الرئيس يشارك فى الجنازة العسكرية لشهداء العريش داخل مطار ألماظة.. والمجلس الأعلى للقوات المسلحة يصدق على خطة لمكافحة الإرهاب فى سيناء.. وتكليف لجنة من كبار القادة لدراسة ملابسات الأحداث الإرهابية

السبت، 25 أكتوبر 2014 01:10 م

الرئيس عبد الفتاح السيسى يتقدم الجنازة العسكرية

كتب محمد أحمد طنطاوى - نور ذوالفقار

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شيعت القوات المسلحة جنازة شهدائها فى الحادث الإرهابى الذى وقع شرق مدينة العريش بشمال سيناء وراح ضحيته 27 شهيدا، من مطار الماظة العسكرى فى جنازة عسكرية مهيبة تقدمها الرئيس عبد الفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة والفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة، والفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية، وكبار قادة الجيش المصرى .

الرئيس عبد الفتاح السيسى يتقدم جنازة شهداء الحادث الإرهابى بسيناء

من ناحية أخرى انعقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بكامل هيئته فى جلسة طارئة فى ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت الموافق 25 أكتوبر 2014 برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبدأ المجلس بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهدائنا الإبرار، ثم استعرض تداعيات الأحداث الإرهابية الأخيرة بسيناء.

وقد تابع المجلس ببالغ الاهتمام مجريات الأحداث وتطورات الأوضاع على الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة، وخاصة فى سيناء، كما قام بدراسة الإجراءات المطلوب اتخاذها لمواجهة الإرهاب الغادر.

وفى إطار متابعة توصيات مجلس الدفاع الوطنى المنعقد بالأمس، والتى أقرها رئيس الجمهورية بالقرار الجمهورى رقم (366 ) بتاريخ 24 / 10 / 2014 وتم دراسة الخطوات التنفيذية لتفعيل تلك التوصيات، ولا سيما إعلان حالة الطوارئ بالمناطق المشار إليها فى القرار الجمهورى سالف الذكر، فقد تم تكليف لجنة من كبار قادة القوات المسلحة لدراسة ملابسات الأحداث الإرهابية الأخيرة بسيناء واستخلاص الدروس المستفادة، والتى من شأنها تعزيز جهود مكافحة الإرهاب بكل صوره فى سائر أنحاء الجمهورية، وفى هذا الإطار تقرر عقد جلسة مشتركة مع قيادات هيئة الشرطة المدنية عصر اليوم لتنسيق الجهود والمهام.

وأكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة على عزمه استئصال الإرهاب الغاشم من هذه البقعة الغالية من أرض مصر، موضحا أن الأعمال الإرهابية لن تزيد مصر بشعبها وجيشها إلا إصرارا على اقتلاع جذور الإرهاب .

وقدم المجلس تعازيه للشعب المصرى فى شهدائه الإبرار سائلا المولى عز وجل أن يتغمدهم فى عظيم رحمته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، متوعدا بالقصاص لدمائهم الذكية .

من ناحية أخرى، قال مصدر عسكرى لـ"اليوم السابع": إن حادث منطقة كرم القواديس الإرهابى أسفر عن استشهاد 27 من أبناء القوات المسلحة، وإصابة 31 آخرين نتيجة هجوم عناصر إرهابية مسلحة بقذائف "ار بى جى" ومدافع "هاون" على نقطة كرم القواديس شرق العريش، موضحا أن القيادة العامة للقوات المسلحة تدير الموقف على الأرض، وتتابع مع الجيش الثانى الميدانى تطورات وطبيعة العمليات العسكرية التى تتم على الأرض انتقاما لأرواح الشهداء الأبرار، بالإضافة إلى التوجيه بعمليات وتكتيكات سريعة على الأرض تصديقا للخطة التى اعتمدها رئيس اجلمهورية فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة .

وأكد المصدر أن القوات المسلحة سوف تعلن عن تفاصيل الحادث خلال الفترة المقبلة بعد الكشف عن ملابساته، من خلال اللجنة الفنية التى تم تشكيلها من كبار قادة القوات المسلحة فى اجتماع المجلس العسكرى، وسوف يتم إعلان نتائج تحقيقات هذه اللجنة على الرأى العام لتوضيح الحقيقة كاملة .

تشييع جثامين شهداء الحادث الإرهابى بسيناء بحضور الرئيس ومحلب ووزراء ومحافظين بمطار ألماظة

من ناحية أخرى، قال مصدر مطلع لـ"اليوم السابع": أن القوات المسلحة تقود حربا شرسة فى سيناء، ضد عناصر إرهابية مسلحة مدعومة من دول عديدة، وممولة بالمال والسلاح لخدمة أهداف نشر الفوضى والعنف فى مصر، داعيا كل وسائل الإعلام إلى التعاون مع القوات المسلحة فى حربها ضد الإرهاب، وعدم التسرع فى توصيف بعض الأحداث الإرهابية التى تنفذها عناصر ممولة ضد الدولة المصرية، بما يؤثر على معنويات رجال القوات المسلحة الذين يعملون تحت أقسى الظروف.

وأوضح المصدر أنه لا توجد عمليات عسكرية بدون خسائر على الإطلاق، أو يمكن الانتصار فى كل مراحلها، لافتا إلى أن الحرب ضد الإرهاب، حرب من نوع خاص تعتمد بشكل أساسى على الأعمال الجبانة، ولا يمكن لأى دولة مهما كانت متطورة أن تسيطر على نتائجها.

وأشار المصدر إلى أن القوات المسلحة بذلت جهودا مضنية خلال الفترة الماضية لدعم الاستقرار وعدم تفشى الفوضى فى مختلف محافظات الجهورية وليس سيناء فقط.

وأكد أن القوات المسلحة تحارب على كل الجبهات وتحتاج إلى الدعم المعنوى من أبناء الشعب المصرى العظيم، وعلى مختلف وسائل الإعلام أن تعمل على ذلك انطلاقا من مسئوليتهم الوطنية والاجتماعية تجاه الوطن، قائلا: "إن الضباط والصف والجنود على خطوط المواجهة الأمامية يواجهون الإرهاب المجرم فى أصعب الظروف، ويضحون بأرواحهم ودمائهم، لتحيا مصر وتبقى آمنة مستقرة".

وكشف المصدر أن الإرهاب فى سيناء يتلقى تمويلات ضخمة من دول عديدة فى منطقة الشرق الأوسط، وتدعمهم تلك الدول بالمال والسلاح القادر على إحداث فوضى فى البلاد وإرباك المشهد العام، بما يؤثر على استقرار مصر مستقبلا، إعاقة خطط التنمية والتحول الاقتصادى، التى بدأتها الدولة خلال الفترة الماضية.

وبيّن المصدر إلى أن العمليات العسكرية فى سيناء تخضع لخطط وتوجيهات استراتيجية متعددة، يشرف عليها قادة وضباط متخصصون، وتتم فى إطار شديد من السرية والكتمان حفاظا على التخطيط وسير العمليات، لافتا إلى أن هناك عمليات ضخمة تتم على أرض سيناء فى الوقت الراهن من جانب قوات الجيش الثانى الميدانى، بمعاونة القوات الجوية وطائرات الأباتشى الهجومية، التى تقوم بقصف عنيف لمواقع جماعات تكفيرية بمناطق جنوب الشيخ زويد وشرق العريش.

وطمأن المصدر الرأى العام المصرى بأن القوات المسلحة سوف تأثر لرجالها وتطهر أرض سيناء من كل صور الإرهاب والتطرف والعنف، داعيا أبناء الشعب المصرى إلى الثقة فى قواتهم المسلحة، وأبناء الجيش المصرى، الذين كانوا على قدر المسئولية دائما، وتحملوا أعباء الوطن ومشكلاته فى ظروف صعبة ومعقدة.