د.خالد عمارة يكتب: "مرض النقرس".. أسبابه والوقاية منه

مرض النقرس أو ارتفاع حامض البوليك فى الدم (حامض اليوريك) من الأمراض التى نسمع عنها كثيرا، ويأتى الكثير من المرضى الذين يعانون من ألم بالمفاصل، ويكون لديهم اعتقاد أن السبب هو مرض النقرس.

وارتفاع حامض البوليك فى الدم يمكن أن يكون بسبب تناول الكثير من المواد البروتينية مثل اللحوم والبقول أو بسبب ارتفاع نسبة تكوين حامض البوليك فى الجسم، مثل بعض حالات أمراض الدم والأورام، أو بسبب عدم قدرة الكلى على التخلص من حامض البوليك وتنظيف الدم منه، كما يحدث فى بعض أمراض الكلى.
وفى مجتمعاتنا العربية نجد أن تناول البروتينات بكميات كبيرة شىء نادر، حيث إن هذا يحدث فى بلاد الغرب ويكون تناول اللحوم بكميات كبيرة فى الثلاثة وجبات (إفطار وغداء والعشاء) وهذا طبعا شىء نادر فى العادات الغذائية لمجتمعاتنا، لذلك ففى حالات ارتفاع حامض البوليك يجب أن يتأكد الطبيب المعالج من أن الكلى تعمل بصورة طبيعية.

وأعراض ارتفاع حامض البوليك فى جراحة العظام تكون فى صورة ألم فى المفاصل الصغيرة للقدم، وبخاصة الإصبع الكبير ويصاحب هذا تورم ألم شديد فى المساء، كما يمكن أن يكون هناك ألم بأوتار الكعب والتهاب بالأوتار.

ومن المعلومات الخطأ الشائعة أن يكون ألم الركبة بسبب ارتفاع حامض البوليك، حيث إن هذا نادر جدا جدا، أو الربط بين الآلام العامة فى الجسم الناتجة عن خشونة المفاصل أو هشاشة العظام وبين مرض النقرس.

وعلاج مرض النقرس أو ارتفاع حامض البوليك يكون بعلاج التهاب المفاصل بالقدم بالأدوية المضادة للالتهاب ومعه أدوية لتقليل إنتاج هذا الحامض فى الجسم وزيادة قدرة الكلى على التخلص منه فى البول وتنظيف الدم منه.

وفى بعض الحالات النادرة يحتاج المريض إلى استعمال أجهزة تعويضية لتوفير الراحة للمفصل الملتهب، وقد يحتاج المريض إلى جلسات إعادة تأهيل وطب طبيعى لتحسين الالتهاب وحالة الأنسجة والعضلات المحيطة بالمفصل.

والتدخل الجراحى يمكن اللجوء إليه فى بعض حالات الالتهاب المزمن بالمفاصل أو الأوتار والتى ينتج عنها تآكل بالمفصل أو أوتار الكعب، ونسبة نجاح هذه الجراحة عالية شرط إجرائها للمريض المناسب وبالطريقة الصحيحة.