أكرم القصاص - علا الشافعي

د. محمد العزازى يكتب: الشعب يريد

السبت، 25 أكتوبر 2014 02:14 ص
د. محمد العزازى يكتب: الشعب يريد مظاهرات 25 يناير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعانى مصر منذ عقود من أمراض اجتماعية كثيرة دأب الكثير من علماء الاجتماع والطب النفسى على محاولة علاجها دون جدوى فى الوصول إلى لب المشكلات.

انفلات أخلاقى، تطرف دينى، ارتفاع معدل الجريمة، تفشى الفساد، إهمال القيم الإنسانية، ارتفاع معدلات العنوسة والطلاق، ارتفاع معدل البطالة، زيادة حالة الاكتئاب، زيادة عدد أطفال الشوارع، صراع مادى، ضعف الانتماء الوطنى.. الخ.

الكل يتغنى بالماضى وأخلاق الزمن الجميل... أين ذهبت الأخلاق والقيم الإنسانية الجميلة برغم تدين أهل مصر والتزام غالبيتهم بالعبادات ومظاهر الدين سواء مسلمين أو أقباط؟

هذه المشكلات كانت السبب الرئيسى فى اشتعال ثورة 25 يناير التى كادت تدمر مصر لولا رعاية الله وحفظه لمصر وتوفيقه لنا فى ثورة 30 يونيو المجيدة.

إن السبب الحقيقى وراء كل هذه المشكلات هو انعدام شعور المواطن بحد الأمان، فحد الأمان هو أن يشعر المواطن بأن الدولة ترعاه رعاية حقيقية ومسئولة عنه فى حياته ومستقبله ومستقبل أسرته.

وأول عناصر تحقيق حد الأمان أن تتحمل الدولة تعليم أبناء الشعب تعليما حقيقيا يؤهله أن يجد فرصة عمل بعد تخرجه دون الحاجة للجوء للمدارس الخاصة والدروس الخصوصية والكتب الخارجية... فالدولة تنفق أموالا طائلة على التعليم، ولكن هذا الإنفاق كسكب المياه فى إناء مثقوب مما يدفع الشعب لإنفاق أكثر من نصف دخله على التعليم، ويجب أن تدرك الدولة أن أهم ثروة تمتلكها مصر هى القوة البشرية إذا تم إعدادها جيدا.

ثانى عناصر الأمان أن تنشىء الدولة تأمينا صحيا إجباريا يضمن لأفراد الشعب العلاج اللائق فى حالة المرض وتتحمل الدولة اشتراك غير القادرين بشكل يحفظ آدمية الشعب وكرامته فبكل أسف الفقير فى مصر يستسلم للموت إذا مرض لأنه يعجز عن تدبير نفقات العلاج.

ثالث عنصر هو المسكن.. حلم كل شاب أربع حيطان يمثلون الستر وبذرة كيان الأسرة.. فالدولة لا بد أن تقيم مجتمعات عمرانية جديدة متكاملة بالمرافق والمناطق الصناعية والزراعية والتجارية والترفيهية وتوفر الشقق للشباب بإيجار معقول يستطيع سداده دون الإخلال بباقى متطلبات المعيشة من مأكل وملبس ووسائل تنقل وجزء للترفيه ويمكن له الانتقال من مسكن لآخر حسب عدد أفراد أسرته ويترك شقته لأسرة أصغر.

هذا ما يريده الشعب ليطمئن على حياته ومستقبله ليهدأ الصراع المادى الذى أسفر عن كل الأمراض الاجتماعية التى نعيش فيها الآن.

فدخل المواطن سيصبح للإنفاق على معيشته فى الحاضر لأنه مطمئن على مستقبله ومستقبل أسرته وليس مضطرا ليعمل فترتين ليوفر نفقات المدارس والدروس الخصوصية والكتب الخارجية ولن يخاف من المرض ويدخر له طوال حياته لأنه سيجد أفضل علاج.. لن يدخر ليشترى شققا ليزوج أبناءه أو يجهز بناته فابنه أو ابنته سيعملون فور تخرجهم وسيجدون المسكن بسهولة من الدولة وسيجهزون مسكن الزوجية سويا.

سيطمئن المواطن لأنه سيعرف أن الدولة ترعاه رعاية حقيقية مما يزيد عنده الانتماء للوطن وسيدرك أن كل مرافق الدولة لخدمته.

أوجه حديثى للسيد رئيس الجمهورية وحكومة مصر التى أؤمن بأنها صادقة فى خطاها فى بناء المستقبل بضرورة حل هذه المشكلات وعلاجها من جذورها بشفافية تامة حتى تعود القيم الإنسانية والأخلاق لمجتمعنا من جديد ونحقق حلما فى بناء مصر الجديدة.. مصر المستقبل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو احمد

اعينوننى بقوة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة