اللواء طيار ساجى لاشين "نسر المقاتلات" فى حرب أكتوبر.. أصيبت طائرتى فى الجناح الأيمن واشتعلت وحدثت معجزة بصاروخ إسرائيلى جعلها تعتدل وهبطت بالمظلة.. وتبرعت بـ5 فقرات من عمودى الفقرى عام1973

الإثنين، 06 أكتوبر 2014 11:48 ص
اللواء طيار ساجى لاشين "نسر المقاتلات" فى حرب أكتوبر.. أصيبت طائرتى فى الجناح الأيمن واشتعلت وحدثت معجزة بصاروخ إسرائيلى جعلها تعتدل وهبطت بالمظلة.. وتبرعت بـ5 فقرات من عمودى الفقرى عام1973 اللواء طيار ساجى لاشين «نسر المقاتلات» فى حرب أكتوبر
كتب - محمد أحمد طنطاوى " نقلاً عن العدد اليومى"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال اللواء أركان حرب طيار متقاعد، ساجى لاشين، أحد أبطال حرب أكتوبر، إن ما حدث فى 5 يونيو 1967 من هزيمة للجيش المصرى كان بسبب خديعة أمريكا للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حيث طمأنته بأن إسرائيل لن تتعدى على حدود مصر أبدًا، ولن تحارب فى ذلك التوقيت، بالإضافة إلى قرار الانسحاب الذى تم اتخاذه، على الرغم من أن مصر كان لديها أكثر من 80 ألف جندى فى اليمن، ولم يتم استدعاؤهم من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة بعد الهجمات الإسرائيلية على أراضى سيناء.

وحول ذكرياته عن المعارك فى الفترة ما بين يونيو 67، وحتى أكتوبر 1973 روى اللواء ساجى لاشين أنه يوم 5 يونيو كان فى إجازة، واستيقظ على صوت والده فى الساعة التاسعة صباحًا، وهو يخبره بأن الطيران الإسرائيلى ضرب الأراضى المصرية، وقال له: «روح المطار بتاعك الحرب بدأت».

وأضاف «لاشين»: «لبست الأفارول الميرى ونزلت من بيتى على الفور، ولم تكن معى سيارة فى ذلك التوقيت، واستوقفت «تاكسى» من مصر الجديدة، وطلبت منه أن يقودنى إلى مطار كبريت حيث قاعدتى الجوية، مقابل أى مبلغ مالى يطلبه، وبالفعل اصطحبنى السائق إلى مقر مطار كبريت، ورفض تقاضى مليم واحد، وقالى لى: عيب لما تكون أنت رايح تحارب وتدافع عنى وأنا أنتظر أجرة التاكسى، ودعا لى بالنصر والسداد».

واستطرد لاشين: «أول طلعة عمليات قمت بها كانت يوم 6 يونيو 67، وكانت المهمة تأمين انسحاب لواء مدرع من سيناء، وتغطيته حتى الإجلاء إلى الضفة الغربية لقناة السويس، وبالفعل قمنا بالطلعة من خلال الممر الفرعى بعدما دمر الطيران الإسرائيلى الممر الرئيسى بشكل كامل، وبتوفيق الله استطعنا تأمين خروج اللواء المدرع من سيناء، وبعد إتمام العملية هبطت فى مطار المنصورة، ثم بعد ذلك تم استدعائى للمشاركة مع الطائرات المصرية فى الحرب بسوريا وجنوب لبنان».

وأضاف «لاشين»: «قمت بعشرات الطلعات الجوية فى سوريا ولبنان، ثم عدت إلى القاهرة مرة أخرى للتدريب على حرب أكتوبر الكرامة والعزة، وكانت التدريبات متقدمة جدًا، وقبيل الحرب بنحو ثلاثة أشهر اجتمع الرئيس الراحل أنور السادات مع قادة الأسراب المقاتلة، وتحدث معنا حول الحالة التى تعيشها مصر فى ذلك التوقيت، وأكد أن الجيش سوف يحارب لا محالة، حتى يستعيد الجندى المصرى كرامته وسمعته، وخط بارليف لن يحمى إسرائيل من هجماتنا، ولابد من استعادة كامل مدن سيناء، ونفتح قناة السويس للملاحة الدولية».

وفى رده على سؤال حول توقيت بدء المعركة، ومدى علمه بخبر التحرك للحرب قال اللواء ساجى لاشين: «الوضع فى القوات الجوية يختلف عن القوات البرية، فلابد أن يدرس الطيار المهمة التى ينفذها جيدًا ويحدد أهدافه بمنتهى الدقة، بالإضافة إلى تنسيق توقيتات التحرك من مختلف المطارات والقواعد الجوية، لذلك يعرف قائد السرب قرار الحرب قبلها بنحو 24 ساعة تقريبًا، حتى يعد كامل قواته وطائراته ويعيد تقييم الموقف وفق ما لديه من قدرات وإمكانيات»، لافتًا إلى أنه لا يمكن بأى حال من الأحوال مفاجأة الطيارين الساعة العاشرة صباحًا بأنهم سيضربون أهدافًا فى إسرائيل الساعة 2 ظهرًا.

وحول ذكرياته مع يوم السادس من أكتوبر قال اللواء «لاشين»: «كنت قائدًا لأحد الأسراب المقاتلة القاذفة، وكنت مكلفًا بتدمير مواقع صواريخ الهوك فى سيناء، حتى يتم التمهيد للقوات البرية وتتمكن من التحرك فى أعماق سيناء، وفى أثناء الاستعداد لتنفيذ الضربة وجدت قوات العدو فى طابور اصطفاف، فكان على أن أفاضل بين ضرب الطابور أو ضرب موقع صواريخ الهوك، وقررت فى ثوان معدودة إطلاق قذيفة على الطابور، ثم انخفضت بالطائرة وقصفت موقع صواريخ الهوك، لأفتح للقوات البرية طريقًا آمنًا للدخول إلى سيناء».

وأضاف اللواء «لاشين»: «أهم طلعة طيران قمت بها فى حياتى كانت فى يوم 23 أكتوبر عام 1973، خلال الاشتباك مع العدو حول منطقة الثغرة فى الدفرسوار، واشتبكت مع الطائرات الإسرائيلية، وأصيبت طائرتى فى الجناح الأيمن، وتلقت الكابينة طلقة من مدفع رشاش مثبت على إحدى طائرات العدو، الأمر الذى أدى إلى اشتعال الطائرة، وكان يجب أن أقفز فى هذه اللحظة إلا أننى لم أتمكن من ذلك نظرًا لتعرض الكرسى المؤهل للقفز من الطائرة لمشكلات فنية، وأمامى عدادات الطائرة تشير إلى أن درجة الحرارة مرتفعة جدًا، والطائرة على وشك الانفجار، وأمامها دقائق وتسقط على الأرض، حتى حدثت المعجزة وأطلق طيار إسرائيلى صاروخاً على طائرتى، مما أدى إلى استعادة وضع كرسى الطيران مرة أخرى وقفزت من الطائرة، حيث احتميت بتبة صغيرة حتى أنقذنى مقدم من القوات البرية، وحملنى فى مدرعته إلى أقرب مستشفى، وفيها أخبرونى بأن هناك ضغطًا فى 5 فقرات من العمود الفقرى ولا يمكننى التحرك حتى أتماثل للشفاء، إلا أننى أصررت على التحرك بعربة إسعاف إلى موقعى بالمطار لإرشاد الطيارين الذين يعملون تحت قيادتى، حتى لا تتأثر روحهم المعنوية ويستكملوا مهامهم بنجاح».

وقال اللواء ساجى لاشين لقد تبرعت لصندوق «تحيا مصر» عام 1973 بــ5 فقرات من عمودى الفقرى، وأنا مستعد الآن للتبرع بـ25 الموجودة الآن لو أمر الرئيس عبدالفتاح السيسى، فداء لمصر وشعبها الطيب الذى يضرب دائمًا أعظم مثل فى البطولة والفداء.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة