أكرم القصاص - علا الشافعي

صالح المسعودى يكتب: ابن أصول

الخميس، 30 أكتوبر 2014 02:03 ص
صالح المسعودى يكتب: ابن أصول ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رجلٌ كألف وألف كأف.. بتفسير مبسط هناك رجل يساوى ألف رجل كما أن هناك أعدادًا من الرجال (إن صح وصفهم بذلك) لا يساوون أف، وأف هنا تعنى خروج الهواء من الفم فيحدث صوت أثناء مروره بالشفتين أى أنه لا شىء وهذا أقل وصف.

التقيت به للمرة الأولى فوجدته رجلاً فى نهاية العقد الرابع ووصفته هنا برجل لأن هذا الوصف لا يستحقه الكثير فهو أحد فرسان العصر الحديث فإن رأيته عن بعد أحسست بهيبة ألجمت أكثر حديثك داخلك، وإن اقتربت منه أكثر وجدت شخصًا يحمل إنسانية العالم بين يديه.


يعطى عطاء من لا يخاف الفقر، ويهتم بالفقير وذا الحاجة كأنه هو من يطلب من الفقير حتى لا يأخذ من حياء وجهه أكثر مما يعطيه، يبحث بنفسه عن أبواب الصدقات لأنه يعلم أنها دنيا زائلة، ويبادر قبل غيره بتسديد ما عليه من ضرائب بخلاف ما يعتمده من زكاة ماله ومصارفها الشرعية، وعندما تأتى أمامه كلمة ضرائب يبادر ويقول (كثر خير الدولة) تفعل المستحيل فى توقيت خطير وكيف لا نساعدها؟


أردت أن ابحث فيه عنه وكيفية تواجد مثل هذا الفارس فى زمن قلت فيه تلك العملة النادرة. فوجدته أحد أبناء الصعيد بمعنى (ابن أصول) عانى كما لم يعان أحد أى أنه بدأ سلم الحياة من أولها فى صعيد مصر وما أدراك ما صعيد مصر الذى عانى من فترات إهمال صعبة.

لكنه تحدى الصعاب وسافر خارج مصر فى بداية ريعان شبابه لينحت فى الصخر حتى يكون له مكان تحت الشمس فقد كانت مصر نصب عينيه وآمال وأحلام أسرته معلقة فى تحركاته وسكناته فكان خير سفير لعائلته الصغيرة ولأمه الكبيرة، فاستقرت أموره المادية بفضل الله أولا ثم بعزيمته وقوة صبره وتحمله التى اكتسبها من صعيد مصر مصنع الرجال.

ثم عاد لوطنه مصر ليساهم فى بناء وطنه كما كان يحلم طوال السنوات الماضية فكانت بداية مشروعاته (وإن كانت متوسطة) إلا انه اختار مشروعا يستطيع نفع أكبر عدد ممكن من أهليته ففتح عشرات البيوت بخلاف ما يرصده للأسر المحتاجة فى موطنه الأصلى فى صعيد مصر.

عزيزى القارئ لم أكن لأسرد لك ما رأيت لأضيع وقتك ولكننى قصدت مما كتبت أن اظهر لك أن هناك ما زال الخير الكثير فى أبناء هذا الوطن الغالى وأن منهم الكثير من يذوبون عشقا فى تراب وطنهم العزيز.

وقبل أن اختم حديثى فى هذا المجال وجب تنبيه الدولة ومؤسساتها أن هناك الكثير من المصريين الذين يعشقون تراب هذا الوطن وعلى أتم استعداد للمساهمة فى نهضته ولكن كل ما يعرقلهم عن ذلك (تلك البيروقراطية اللعينة) التى توارثناها عبر الأزمنة والعصور السابقة والتى تحتاج ثورة تصحيح لإزالتها من القاموس المصرى فالكثير من عشاق هذا الوطن وفرسان جدد فى أنتظاهر تلك الثورة.














مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة