أكرم القصاص - علا الشافعي

فى ذكرى رحيله الـ36.. لماذا يشغل نجيب سرور المثقفين؟

الجمعة، 24 أكتوبر 2014 12:04 م
فى ذكرى رحيله الـ36.. لماذا يشغل نجيب سرور المثقفين؟ الشاعر نجيب سرور
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اليوم تمر الذكرى الـ26 لرحيل الشاعر والكاتب المسرحى والناقد والمخرج والممثل نجيب سرور.. وفى ذكراه يهتم المثقفون ـ نوعاً ما – ولا أقول المؤسسات الحكومية، يهتمون عادة بيوم ميلاده فى يونيو ويوم رحيله فى أكتوبر، بالرغم من أن هناك مبدعين آخرين تمر ذكراهم فى صمت غريب مع أنهم تركوا إرثا يستحق أن نتوقف عنده وعند صاحبه.. والسؤال لماذا نجيب سرور؟.

الحقيقة هناك أسباب كثيرة حولت نجيب سرور إلى "حالة" هذه الحالة انعكست بقوة وتركت تأثيراً كبيراً على أجيال معاصرة وأخرى متعاقبة بعد نجيب سرور ومنها:

- إيمانه بما يفعله:

نجيب سرور باختصار هو ذلك الحالم الذى تمنى أن يرى مصر بشكل "أفضل"، والذى توقع من ثورة 1952 الكثير لكنها خذلته ونبذته.. هو صاحب الموهبة المتنوعة والمتعددة المصر على تحقيق ذاته الفنية والإنتاج فى كل المجالات التى يعرفها.. المراهن على أن الفن والثقافة تأتى أهميتهما مع أهمية الخبز والماء والمنتمى للفقراء والمعذبين والعمال والكادحين.. والأهم من كل ذلك القادر على دفع ثمن أفكاره، وذلك مثل أن يكتب مسرحية "الذباب الأزرق" والتى كتبها تفاعلا مع أحداث أيلول الأسود 1970 عندما تمت تصفية بعض المنتمين للمقاومة الفلسطينية فى الأردن، كتبها دفاعا عن القضية الفلسطينية وقامت الدنيا عليه.. كذلك من إيمانه بأفكاره وتمسكه بها أنه رفض أن يكتب المسرحيات التجارية مصرا على إيمانه بقيمة المسرح ودوره فى إحياء النفوس، كل ذلك رغم ظروفه التى ساءت إلى أقصى درجة، إذن "الإيمان بما تفعله" إحساس ممتلئ بالسحر التأثير الذى يترك انطباعا إيجابيا لدى شريحة كبيرة من شباب المبدعين.

موقفه من الدولة:

بعد أن عوَّل على ثورة يوليو 1952 اكتشف بعد فترة بأنها ليست أكثر من إطار خارجى لنظم سابقة لا مجال فيها لديمقراطية أو حرية، لكنه لم يصمت وصاح فى وجوه الناس أن هبوا من سباتكم، كذلك بعد نكسة 1967 كانت له مواقف واضحة حمل فيها الحكومة المصرية السبب فى هذه الهزيمة أما رفض الصلح مع الكيان الإسرائيلى فقد كان قضيته الكبرى التى ظل يناضل فيها حتى وفاته، ما يميز نجيب سرور هو أنه كان يعرف أعداءه ويهاجمهم صراحة بفنه وكتاباته، لذا فإن معظم المثقفين يحسدون نجيب سرور على شجاعته ويتمثلون مواقفه "المعارضة" ويستعينون بكلماته كما حدث فى ثورة الخامس والعشرين من يناير .

- موقف الدولة من نجيب سرور:

ذهبت الدولة فى اضطهاد نجيب سرور إلى آخر المدى، حيث استباحت كل ما يتعلق به وكالت له الاتهامات وشوهته واعتقلته وعذبته وفصلته من معهد الفنون المسرحية وحاربت نشر أعماله وعرض مسرحياته وأردت أن تلصق به تهمتى "الجنون" و"المبالغة" حتى أن بعض نقاد "سرور" تبنوا مثل هذه الأفكار، وذلك ما أراد أن يصنعه الإعلام فى الستينيات والسبعينيات.

لكن الحكومات بكل أفكارها الشرسة فى محاربته حولته إلى رمز للشرخ الدائم والمستمر بين مؤسسات الدولة والمثقف، وأصبح "سرور" دليلا دامغا على أن الحكومات لا تعرف سوى سياسة " من ليس معى فهو ضدى".

بهذا تحول نجيب سرور إلى أيقونة للمعارضة وصورة للمثقف الذى لا يقع تحت هيمنة الدولة ولا يسمح بتدجينه، وغدا يلهب حماس المبدعين الشباب الذين يرونه "الصارخ فى برية الفساد"ـ











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة