د. سمير البهواشى يكتب: العمل الجماعى هو الحل

لا شك أن النفاق صورة من صور الفساد المنتشرة فى معظم المؤسسات ولكى نقاومه لابد قبل كل شىء أن نقاوم الاستبداد بالرأى لأنه أساس النفاق، ونعمم ثقافة العمل الجماعى فى كل المواقع، فلا يكون الناتج نتاج فرد بعينه بل نتاج فريق، الفرد أحد أعضائه.

إن استبداد المسئول برأيه أيا كان موقعه ومعرفة ذلك عنه يجعل معاونيه والعاملين معه مضطرين إلى نفاقه، زعموا أن أسدا وثعلبا وذئبا خرجوا ذات يوم للصيد فاصطادوا حمارا وظبيا وأرنبا، فقال الأسد للذئب هيا اقسم بيننا، فقال الذئب إن الأمر بسيط الحمار لك والظبى لى والأرنب للثعلب، فضربه الأسد ضربة أطارت رأسه، ثم التفت الأسد إلى الثعلب وقال هيا اقسم أنت فقال الثعلب: الحمار لغدائك والظبى لعشائك أما الأرنب فتصبيرة لك بين الغداء والعشاء، فسر الأسد وهز رأسه ضاحكاً وقال للثعلب: الله ما أقضاك، فمن علمك هذا؟ أجاب الثعلب وهو يطأطئ رأسه وينظر إلى الأرض: رأس الذئب التى طارت ياسيدى!!

إذن فالنفاق وليد الخوف، والخوف وليد الاستبداد ولكى نفلح فى مقاومته يجب أولا أن نمنع الاستبداد بشتى صوره فإذا نجحنا فى هذا نكون قد وضعنا أقدامنا على أول درجة من درجات سلم الإصلاح الحقيقى.