أحمد محمود سلام يكتب: فى ذكرى رحيل عميد الأدب العربى

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014 06:02 م
أحمد محمود سلام يكتب:  فى ذكرى رحيل عميد الأدب العربى طه حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سيرته هى التاريخ بعينه وقد عاش حياة أسطورية ومثله لاينسى لأنه أحد أهرامات مصر الشامخات، ولما لا أليس هو قاهر الظلام طالب الأزهر "الكفيف" الذى سطر تاريخا عجز عنه المبصرون وقد سافر لفرنسا وحصل على الدكتوراه وعاد أستاذا فى الجامعة وفى نفس الوقت أديبا مفكرا، بل وزيرا للمعارف وقد أطلق عبارته الخالدة "التعليم كالماء والهواء".

حديثى عن الدكتور طه حسين فى ذكرى رحيله، وقد شاءت المقادير أن يرحل فى 28 أكتوبر سنة 1973، وكأنه كان ينتظر النصر العظيم ليطمئن على مصر بعد أن فارقت مرارة الهزيمة وقد صدق العملاق توفيق الحكيم عندما كتب عن رحيل طه حسين قائلا:- لقد فارقت جسده الحياة بعد أن فارق اليأس روح مصر.

الحديث عن طه حسين بمثابة حكى لتاريخ مصر وهو القروى الفقير الذى فقد بصره وتحمل شظف العيش بجلد تفرد به، ولأجل هذا كان تعبيرا قاهرا الظلام هو الأقرب وصفا لحال ذلك العملاق. كتابات طه حسين أحدثت أثرا فى زمن كانت فيه المعارك أدبية وليست كما نعيش اليوم كلامية ومن ينسى حديث الأربعاء وشجرة البؤس بل والكتاب الأشهر "فى الشعر الجاهلى" الذى فُصل من الجامعة بسببه بعد التشكيك فى إيمانه ليعود بعدها أقوى مما كان، لأنه ما حاد أبدا عن الصواب. طه حسين صاحب "الأيام" تلك الترجمة الصادقة لحياته وينبغى أن تظل فى مناهج التعليم لتتعلم الأجيال من رجل كان بحق عظيم.

فى ذكرى رحيل الدكتور طه حسين مثله لابد وأن يُخلد وحتى الآن لا أثر لتخليد ذكراه وقد كان مأمولا أن تتحول "الفيلا" التى كان يعيش فيها إلى متحف وقد اطلق عليها اسم "راماتان"، فضلا عن إعادة طبع مؤلفاته فى طبعة شعبية لأجيال فارقت الانتماء للغة العربية وقد كان الحارس الأمين على لغة الضاد ولا أنسى أبدا واقعة اصطحابه لمحمد عبد الوهاب، بناء، على طلب عبد الوهاب عند تسجيل رائعة" الجندول" ليصفق أثناء التسجيل وقد أخطأ عبد الوهاب فى نطق عبارة ليعيدها مُجددا ولتلك الواقعة دلالات لاتفارق. فى رثاء طه حسين كتب الشاعر نزار قبانى قصيدة خالدة يقول فيها:- إرم نظارتيك.... ماأنت بأعمى
............إنما نحن جوقة العميان...
ويستطرد فيها نزار قائلا:-
سقط الفكر فى النفاق السياسى
وصار الأديب كالبهلوان
يتعاطى التبخير ...يحترف الرقص...ويدعو بالنصر للسلطان
القصيدة "طويلة"موجعة"تصلح" لكل زمان وكأن" نزارقبانى" يرثى أحوال أمة بأسرها فى رثاء مفكر عظيم
فى ذكرى رحيل عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين....تستمر الأحزان....وما أكثر الأحزان من سوء فِعال "جوقة" العميان .".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة