مى السيد تكتب: جامعات تحت خط النار

الجمعة، 24 أكتوبر 2014 02:01 ص
مى السيد تكتب: جامعات تحت خط النار قبة جامعة القاهرة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لطالما كانت الجامعة هى المكان الأفضل لتحصيل العلم والمعرفة والتجارب العبقرية، لكنها تحولت لمكان ملىء بالغرباء من مرتاديها. لست من متعددى السفر وزيارة أماكن جديدة كل شهر أو كل عام، لكن يكفينى أننى ارتدت جامعتين مصريتين من أرقى الجامعات خلال مسيرتى التعليمية. ومن خلال مراحل حياتى وتعليمى، تعلمت الكثير فى مجالات كثيرة وفهمت الكثير مما يجرى حولى، لكن الشىء الوحيد الذى لم أفهمه، هو لماذا يرتاد الطلاب الجامعة؟ سؤال طرحته على نفسى بعدما جلست نصف ساعة انتظار مرتدية نظارتى الشمسية فى ساحة كلية العلوم جامعة القاهرة.

مشهد رقم واحد:

فى هذا المشهد رأيت بعضا من طلاب الجامعة من شباب وفتيات يتجولن فى الساحات مع بعضهم ثنائيان وكأنهم فى إحدى البارات. استغفرت ربى ونظرت فى الجانب الآخر من الساحة لأرى شابة تمشى مع صديقاتها الفتيات وشابا يتوسطهم وصوتها العالى يأتى من بعيد بضحكات مريبة وحركات غريبة وهزار بالأيدى وكأنها فى إحدى الأسواق التجارية. لم أستطع فعل أى شىء سوى الصمت وأنا أنظر إليها منتظرة أن تهدئ من عويلها الذى يجتاح المكان وجميع الموجودين سلطت أبصارهم نحوها. خطر فى بالى أن ليس هناك مبرر لذلك حتى وإن كان ذلك الشاب الذى سمح لنفسه بهذه التصرفات أحد أقربائها أو شقيقها، فالمشهد وحده كفيل بأن يعرضها لموضع شبهه!.

مشهد رقم اثنين:-

فى هذا المشهد أخجل من كتابته لأننى فقط أتذكره وهذا ما يشعرنى بالإشمئزاز. هذا المشهد لفتيات اخترعن موضة جديدة فى الملابس التى من المفترض أنها للجامعة. لا أدرى أى أحمق فعل بهن هذا أم أنهن اخترعنه، لكنى أود أن أوجه لهم رسالة بأن يحرصوا أكثر على انتقاء وارتداء ملابس الجامعة.

بضع فتيات وجدتهن أنيقات وبسيطات وجميلات فى ملابس تليق بالمكان، ليس فرضا جلبابا أو خمارا أو نقابا، لكنها بالفعل ملابس تليق بالجامعة.

مشهد رقم ثلاثة:-

من أخطر المشاهد التى رأيتها ورآها الكثيرون، جامعاتنا أصبحت أسيرة التظاهرات، وأعمال الشغب، والبلطجة، والتجارة بالقضايا التافهة، كل يوم وكل ساعة ينهار جسر من جسور الثقة والأمان فى الجامعة دون معرفة من المتهم الرئيسى. فى مدخل جامعة القاهرة، وضع رجال أمن من شركات أمنية خاصة لتفتيش الطلبة، ووضعت أجهزة كشف المعادن وكأنك مار فى أحد المطارات. لست أعيب على الإجراءات الأمنية، لكنى أعيب وأحمل طلاب الشغب مسؤلية مايجرى حاليا. لا أهاجم الطلبة ولا أحاول التقليل من قيمة أحدهم، لكن ما جرى بتاريخ 19- 20 أكتوبر 2014 أكثر بكثير من أن أتهم أحدا.

طلاب سمحت لهم الدولة بالتسجيل فى جامعاتها ومعاملتهم بمنتهى الاحترام كطلبة، لكن الكثير من هؤلاء تم التشويش عليهم وعلى عقولهم بشعارات كاذبة والركض خلف قضية خاسرة، قضية "الشرعية".

تراهم يهتفون داخل أسوار الجامعة بشعارات مسيئة وبذيئة لا يحق لطالب جامعة النطق بها ضد عناصر الدولة الأمنية، رشق الأمن بالحجارة، التقليل من قيمة الإنسان الذى يقضى مهمته ويؤدى وظيفته كحارس أمن. آخر ما حدث فى هذا اليوم، هو الاشتباك مع الأمن فى ساحة طب القصر العينى وتدخل الأهالى بحجة ردع "البلطجية"، وهذا ما زاد الأمر سوءا. ليس من المفترض أن يتدخل الأهالى تحت أى مسمى، فبذلك ينقص من قيمة رجال الأمن وتعاملهم مع حالات الشغب. أيضا ما حدث فى جامعة المنصورة وتحطيم بوابة كلية الصيدلة بالكامل، واستفزاز رجال الأمن لداخل أسوار الجامعة، وأشخاص لا أدرى لأى جهة ينتمون اقتحموا البوابات وهم يحملون عصى حديدية وأخشاب وجابوا شوارع الجامعة وكاننا فى ساحة حرب.

جميع هذه التصرفات ترى على أنها أعمال تخريب وشغب داخل سور الجامعة بغض النظر عن من المخطئ. وأكثر ما يحزننى هى ردود "طلبة الجامعة" على صفحات التواصل الاجتماعى على كل من يحملهم مسؤلية ما يجرى.

فى النهاية أود أن أشير إلى أن الجامعة أصبحت مكانا يحدث فيه كل ممنوع، ورسالتى هى أن ينظر للجامعة كمكان راقٍ لا يجب أن يحدث فيه أيا من هذه المشاهد المسيئة، فعلى مر العصور لم يحدث ارتقاء للأمم إلا بعلمها، فكيف سيكون رقينا بأمتنا من مكان يحدث فيه ما يحدث حاليا؟!.. تركت لكم الإجابة..















مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة