أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود سعد الدين

معصوم مرزوق سفير حرب أكتوبر

الأربعاء، 29 أكتوبر 2014 08:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صاحب شخصية فريدة، حياته مزيج من كوكتيل المواقف الوطنية، بدأ طالبا فى كلية الهندسة، ثم تركها دون علم أسرته وتقدم للكلية الحربية، وكان بين أوائل الدفعات، التى تم توزيعها على جبهة القتال فى العام 71، وشارك فى الاستنزاف، وظل مدافعا عن مصر حتى بدأت الحرب وتحقق النصر، فعبر مع من عبر من الرجال، وقضى الليلة الأولى فى الجانب الآخر للضفة بكل سعادة وفخر، ثم انتقل بعد ذلك إلى سلك الدبلوماسية وهناك تنقل بين نيويورك وأوغندا والأردن وأمريكا اللاتينية، مدافعا عن مصر فى جبهة قتال جديدة تختلف تمامًا عن أرض المعركة، ولكن تتفق معها فى شعار كبير هو استعادة الحق المصرى.

بطل اليوم ضمن سلسلة أبطال أكتوبر هو المهندس- ضابط الصاعقة خلف خطوط العدو- السفير– مساعد وزير الخارجية معصوم مرزوق، صاحب التعريفات المركبة.. هو واحد من قلائل لايزالون يتمسكون بالماضى وببطولاته، دائما ما يكتب عن أكتوبر، عن مشاهد العبور، عن لحظات الانتصار انطلاقًا من أن الماضى المشرف هو طريق المستقبل الزاهر لبلد تستحق ولشباب صنع ثورتين..

من بين جنود معصوم مرزوق على جبهة القتال، جندى يدعى مصطفى الحادى، وهو فلاح بسيط لا يقرأ ولا يكتب، حاول معصوم مرزوق أن يدربه على استخدام الآربى جى، ولكن دائما ما كان يخطئ الهدف، حتى تحققت المفاجأة يوم 6 أكتوبر، ونجح الجندى فى إصابة الهدف وتدمير 3 دبابات إسرائيلية، وتكرر الأمر يوم 23 وإصاب دبابة إسرائيلية كانت تهاجم القوات المصرية ببراعة فائقة، وصاح فرحا: "أنا جبتها يا فندم أنا جبتها يا حضرة الضابط معصوم.. أنا جبتها يا فندم"، ولكن لم تكتمل فرحة الجندى مصطفى الحادى واستهدفته دبابة إسرائيلية فى مشهد سيئ لا ينساه معصوم مرزوق حتى الآن ودائما ما يصفه بأنه "طار شعاعا وأصبح جزءا من الهواء الذى نتنفسه".

حكاية مصطفى الحادى وغيرها من مئات الأبطال، سردها معصوم مرزوق ضمن أعمال أدبية لسنوات طويلة أبرزها رواية أشجار الصبار، ومجموعة قصص الولوج فى دائرة التية، وحكايات العبيد، وفى كل القصص دائما ما يركز معصوم على الجانب الإنسانى وراء كل بطولة، وراء كل تفصيلة صغيرة فى المعركة تعكس العقلية العسكرية المصرية، ويركز بشكل مكثف على مشاعر ليلة العبور، وكيف تعانق المصريون مع رمال سيناء.

من بين أبرز المواقف فى حياة معصوم مرزوق وقت أن كان فى الخارجية، نجح فى تعديل بنود اتفاقية استرداد الآثار المصرية فى الخارج بروما، بأن ألغى "عدم الأثر الرجعى" للاتفاقية، وهو ما يترتب عليه عودة عشرات المسلات الفرعونية المنتشرة بروما، وللمصادفة أن تعديل الاتفاقية جرى يوم 6 أكتوبر 1993 وفى تمام الثانية ظهر، فى ذكرى حرب أكتوبر، وهو ما اعتبره معصوم عبورا جديدا ولكنه "عبور دبلوماسى".

اليوم، وفى ذكرى نصر أكتوبر، حضرة المهندس السفير المقاتل معصوم مرزوق، شكرا لدورك فى أكتوبر ومن بعده فى الدبلوماسية المصرية، ولأبنائك وأحفادك أن يفتخروا بك..

عزيزى القارئ، خصصت مقالاتى بشهر أكتوبر للكتابة عن أبطال النصر، انطلاقا من الحفاظ على ما تبقى من عطر أكتوبر، أدعوكم لمراسلتى ومشاركتى الكتابة عن أبطالنا الحقيقيين.














مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

ثروت ميلاد

باريت تقرا رسالتي يا معصوم

عدد الردود 0

بواسطة:

رائد سلامة

فارس السلاح و القلم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة