أكرم القصاص - علا الشافعي

نانى تركى تكتب: تلوم ع الحكومة إزاى يا سيدنا

الأربعاء، 29 أكتوبر 2014 12:02 ص
نانى تركى تكتب: تلوم ع الحكومة إزاى يا سيدنا مبنى مجلس الوزراء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"تلوم ع الحكومة إزاى يا سيدنا ونضافتنا ده شىء بإيدنا"، ومنذ متى كانت النظافة بيد الحكومات وحدها!! السنوات الماضية لم تكن الحكومات أوفر حظاً ومع هذا كنا أكثر نظافة، فالنظافة بالأساس ثقافة شعوب وعيون تعشق كل ما هو جميل، فكلما تغيرت ثقافتنا اختلفت نظرتنا للنظافة حتى بتنا نراها منتهى الرفاهية!.

البداية لهذه المناظر المؤذية للقمامة كانت يوم أن قرروا ذبح جميع الخنازير الموجودة تفادياً لمرض أنفلوانزا الخنازير التى انتشرت من الأفراد أصلاً بعد تحور المرض وليس من الحيوانات! قرار متسرع غير مدروس إرضاءً للرأى العام، "أدى آخره اللى يمشى ورا كلام الناس من غير قرار مدروس"، أتذكر جيداً وقتها تحذير البعض من أثر تراكم الزبالة من أن تعتاد عيون الناس على منظر "الزبالة" وهو الأخطر من تراكم "الزبالة" نفسها، وقتها لم أفهم جيداً ناقوس الخطر الذى يدق وكيف للعيون أن تعتاد أو تتأقلم مع المناظر القبيحة!!.

وشيئًا فشيئًا وسنة بعد سنة حدث ما كنا نخشاه ولا نتمناه، الناس تعودت على المناظر القبيحة فعلاً وتأقلمت مع وجود الزبالة بل وأصبح هناك ود وتعاطف بينهما بسبب الحكومة اللعينة مضطهدة الحريات و"الزبالات" ولا تجد لها حلولا جذرية فصاروا لا يجدون غضاضة أبداً من أكوام "الزبالة" المضطهدة وإن لاموا أحد لاموا الحكومة، نعلم جيداً أن الحكومة مقصرة منذ متى لم تكن الحكومات مقصرات ولكن هل هذا مبرر!! "هتعمل إيه الحكومة فى كراكيبك ونظافتك الشخصية ونظافة بيتك والنظافة أمام بيتك؟!" "يا مستنى الحكومة تجيبلك ديو درون وديتول مين دوووووول"!.

لا يا عزيزى لم تأت الحكومات لتربينا من أول وجديد وتعلمنا الحاجات، وإن كان تجب المطالبة الآن بقوانين صارمة حاسمة من أجل النظافة لأننا شعب فقد الحس الجمالى بكل الأشياء فنعم للدكتاتورية لا للديمقراطية فى النظافة.

كنا عندما نشاهد المسلسلات التركى والأحياء الفقيرة هناك كنا نندهش من شعب يستغل أشياء بسيطة كـ"علب صفيح مصدية" ليقوم بوضع النباتات فيها وزراعتها ووضعها فى الشرفات والطرقات منظر لا يمكن أن تخطئه عين النظافة البسيطة غير المكلفة وحب الجمال رغم الفقر، تلك هى المعضلة ثقافة شعب تجاه النظافة ولو اكتفيت فقط بنظافة منزلك وما أمامه لكان حالنا الآن أفضل آلاف المرات فقط حدود نظافتك بيتك وأمام بيتك و هو ليس بالأمر العسير!.

حتى المحلات التجارية وليس الأفراد وحدهم لم يعد لديهم اهتمام بنظافة ما يتعدى حدود محلاتهم ولا أصحاب العمارات أيضاً تهد تبنى تكسر ولا تتحرك من سكونها فى إصلاح ما أفسدته فى الطريق لا أعلم هل هى "تباتة أم غتاتة"!! وهل لذلك علاقة بالمال هل النظافة والشكل الجمالى مكلف إلى هذا الحد الذى جعلنا أهملنا بلدنا صاحبة الحضارات ومعلمة الحضارات الأخرى لنصل لهذا الحال المقزز؟!

إذا كنت يئست من الحكومة فى أمر تراكم الزبالة فليس معناه أن تصمت وتستسلم وتلقى بدلوكم على أكوام القمامة، لماذا لا تتحرك فى مجموعات فى كل عمارة وكل حى وكل شارع مسئولة عن نظافته وشكله الجمالى؟ فإذا لم تنظف أو تجمل المكان للظرف المادية فعلى الأقل لا تكن سبباً فى قذارته مش منك ولا كفاية شرك! ولا تكن متواكلاً تنتظر الحكومة أن تغير لك الحفاضات أنت كبير بشكل كافى لتنظف نفسك.

ولكن كيف تنقل شعبا اعتادت عيناه على كل ما هو قبيح إلى شعب راقٍ يبذل مجهودا ماديا ومعنويا للحفاظ على النظافة التى هى من الإيمان أيتها الشعوب المؤمنة، شعب يرى القذارة شيئا عاديا والشوارع المكسرة مش بطالة حتى ألوان العمارات و ما أعجبها شىء عادى وما الضرر أو التكلفة الإضافية التى ستعود عليك لو اخترت لونا هادئا وجميلا للعين حتى اختيار الألوان بشع وكأننا تخصصنا فى السوقية وقلة الأذواق.

نحتاج لتوعية كبيرة نعم وبرامج كثيرة طبعًا لانتشال المجتمع من وحل القمامة والمناظر القبيحة إلى الرقى فى الذوق والحفاظ على النظافة بأبسط الأشياء وقتها لن تحتاج لماما الحكومة لتساعدك على النظافة واترك لها المهام الجسام خصوصاً فى الفترات العصيبة الثقيلة التى نمر بها فالمهام كبيرة واحمى نفسك أنت الله يباركلك.














مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة