أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى يكتب :أبناء يهوذا..يتهمون المصريين بأنهم «انقلابيون» وهم الانقلابيون.. انقلبوا على الفطرة الإنسانية فصار البياض فى أعينهم سوادا وصار الحق باطلا

الجمعة، 31 أكتوبر 2014 01:46 م
وائل السمرى يكتب :أبناء يهوذا..يتهمون المصريين بأنهم «انقلابيون» وهم الانقلابيون.. انقلبوا على الفطرة الإنسانية فصار البياض فى أعينهم سوادا وصار الحق باطلا تنظيم داعش
وائل السمرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


الدم ذات الدم، والهواء هو ذاته، والأرض التى تحتضننا كل يوم هى ذاتها، لكنهم نزعوا عن أعينهم البصر والبصيرة، وجرى القيح فى أوردتهم بدلا من الدماء، وصارت الأرض تلفظهم فلم يجدوا إلا الجحور ليتخذوها مأوى لا يخرجوا من مكمنهم إلا لينشروا الفساد فى الأرض مرتكبين أخس الجرائم وأحطها، جريمة خيانة الوطن وطعنه فى ظهره.

نظلم الإرهاب حينما نطلق عليهم لفظ «إرهابيون» فهم لا يرهبون الناس ولا يلقون فى قلوبهم الرعب وإنما يخونونهم، يمشون بيننا ويأكلون طعامنا ويزاحموننا فى الحياة وهم رسل الخيانة والخسة والموت، يستعملهم الأعداء خدما ، فى كل عصر تجدهم وفى كل بلد تقابلهم، وفى كل مصيبة يحتلون صدارة المشهد، هم أبناء يهوذا الذى أسلم جسد المسيح إلى اليهود ومثلما باع يهوذا صاحبه ورسوله بثلاثين قطعة من فضة، يريد «خونة بيت المقدس» أن يبيعوا سيناء إلى الأعداء، فيقبلون عليك متهللين مسالمين حتى تتخيل أن سيحتضنونك، وما إن يقتربوا منك حتى ينفجر الشر من عيونهم وينتشر السم المنقوع فى مسام الهواء.

هل عاد ذو الوجه الكئيب؟
ذو النظرة البكماء والأنفِ المقوّس والندوب


تمر الواقعة بعد الواقعة فلا نستزيد إلا من الإيمان بعمق خيانتهم وخسة أفعالهم، يسهر الجنود على الحدود ليحموا الوطن من الموبقات التى تتسرب إليهم، فيباغتونهم برصاص الغدر فى كل مكان وبتفجيرات جبانة لا يتقنون سواها، فى العريش، فى المنصورة، فى القاهرة، فى الجيزة، يتخفون وسط الناس ويعيشون فى دور البطولة الوهمية بعد أن يصوروا أفعالهم المجرمة ويتخيلوا أنهم بذلك ينتصرون، وهم فى الخيانة يسبحون، وهم ليسوا قضاء وقدرا، لكنهم غثاء قذر، هم جنود الشيطان الذين يؤمنون برسالته ويسخرون حياتهم من أجل العمل على نشرها، فطر الله الإنسان على الخير والمحبة والفضيلة، لكن الشيطان الذى «دخلهم» الآن كما دخل يهوذا من قبل استبدل الشر بالخير والكراهية بالمحبة والفضيلة بالرذيلة، يتهمون المصريين بأنهم «انقلابيون» وهم الانقلابيون ولكن لا يشعرون، انقلبوا على الفطرة الإنسانية وتحدوا الناموس الإلهى فصار الحق عندهم باطلا وصار البياض فى أعينهم سوادا، يستحلون الدم والمال والعرض، ويتخذون من الغدر مهنة ومنهجا.
من أين جاء؟

ويظلّ أهلُ الفضل فينا حائرين
ويتمتمون على مسابحهم وهم يتلاغطون
هذا ابتلاء الله! هذا من تدابير القضاء


وجوههم كئيبة مغبرة، مكسوة بغضب الله، يلبسون رداء الدين ويتخفون خلف آياته الكريمة، لكنهم فى الحقيقة سم مدسوس بين الحشايا والضلوع، شوكة مدفونة بين الجلد واللحم، لا منطق لخيانتهم، ولا ميعاد لها، فمن علاماتها ألا يكون لها علامات، يتفننون فى الطعن من الخلف والضرب «بليل» لا يواجهون ولا يتجرؤون على المواجهة، وهذه هى أوصاف الخيانة المثالية التى تؤكد خسة مرتكبها، لا مجال لتجنبها ولا أخذ الحذر منها، ودواؤها الوحيد هو تجفيف منابعها فكريا وماديا واستئصال جذورها من أرض الوطن، فالتاريخ حفظ لنا أسماء بعينها جعل منها رموزا لأبشع جريمة يمكن أن تواجه الإنسان، أما الآن فقد صار للخيانة اسم جديد هو «خونة بيت المقدس».

ويصفر الدجالُ والقواد والقرّاد والحاوى الطروب
فى عرس ذى الوجه الكئيب


بعد كل عملية من عملياتهم الوقحة يقيمون الأفراح والأعراس ليحتفلوا بإزهاق أرواح الأبرار وسفك دماء الأبرياء، يعشمون أنفسهم بإضعاف أرواحنا عن طريق بث الكآبة فى نفوسنا، ولا يدرون أننا نستقبل هذه الأفعال القذرة بمزيد من الإصرار على استئصالهم من حياتنا وسد منافذ السم الذى يبثونه فى مجتمعنا، وهم فى الحقيقة «سم خالص» يسكن فى أرضنا، فقد فشل الأعداء فى احتلال أراضينا والاستيلاء على مقدارتنا بالمواجهات الاستعمارية والعسكرية، فما كان منهم إلا التخطيط لزرع هذه السموم فى أرضنا، والقتل بالسم طبع الخائنين، فرسول الله، صلى الله عليه وسلم، تعرض للسم فوضعه اليهود له فى الشواء، وعمر بن الخطاب مات بالسم نقع فيه أبو لؤلؤة المجوسى خنجره الذى طعن به الفاروق، ومات الإمام الحسن بن على بن أبى طالب بالسم بعد أن تجرعه ممزوجا باللبن، ومات عمر بن عبد العزيز بالسم بعد أن تجرعه ممزوجا بالمياه، ومات الشاعر امرؤ القيس بالسم حيث قتله قيصر الروم بأن منحه عباءة منقوعة فى السم الزعاف، لكن مع هذا كله يجب أن يكون قدر ابتهاجنا أكبر من قدر آلامنا، فخيانة الخائنين لا تدل إلا على ضعف العدو، فلو كان قادرا على المواجهة لم يكن ليلجأ إلى الخيانة، ولو كان قادرا على أن يواجهنا بالسيف لما اضطر إلى خوض حربه معنا بالسم.

سيموت ذو الوجه الكئيب
سيموت مختنقاً بما يلقيه من عفنٍ على وجهِ السماء
فى ذلك اليوم الحبيب


ولأنهم ضد الفطرة الإنسانية فمصيرهم إلى زوال حتى وإن بعد الأجل وطال الأمد، فالحياة هى سنة الحياة، وليس لرسل الموت مكان سوى فى مقبرة العدم، فلم يذكر التاريخ أثرا لأصحاب دعاوى التدمير والتفجير، ولم يحتفل بهم أحد سوى نسلهم الأبتر الذى ينمو فى مستنقعات الكراهية وفى عفن الليالى السوداء، غرباء عن البشر، طرداء من عالمهم، والغريب أنهم يعرفون ما هم عليه من شذوذ فتراهم منبوذين فى مجتمعاتهم مطرودين من تجمعاتهم، مبعدين من أقربائهم، وإن لم ينهرهم المجتمع ويلفظهم فإنهم يلفظون أنفسهم ولا ينسجمون إلا كما تنسجم الوحوش الضارية فى القفار والصحارى والوديان، لا يخرجون إلا كما تخرج الثعابين، متسللين منزوين مكروهين.

ومدينتى معقودة الزنار مبصرة سترقص فى الضياء
فى موت ذى الوجه الكئيب


يرونه بعيدا ونراه قريبا، فهم يظنون بتلك العمليات الخائنة أنهم يضعفون من عزيمة الشعب المصرى وينالون من جيشنا العظيم، لكن هذا الاعتقاد يثبت أنهم لا يعرفون هذا البلد جيدًا، ولا يدركون أن مصر على طول التاريخ وعرضه أثبتت المرة بعد المرة أنها عصية على الانحناء، كما أثبت شعبها أنه مثل الشجرة الطيبة التى كلما تعرضت لحرارة الشمس نمت وازدهرت، وكلما تجرأ عليها جبار ظنا منه أنه قادر على النيل منها طوته ومضت، وعما قريب سيجتث الشعب المصرى هذه النبتة السامة من أرضه، وسيقتلع جذورها من مكمنها، فلم يُخلق ذلك الذى يستطيع أن يقف أمام صرخة أم مصرية أو آهة أب رأى فرحة عمره تذوى بين يديه على يد حفنة من الخونة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

ابن مصر

الاخوان أعداء الله والوطن

عدد الردود 0

بواسطة:

معتز

مقال رااااااااااااائع

عدد الردود 0

بواسطة:

تامر محمد شحاتة - زفتى- الغربية

مقال مبكي من قلم مصري

عدد الردود 0

بواسطة:

تامر محمد شحاتة - زفتى- الغربية

مقال مبكي من قلم مصري

عدد الردود 0

بواسطة:

Ess

أبدعت فى وصفهم :]

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال عبد الناصر

إلي متي ؟

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة