثرى. وكأن الأخلاق قد باتت نسيًا منسيًا. وكأن الدين قد أصبح أزياء نرتديها أو لحى نطلقها أما الإنسانية فقد ذهبت بلا رجعة، والأسئلة الحائرة تتوارد ضاربة الأكف دهشة ماذا حل بنا؟ وأين ذهبت القيم والأخلاق والتراحم. أين شهامة الإنسان المصرى التى لم نعد نراها إلا فى أفلام الزمن الجميل ومسلسلات أسامة أنور عكاشة وحارة نجيب محفوظ. ما هذه الأجيال المترنحة بين سندان التطرف ومطرقة المخدرات، إن الفقر وقلة الدخل وسوء الأحوال الاقتصادية لا دخل لها بكل ذلك. فنحن لم نعرف الغنى ولا رغد العيش قط وجميعنا من الطبقة المتوسطة التى انحدرت وتآكلت مؤخرًا، ورغم ذلك كانت الأخلاق منهاجًا. والتدين دماءً تسرى فى العروق تنضح فى معاملتنا وسلولكنا لقد تعلمنا العزة والكرامة فى إطار الدين.
(اطلبوا الحوائج بعزة نفس فإن الأمور تجرى بالمقادير)
تعلمنا أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. تعلمنا أن نطبق الآيات الأخيرة من سورة الفرقان. ألا نسرق ولا نقتل ولا نشهد شهادة الزور ولا نرتكب الفواحش ما ظهر منها وما بطن وإذا خاطبنا الجاهلون قلنا سلاما تعلمنا أنه لو كنت فظًا غليظ القلب لنفضوا من حولك تعلمنا وقولوا للناس حسنًا تعلمنا إلا من أتى الله بقلب سليم ولم نكن نتعلم كل ذلك من حمله الدكتوراه والماجستير بل من شيوخ لا حظ لهم من الدنيا إلا حفظ كتاب الله تعالى فما هذا الشيطان الذى تلبس الناس فى صورة دين جديد استبيحت فيه الأنفس والأعراض وباتت بذاءة اللسان وفحش القول من أركانه ودعائمه وغلظه القلوب وقساوتها من سننه ومستحباته لقد مرضت مصر حين مرض الأزهر وترك الساحة خالية لدعاة الدنيا الذين يتكالبون على السلطة ويلبسون الحق بالباطل ولا هم لهم بنشر الأخلاق والقيم بل إن همهم الأوحد ومرادهم الأثير هو الاستيلاء على السلطة وجعلوا من الدين سلمًا للوصول إلى مبتغاهم حتى إذا تحقق المراد ركلوه بأقدامهم وبرزت نوازعهم الشريرة وتبين أن الدين كلام تلوكه ألسنتهم ولم يلمس قط قلوبهم. إن الجهاد الحق لعلماء الأزهر الآن أن يستعيدوا إسلامنا الذى استبدل منا. وإنه لجهاد لا يقل أهمية عن جهاد قواتنا المسلحة لاستعادة مصر التى اختطفت منا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمن مجدى ايوب

معاكى حق فعلا يادكتورة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة