سفير إريتريا بالقاهرة: جنوب البحر الأحمر فى خطر وننتظر موافقة مصر والسعودية على مبادرة الحفاظ على أمنه.. إثيوبيا حليف الغرب بإفريقيا وتنفذ ما يرغبونه نيابة عنهم

السبت، 15 نوفمبر 2014 03:22 م
سفير إريتريا بالقاهرة: جنوب البحر الأحمر فى خطر وننتظر موافقة مصر والسعودية على مبادرة الحفاظ على أمنه.. إثيوبيا حليف الغرب بإفريقيا وتنفذ ما يرغبونه نيابة عنهم فاسيل جبرسيلاسى تكلا سفير إريتريا بالقاهرة
كتب يوسف أيوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ـ ضعف التواجد المصرى فى إفريقيا أدى لظهور قوى أخرى.. وحزنت لتجميد عضوية مصر فى الاتحاد الإفريقى واعتبرتها مأساة

ـ نواجه مشكلة فى توفير العملة الصعبة سنعمل على حلها العام المقبل.. ونرحب بالمستثمر المصرى الجاد

ـ نعيش حالة لا حرب ولا سلم مع الإثيوبيين.. وبعض وسائل الإعلام العربية تسعى إلى تشويهنا اعتماداً على تقارير استخباراتية أمريكية وإسرائيلية

ـ لا وجود لقواعد عسكرية أجنبية على أراضينا.. وتربطنا بإسرائيل علاقات دبلوماسية فقط.. وقطر لها كتيبة عسكرية على حدودنا مع جيبوتى


أكد فاسيل جبرسيلاسى تكلا سفير إريتريا بالقاهرة، أنه بين بلاده ومصر مساحة واسعة من التعاون والتفاهم الاستراتيجى لوجود مشتركات فى الأمن القومى لكلا الدولتين، متمثلا فى السودان والصومال، فضلا عن أمن وسلامة البحر الأحمر الذى يواجه تحدياً حالياً خاصة فى منطقة الجنوب، بعد استمرار تواجد سفن عسكرية تابعة لقوى أجنبية بدعوى محاربة القرصنة، فضلا عن وجود اضطرابات فى اليمن أدت إلى سيطرة الحوثيين على مفاصل الدولة، وتشير تقارير إلى توجههم ناحية مضيق باب المندب بما سيؤثر على أمن المنطقة، وستمتد أثاره إلى مصر، وتحديداً مشروع قناة السويس الجديدة الذى تشرع الحكومة المصرية فى تنفيذه حالياً .

وقال جبرسيلاسى "فى إريتريا نؤمن بأننا إذا لم نحافظ على السلام فى البحر الأحمر، فلن يكون هناك معنى لوجود موانئ إريترية، كما أن قناة السويس الجديدة لن يكون لها جدوى، لذلك اقترح الرئيس أسياس أفورقى على مصر بقوتها والسعودية بموقعها عقد لقاء لدول البحر الأحمر، للحفاظ على أمن البحر الأحمر، لكن لم ينفذ المقترح إلى الآن رغم موافقة مصر عليه"، موضحا أن هذه المبادرة مازالت موجودة على طاولة النقاش، ونحن فى حاجة لها الآن لمواجهة التهديدات التى تحيط بالبحر .

سفير إريتريا علق على رفض الدول المطلة على البحر الأحمر وجود إسرائيل ضمن هذه المبادرة بقوله، "أعلم أن الدول العربية ترفض وجود إسرائيل، لذلك من الممكن أن تجلس مصر والسعودية وإريتريا واليمن والأردن وجيبوتى والسودان، ليتفقوا على آلية للمحافظة على السلم والأمن فى البحر الأحمر بدون دعوة قوات أجنبية، لكن المهم أن يجلسوا ".

وأشار سفير إريتريا بالقاهرة فى لقاء مع عدد من الأكاديميين والباحثين والصحفيين المهتمين بمنطقة القرن الإفريقى إلى أهمية مصر بالنسبة لبلاده، وقال إن القاهرة بدأت فى استضافة الإريتريين فى الأربعينات، وقت أن كانت مصر وإريتريا تحت الاحتلال الإنجليزى، فكانت عملية دخول الطلبة الإريتين للقاهرة سهلة، وفى عام 1952 تم افتتاح مكتب لاتحاد الطلاب الإريتريين بالقاهرة وكان بمثابة سفارة يصدر وثائق رسمية معترف بها من الحكومة المصرية، لافتا إلى أن مصر استضافت أول مكتب للثورة الإريترية التى أعلنت تحولها لثورة مسلحة من القاهرة فى 1 سبتمبر 1961.

وشدد جبرسيلاسى على عمق العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وأسمرا، وقال إن رئيس إريتريا أسياس أفورقى منذ إعلان استقلال بلاده وحتى الآن زار مصر 22 مرة، ويعد أكثر رؤساء إفريقيا زيارة لمصر، لافتاً إلى أن هذه الزيارات كان هدفها بناء علاقات استراتيجية، مضيفا "أول رسالة تلقاها الرئيس السابق عدلى منصور بعد اختياره رئيساً كانت من الرئيس أفورقى الذى كان أيضاً أو من قام بزيارة رسمية إلى القاهرة بعد تولية الرئيس عبد الفتاح السيسى منصب الرئاسة"، مؤكداً على أن علاقات إريتريا بالقاهرة "ليست موجهة لأى دولة أخرى، وليست اصطيادا فى المياه العكرة، كما أننا لا نستغل التوتر فى العلاقات المصرية الإثيوبية، لأن من مصلحتنا وجود علاقات جيدة بين القاهرة وأديس أبابا"، موضحاً "أن إريتريا تحرص على أن تكون مصر قوية وسط القارة الإفريقية وليس مع إثيوبيا أو إريتريا فقط"، لكنه أبدى حزنه لغياب مصر عن إفريقيا، وقال "مصر بعدما كانت رائدة فى إفريقيا نجدها تخلت عن القارة وعن دورها وتقديم الدعم والمساعدة، وهناك من يقول إن مصر تعاقب الأفارقة بسبب محاولة اغتيال مبارك فى أديس أبابا، لكن الحقيقة أن من نفذوا العملية هم مصريون انطلقوا من دولة عربية، لكن من دفع الثمن هى إفريقيا".

وأشار سفير إريتريا إلى أن ضعف التواجد المصرى فى إفريقيا أدى لظهور قوى أخرى مثل نيجيريا وجنوب إفريقيا وكينيا وإثيوبيا، مؤكدا على أنه حزن بعدما علم بقرار الاتحاد الإفريقى بتجميد عضوية مصر بعد 30 يونيو، ووصف القرار بأنه كان "مأساة"، وقال "الآن رفضوا تجميد عضوية بوركينا فاسو فى الاتحاد عكس ما فعلوا مع مصر، وهو ما زاد من حزنى لأن وضعية مصر فى القارة تأثرت، لكن الآن ألمس وجود توجه صادق للعودة إلى إفريقيا، فالرئيس عبد الفتاح السيسى لديه رغبة لكى تعود مصر إلى بيتها الأساسى والطبيعى فى قلب القارة، لكن هذه العودة ستأخذ بعض الوقت وتحتاج لعمل جاد".

علاقات استراتيجية تحتاج لتعاون اقتصادى قوى، هذا ما طرحته "اليوم السابع" أثناء حضورها اللقاء، ووافق عليه فاسيل جبرسيلاسى تكلا، موضحاً أن "الاستثمار فى إريتريا حالياً لا يحقق نجاحاً، لأن البلد تمر بظروف اقتصادية صعبة نتيجة العقوبات الأمريكية والغربية، فنحن نعانى من أزمة مالية لا نستطيع معها توفير العملة الصعبة، والحكومة تعمل حالياً على حل هذه الأزمة، ومن المتوقع حلها خلال العام المقبل، خاصة بعد اكتشاف الذهب الذى بدأنا فى تصديره، كما أن هناك 17 شركة أجنبية تعمل فى إريتريا حالياً فى عملية استخراج الذهب، واللآن اكتشفنا البوتاس ومن الممكن خلال عامين أن نبدأ عملية تصديره، وسيساعد ذلك على حل مشكلة العملة الصعبة، وبالتالى حل غالبية المشاكل التى قد تواجه المستثمرين الأجانب ومن بينهم المصريون".

وأضاف جبرسيلاسى "نتباحث حالياً مع المسئولين المصريين حول الاستثمار فى إريتريا"، لكنه أكد فى الوقت نفسه على أن بلاده تهتم بالمستثمر الذى ينظر لغد وليس اليوم، أو بمعنى آخر "المستثمر الجاد، وقال "السوق الإريترى صغير لكن يمكن الاستفادة من مميزات وجودنا فى اتفاق الكوميسا، كما أن إريتريا الدولة الوحيدة التى لا يوجد بها فساد".

وتناول جبرسيلاسى رصداً تاريخياً لمعاناة بلاده من المماطلة والاحتلال الإثيوبى، ولعله كان يريد توصيل رسالة للمصريين بعدم الوثوق فى الوعود الإثيوبية الخاصة بسد النهضة، وبدأ بقوله إن إريتريا لم تكن أبداً جزءاً من إثيوبيا، مشيراً إلى أن إريتريا تحررت عسكرياً من الاحتلال الإثيوبى فى 24 مايو 1991، وهو ما أغضب الولايات المتحدة والغرب ممن كانوا يرون أن استقلال إريتريا أمر غير مرغوب فيه، وأن أقصى شىء هو منحها حكما ذاتيا متطورا داخل إثيوبيا، لذلك أحدث تحرير إريتريا صدمة للأمريكان الذين عملوا على عرقلة إشراف الأمم المتحدة على استفتاء تقرير المصير، إلى أن أجرى فى 1993 بتصويت 99,99% من الإريتريين لصالح الاستقلال، ثم بدأ العالم يعترف بدولة إريتريا ويقيم علاقات دبلوماسية معها.

وأشار سفير إريتريا إلى أن بلاده سعت نحو إقامة علاقات مميزة مع كل دول العالم، ومن بينها بالطبع إثيوبيا التى كانت تحتل إريتريا، وقال "فتحنا الحدود مع إثيوبيا، وكان التنقل بين الدولتين ببطاقات الهوية، لأننا كنا ولازلنا نؤمن بأن مستقبلنا مرتبط بالمنطقة التى نعيش فيها، ومن بينها إثيوبيا، لذلك فتحنا صفحة جديدة مع الإثيوبيين، وساعدنا ميليس زيناوى لكى يصل إلى كرسى السلطة هناك".

جبرسيلاسى مؤمن مثل كل الإريتريين بأن إثيوبيا هى أكبر حليف للغرب والولايات المتحدة فى إفريقيا، لذلك فإنها تسعى لتنفيذ ما يرغبون به نيابة عنهم، وهو ما أدى لتوتر العلاقات بين أسمرا وواشنطن، موضحاً "أن الولايات المتحدة أرادت فرض إملاءاتها على إريتريا، ومنها عودة القاعدة الأمريكية العسكرية فى أسمرا، ومنحهم تسهيلات فى البحر الأحمر، وهو ما رفضناه فبدأت الخلافات مع واشنطن، ثم حدث التدخل الأمريكى فى الصومال، وهو ما رفضناه أيضاً فكانت النتيجة أنهم دفعوا إثيوبيا عام 1997 لإعلان الحرب رسمياً على إثيوبيا بسبب منطقة حدودية، حكمت لنا محكمة العدل الدولية فيما بعد بأحقيتنا فيها، لكن أديس أبابا رفضت تنفيذ الحكم حتى الآن"، مشيراً إلى أن إثيوبيا دخلت هذه الحرب لسبب وحيد أن رئيس وزراء إثيوبيا منذ أن وصل للسلطة فى بلاده وكان ينوى الاستقلال بإقليم تيجراى عن إثيوبيا، وهو الإقليم الذى يقع فى شمال إثيوبيا ويحده من الشمال إريتريا ومن الغرب السودان، لذلك نص فى دستور إثيوبيا على إعطاء الأقاليم حق الاستفتاء على الانفصال وهى مادة غريبة ليس لها وجود إلا فى الدستور الإثيوبى، لأنها تحقق رغبة زيناوى الذى حاول الاستقلال بالإقليم، لكنه عمل على أن يكون له منفذ على البحر الأحمر، فلجأ على افتعال أزمة حدودية مع إريتريا لكى يحتل منطقة على البحر الأحمر .

وأكد جبرسيلاسى على أن الوضع حاليا بين أسمرا وأديس أبابا هو لا حرب ولا سلم، مؤكداً على أن إثيوبيا من خلال الدعم الغربى تريد أن تفرض نفسها كقوة إقليمية فى القرن الإفريقى، فالجيش الإثيوبى تحرك للصومال بقرار أمريكى رغم وجود قرار أممى بعدم تدخل دول جوار الصومال، ثم جرت عملية تفتيت الصومال لصالح إثيوبيا، وهو ما حدث أيضاً مع السودان التى قسمت.

وأشار سفير إريتريا فى اللقاء إلى أن بعض وسائل الإعلام العربية تسعى إلى تشوية بلاده عن عمد بالاعتماد على تقارير استخباراتية أمريكية وإسرائيلية، يتم تداولها بالتزامن مع كل زيارة يقوم بها الرئيس أفورقى إلى دولة عربية، من خلال الترويج لبعض الشائعات مثل وجود قواعد عسكرية إيرانية وإسرائيلية فى إريتريا أو أن أسمرا تستضيف عددا من الحوثيين لتدريبهم على يد عناصر تابعة لحزب الله اللبنانى.

حينما تحدث جبرسيلاسى عن فكرة التشوية كانت البداية لسؤاله عن حقيقة علاقات بلاده ببعض الدول التى تثير أزمات فى الإقليم حاليا، وكانت البداية بإسرائيل، حيث أكد أنه "بعد التحرير قررت إريتريا إقامة علاقات مع جميع الدول، ووقتها قالت إسرائيل إنها ستعترف بإريتريا وتريد تبادل دبلوماسى ووافقنا على ذلك بتبادل فتح السفارات لكن لا يوجد ما هو أكثر من ذلك فعلاقاتنا معها دبلوماسية فقط، ولا وجود لأية قواعد عسكرية إسرائيلية أو غير إسرائيلية على الأراضى الإريترية، لأنه ببساطة لو كنا وافقنا على إقامة هذه القواعد ما عشنا هذه اللحظات الصعبة وما فرضت علينا العقوبات".

وحول علاقات بلاده بتركيا، قال سفير إريتريا إن هذه العلاقة بدأت منذ سبعة أشهر فقط بتبادل فتح السفارات فى أنقرة وأسمرا، كما تم تسيير خط طيران مباشر بين البلدين، ومنذ أسبوع تقريباً زار إريتريا وفد من المستثمرين الأتراك، لافتا إلى أن لتركيا علاقات واستثمارات قوية فى كل دول القرن الإفريقى وليس إريتريا فقط، فالأتراك كما قال لهم استثمارات فى السودان وجيبوتى وإثيوبيا، كما أنها الدولة الوحيدة التى تصل طائراتها مباشرة إلى الصومال .

وحول العلاقة مع إيران قال جبرسيلاسى "ليس لدينا تبادل للتمثيل الدبلوماسى، فسفيرنا فى الخرطوم هو سفير غير مقيم لنا فى طهران، وكذلك سفير إيران فى الخرطوم هو سفيرهم غير المقيم فى أسمرا".

وحول قطر قال سفير إريتريا إن "قطر بدأت تتواجد فى إريتريا عقب نشوب خلاف حدودى بيننا وبين جيبوتى التى أصر رئيسها على أن تكون قطر هى الوسيط للحل وبالفعل ذهب الرئيسان الإريترى والجيبوتى إلى الدوحة ووقعا اتفاقية، واقترحت قطر وقتها أن تعود القوات الإريترية إلى الخلف عدة كيو مترات، على أن تحل بدلاً منها كتيبة قطرية لكى تكون الفاصل بين البلدين على الحدود، وهو ما حدث بالفعل، كما أن قطر تربطنا بها علاقات قوية خاصة فى عهد الأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة، الذى أراد تشجيع اتفاقية الشرق بين السودانيين وتكفل بإنشاء طريق بين السودان وإريتريا، فضلا عن أن مستثمرين قطريين طلبوا استغلال جزيرة دهلا- أحد أكبر الجزر الإريترية- سياحياً لتكون مثل مدينة شرم الشيخ لكن المشروع متوقف الآن".

يذكر أن فاسيل جبرسيلاسى تكلا مولود فى القاهرة لأب إريترى وأم مصرية، وتلقى تعليمه من الابتدائى حتى حصل على بكالوريوس السياسة من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالقاهرة، وفى 2007 اختير سفيراً لبلاده لدى القاهرة، ثم غادرها فى 7 يناير 2011 ليكون سفيراً لإريتريا لدى فرنسا، قبل ثورة 25 يناير بأسبوعين، ثم عاد مجدداً إلى القاهرة سفيرا مرة ثانية ، ويلقبونه بأنه سفيراً لبلده فى بلده .


موضوعات متعلقة ..
سفير إثيوبيا بالقاهرة: "إفريقيا بعيون مصرية" يساعد فى فهم القضايا المشتركة










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

أثيوبيا تلعب بمصر كما تشاء .. ولا أعلم السبب

السبب ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

El Mouselhi

يارب حد يفهم كلام سعادة السفير المحترم

عدد الردود 0

بواسطة:

ع/عطاالله

نقطة على مصر تبخرت

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة