أكرم القصاص - علا الشافعي

شاكر رفعت بدوى يكتب: سيناء بين فكى الرُحى

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014 02:16 ص
شاكر رفعت بدوى يكتب: سيناء بين فكى الرُحى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ها هى سيناء التى تحصد خطايا الأمس من إهمال جسيم، وترك متعمد طيلة سنوات بغيضة، تطل علينا بتلك الحوادث الإرهابية المقيتة من قتل وسفك للدماء واغتيال لحلم قبل أن تكون تدميرا لوطن.

وبين حالات القتل التى خلقت حالة من الحزن والغضب نظرا لفقد تلك الأرواح على أرض سيناء النبيلة التى اختلطت فيها دماء شهيد مع دماء قاتله لتخلق حالة من التناقض السافر، وتتسبب تلك الدماء فى تأخير حلم التنمية فى سيناء المُنهكة جراء تلك الأفعال الغادرة الناتجة عن لوغاريتمات الإهمال وسنوات الترك التى كان فيها الانتظار والأمل يحدوها للخلاص من التركة الثقيلة التى حتما ستنتهى أمام إرادة صلبة وعزيمة قوية لن تثنيها أو توقفها عن مواصلة هدفها بعض الأياد الخبيثة التى تعبث بها وتريد الخراب لها.

وأمام هذا كله تحمّل الجيش خطايا الإهمال والترك ليقدم أبناءه فداءً للوطن وشاركه أيضا أهل سيناء فى حربه الضارية ضد أعداء الوطن والمتآمرين ضده متحملين كل الصعاب من أجل اجتثاث النبت الشيطانى من التربة التى سقتها دماء الطُهر والعفاف.

لقد تغاضى أهل سيناء عن أحلامهم وصبروا من أجل أن تتحقق أحلامهم ومن أجل تطهير تلك البقعة المباركة مما أصابها وشاركوا الجيش فى مهمته الصعبة الذى ينجزها بإرادة صلدة لا تقبل الهزيمة حتى وإن كان الموت هو الثمن الذى يدفعه أبناؤه.

وإذا كان قرار الحظر وحالة الطوارئ التى فُرضت مؤخرا فى مناطق من سيناء وقبلها إغلاق كوبرى السلام وقطع شبكات الاتصال كإجراءات تأمينية قد خلقت بعضا من الصعوبات لأهل سيناء إلا أنهم يتحملونها بشجاعة رغبة منهم فى مؤازرة جيشهم واقتلاع جذور الإرهاب فيها ودحره.

وبين مخاوف الضياع وسخونة الأحداث فى سيناء يخرج علينا أحد هؤلاء واصما وواصفا أهل سيناء بالعمالة والغدر ومطالبا بعقاب جماعى لهم وكأنه يتعاون مع من يتربصون بجيشنا العظيم وينفذ مخططاتهم اللئيمة فى جريمة قتل معنوى تفتقد إلى القراءة الصحيحة والمتأنية وتستند إلى أحكام جائرة وظالمة تزيد أهل سيناء هموما فوق همومهم وتعمق جراحهم متغافلا أن أهل سيناء هم أحد طرفى معادلة القضاء على الإرهاب ومتناسيا أن سيناء قدمت من أبنائها شيوخا وشبابا قتلتهم يد الإرهاب الآثمة ليس إلا لتعاونهم مع الأمن لحماية أرضهم.

قد يكون هناك من باع نفسه لهواه لكن هذا ليس مبررا أبدا فى صيغة التعميم والهجوم الذى يفتقر صاحبها إلى الرؤية الصحيحة الصائبة ليرتكب إثما كبيرا وجريمة فى حق الوطن ويُوقع سيناء وأهلها بين فكى الرُحى لنكرر خطايا الأمس فى دعوات الإقصاء والتهميش التى عانى منها الوطن من أصحاب الصوت العالى البغيض الذين لا يريدون إلا أن يُسمع صوتهم دون أن يستبينوا أو يستوضحوا أو حتى يُدركوا خطورة ما يقولون.

لقد عاش بعضا من أهالى سيناء حلم أن يروا التنمية واقعا حيا فى أرض سيناء وارتسمت تجاعيد تحاكى تعاريج الصحراء على وجوههم تحكى قصة المعاناة والصبر ولكن لم تسعفهم أعمارهم فى رؤية حلمهم فأوكلوه إلى أبنائهم وأحفادهم كى يصنعوه ويحققوه، وحتما سيحققوه مع جيشهم الباسل حتى لو كان الثمن مزيدا من الشهداء من أجل عودة جزء غال من الوطن عودة حقيقية يعقبها تحقيق الحلم الجميل الذى لن نتنازل عنه شعبا وأرضا ما دام فى العروق حياة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الكاتب احمد المالح

التنمية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة