أكرم القصاص - علا الشافعي

د. ناجح إبراهيم يكتب: 28 نوفمبر.. السيناريوهات والاحتمالات والمآلات.. ستنتصر الدولة المصرية فى النهاية وسيمر اليوم بمكاسبه وخسائره كأحد الأيام الصعبة

الخميس، 27 نوفمبر 2014 06:35 م
د. ناجح إبراهيم يكتب: 28 نوفمبر.. السيناريوهات والاحتمالات والمآلات.. ستنتصر الدولة المصرية فى النهاية وسيمر اليوم بمكاسبه وخسائره كأحد الأيام الصعبة ناجح إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المصريون هذه الأيام فى قلق شديد على بلادهم وأنفسهم وأولادهم وجيشهم ومؤسساتهم، خشية أن يتحول يوم 28 نوفمبر الحالى إلى يوم دموى تراق فيه الدماء، أو نارى تحرق فيه الممتلكات العامة والخاصة، أو يوم للثأر والانتقام تحرق فيه القلوب والنفوس، ويتم فيه تنفيس كل الكراهية والأحقاد التى نشأت جراء الصراعات السياسية المريرة التى مرت بها مصر، والتى ترعرعت فى القلوب والنفوس طوال ثلاث سنوات كاملة.

لقد انطلقت دعوات كثيرة من خارج مصر تدعو الشباب المصرى المسلم إلى ثورة مسلحة تقضى على الحكومة المصرية الحالية، وتقصيها من كراسى السلطة، وتعيد ثورة 25 يناير إلى مكانتها ومكانها، وتعزز الهوية الإسلامية لمصر، وذلك بحسب البيانات التى صدرت عن الجبهة السلفية التى أطلقت أولى الدعوات لهذه الثورة.

لقد بدأت هذه الدعوات من تركيا ببيان للجبهة السلفية، ثم قام م. عاصم عبدالماجد بدعم هذه الدعوة، وتأييدها فى حواره مع صحيفة «الشروق» القطرية، مرددًا عبارات مفادها أن «زمن السلمية قد انتهى، وأن هذه السلمية هى التى ضيعت الحكم من الإخوان»، لكنه ما لبث بعد عدة أيام أن أصدر بيانًا باسمه على صفحته فى «فيس بوك» ينفى فيه ما نشرته جريدة «المصريون» المصرية دون أن يتطرق إلى جريدة «الشروق» القطرية التى هى أصل وأساس الموضوع، ونفى فى هذا البيان دعوته لثورة مسلحة أو تبنيه لها.

وبعدها قامت الدعوة السلفية السكندرية وحزب النور بحملة موسعة ضد هذه الدعوة، وعقدت عدة مؤتمرات فى محافظات كبرى تحذر من خطورة هذه الدعوة، وعلقت لافتات فى الإسكندرية كلها تقول: «لا للعنف.. لا للتكفير.. لا للتخريب.. لن نتظاهر يوم 28».

وقد توقع البعض أن ترفض جماعة الإخوان هذه الدعوة، لكنها قبلتها ودعمتها وأيدتها، وأصدرت بيانًا تدعو فيه أبناءها للمشاركة فيها.

وكانت المفاجأة الثانية فى رفض الجماعة الإسلامية المصرية هذه الدعوة صراحة ودون مواربة على لسان د. عصام دربالة، رئيس مجلس الشورى فيها.

ومع تطور الأحداث والاهتمام الإعلامى والسياسى الكبير بهذه الدعوة للثورة المسلحة، قامت قوات الأمن بالقبض على الكثير من قادة الجبهة السلفية، حينما داهمتهم وهم مجتمعون فى إحدى الشقق، كما أنها قبضت على بعض قياداتهم الفاعلة فى المنصورة والإسكندرية والقاهرة وغيرها، فى خطوة استباقية إجهاضية للأحداث، وللتقليل من احتمالات نزيف الدماء فى الشوارع، أو وقوع حصار للمؤسسات أو تفجيرات بالقرب منها.

وقد بدأت باكورة فعاليات 28 نوفمبر فى الجمعة التى سبقتها، حيث تظاهر بعض الشباب فى منطقة المطرية، وهتفوا هتافات مؤيدة لـ«داعش».. ومن المعروف أن مناطق المطرية وشبرا وبنى سويف والفيوم وإمبابة والمنصورة والشرقية تحوى مجموعات تكفيرية مؤيدة للشيخ حازم أبوإسماعيل، ومؤيدة أيضًا لجماعة «أنصار بيت المقدس» التى قامت بمعظم التفجيرات والمذابح الكبرى فى سيناء والدلتا للجيش والشرطة، والأخيرة أعلنت مبايعتها لـ«داعش».

وهذا الهتاف لـ«داعش» يعد نوعًا من الغباء السياسى الخطير الذى بدأت به هذه الفعاليات التى ستحوى تكفيريين مؤيدين لـ«داعش» فكريًا ونفسيًا.. وأظن أن الإخوان لن يستطيعوا السيطرة على هتافات وشعارات وأعلام هذه المجموعات، مما سيسبب إشكاليات كبرى للإخوان فى المستقبل لم يحسبوا لها حسابًا من قبل.

هذه هى قصة يوم 28 نوفمبر الحالى، فما مغزى كل هذه القصة؟ وما السيناريو الذى يمكن توقعه فى هذا اليوم؟

أولا: السيناريوهات المتوقعة:

1 - قيام تظاهرات تخرج بعد صلاة الجمعة، أو فى أوقات غير نمطية، ومن أماكن جديدة غير معهودة للأمن، وبطرق وتكتيكات جديدة، بحيث تتفرق وتختفى التظاهرات من مكان، وتتجمع فى مكان آخر لإنهاك قوات الأمن.

وقد يرفع بعض المتظاهرين المصاحف لإجبار الأمن على عدم تعقبهم أو مطاردتهم، وقد تسقط المصاحف خلال الكر والفر بينهم وبين الشرطة، وقد يدوس الجنود المصاحف وهم يطاردون المتظاهرين لتكون هذه هى لقطة الموسم التى تسوق إلى الدنيا كلها، ويظل البعض يدندن حولها عامًا كاملًا، وتُستغل أسوأ استغلال.

لذلك يجب على الجنود الحذر من ذلك، بل تخصيص بعض الجنود لرفع المصاحف من على الأرض إذا سقطت، لأن هذه اللقطة بالذات قد تكون الهدف الأساسى من كل التظاهرات، وسوف تكون هناك مجموعات متخصصة للتصوير، والرفع الفورى على الـ«يوتيوب»، لذا ينبغى على الدولة أن توثق أيضًا الحدث بكل تفاصيله.

وعلى الدولة ألا تستجيب لبعض الإعلاميين الحنجوريين الذى ينظرون تحت أقدامهم، ويحرضون الدولة والشرطة والجنود تحريضًا مباشرًا على القتل فى سذاجة وسفاهة، حتى قال بعضهم «لا نريد مقبوضًا عليهم، نريد قتل الجميع»، ولا أدرى كيف يقال ذلك فى قنوات محترمة، وفى دولة فيها قانون ودستور، فهناك قوانين تضبط كل شىء، وهناك إجراءات محددة لكل شىء، ولكل فعل رد فعل مساوٍ له، فالمظاهرة التى تصرف بالمياه لا يطلق عليها الغاز، والتى تفرق بالغاز لا يطلق عليها الخرطوش، ثم إن دعاوى القتل نفسها مجرمة، أما القتل نفسه فسيصور ويراه العالم كله.

إن أمثال هؤلاء الإعلاميين يضرون الدولة أكثر مما ينفعونها، وإذا كانت لى نصيحة أنصحها للدولة، فهى ضبط النفس، والتصرف بحكمة وعقل وبمقتضى الحال، وبالتدرج والأناة فى استعمال القوة، حتى لا تتكرر مأساة «رابعة» التى تعانى الدولة حتى الآن من آثار فضها بالقوة المفرطة ودون تدرج.

كما أننى أود أن أقول لمن يريد حمل المصاحف فى هذه المظاهرات، إن القرآن لم ينزله الله لذلك، بل أنزله سبحانه لتطهير القلوب والنفوس من أدرانها، وللعمل به والدعوة إليه، وهذه البدعة لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدًا، ولم يقم بها الخلفاء الراشدون المهتدون الذين يُقتدى بهم حتى قيام الساعة.

كما أن حمل المصحف فى الصراع السياسى هو نوع من الابتذال له، وتعريضه للإهانة دون مبرر، والقرآن منزه ومقدس عن أن يدنس فى الصراع السياسى، مما يعرضه لطعن الطاعنين، وهمز الهامزين.

إن المصحف الشريف أعظم وأسمى وأقدس من أن تدوسه الضمائر الخربة، باستخدامه دون وجه حق فى صراعات سياسية على مناصب تافهة وكراسى زائلة، هؤلاء يعرضون كتاب الله العظيم أن تدوسه الأقدام أثناء الكر والفر، فيرى العالم كله كيف أهان المسلمون كتابهم، وكيف عرضوه لهذا.

يا قوم.. يا عالم.. يا هوو.. يا من له أدنى ضمير حى: ابعدوا كتاب الله عن هذا الصراع السياسى المقيت، فالقرآن حق مطلق لا شبهة فيه، أما الصراعات السياسية فكل ما فيها نسبى مشكوك فيه، ولا يستطيع طرف من الأطراف أن يدعى امتلاكه الحق أو الصواب المطلق.

إن الدعوة لرفع المصاحف تعد أول سابقة فى تاريخ مصر كله، وهى لن تجعل الناس تتعاطف مع من يحملون المصاحف أو مع من يدوسونها، لكنها ستمقت الفريقين وتكرههما، والأولى بالمقت هو كالذى أعطى الذريعة لإهانة المصحف، ألا يتدبر هؤلاء قول الله تعالى «وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ».. إنها حكمة القرآن العظيمة فى قطع وسد الذرائع التى تدعو للإساءة للدين أو سب المولى سبحانه وتعالى، فلا تسب معتقدات المشركين أو تسبهم فيسبوا الله عدوانًا وظلمًا بغير حق، لكن رغبة هؤلاء فى الانتصار على الدولة المصرية أنستهم كل قواعد الشريعة.. إن الدين أعظم من الحكم، وإن المصحف أغلى من كل كراسى السلطة، فلتذهب السلطة وكراسيها ومناصبها ومتاعها إلى الجحيم، وليبق الإسلام والدين والمصحف عزيزًا كريمًا مصونًا من الجميع.

2 - القيام بتفجيرات صغيرة غير مؤثرة بالمتفجرات المحلية الصنع فى أماكن التجمعات والخدمات، مثل المترو والترام والسكك الحديدية وشبكات الكهرباء، وبالقرب من المحاكم، أو بعض الكنائس، أو بعض المناطق السياحية المهجورة، بحيث تحدث هذه التفجيرات فرقعة وأصواتًا شديدة دون إصابات تذكر فى الأفراد أو الأبنية بغرض تشتيت جهود الأمن، ونشر الفزع والرعب بين الناس، وتظهر بمظهر العاجز عن الملاحقة والمتابعة، وفى الوقت نفسه تكون حصليتها النهائية صفرًا.

3 - تفجيرات حقيقية قوية وفى أماكن جديدة غير سيناء، تقوم بها مجموعات من «أجناد مصر» و«أنصار بين المقدس» لتستكمل منظومة القتل والدماء فى هذا اليوم، وتهييج الحكومة، فتخرجها عن حكمتها واتزانها، فتضرب وتقتل فى المتظاهرين، ويقوم المصورون بتصوير ذلك وتصديره للعالم كله.
4 - أعتقد أن يوم 28 نوفمبر هو البروفة الابتدائية للاستعداد يوم 25 يناير المقبل، والذى قد تشارك فيه كل القوى الثورية مع القوى الإسلامية التى شاركت يوم 28 نوفمبر، وبحسب النتائج التى سيتمخض عنها يوم 28 نوفمبر سيكون التخطيط ليوم 25 يناير.

أما الملحوظات المهمة التى أود أن أعقب بها على هذا الحدث فهى:

1 - انطلاق الدعوة من الجبهة السلفية جعل هناك خلطًا كبيرًا لدى العوام، وبعض الخواص بين هذه الجبهة والدعوات السلفية الأخرى، مثل الدعوة السلفية السكندرية التى يتبعها حزب النور، والدعاة السلفيين المستقلين.

2 - الجبهة السلفية قليلة الانتشار فى مصر، وتتركز فى بعض مدن وقرى الدقهلية، وليست لديها قدرة على الفعاليات التى تدعو إليها جماهيريًا أو حتى إعلاميًا وعسكريًا، ولا بد أن يقف وراء هذه الدعوة من هم أكبر منها.

3 - هذه الثورة المزعومة ستضيع الموجود من الشريعة الإسلامية فى مصر، ولن تأتى بالمفقود منها.. وأعتقد أنها تذبح بسكين الدماء والبغضاء ما تبقى من حياة للدعوة الإسلامية التى تموت الآن موتًا إكلينيكيًا.
4 - إن مصر لا تحتاج لدعوات الحرب بقدر ما تحتاج إلى دعوات السلام والتصالح والتغافر والتراحم.. إنها ليست بحاجة لدعوات الثورات بقدر ما تحتاج إلى العمل والبناء ومحاربة الفساد والاستبداد والرشوة والمحسوبية وتوريث الوظائف.

5 - إن هذه الثورة المزعومة لن تخرج السجناء من السجن، ولم تحسن معاملتهم، بل ستزيد عددهم وعنتهم، وقد بدأت باكورتها المشؤومة بالقبض على المئات من البيوت منذ عدة أيام.. وقد تعلمت أن إدخال الشباب إلى السجون سهل يحسنه كل أحمق، أما إخراجهم منها فصعب وشاق.
وتعلمت أيضًا أن القائد العظيم هو الذى لا يُدخل أبناءه وشعبه فى معارك عبثية لا طائل من ورائها أو مفاسدها أكثر من مصالحها، وشرها أكثر من نفعها، وأعظم منه الذى يُخرج الناس من السجون أو يطيب حياتهم فيها حتى يخرجوا منها، أما القائد الفاشل فهو الذى يدخل الآلاف إلى السجون أو القبور، ويملأ البلاد بالثكالى والأرامل واليتامى.

6 - هذه الثورة المسلحة لن ترفع ظلمًا ولن تحقن دمًا، ولن تعيد حقًا مهضومًا، ولن تمنع السجون من فتح ذراعيها للشباب المتدين، وهى دعوة فتنة أمن أصحابها وأسرهم فى الخارج، ولم يرقبوا فى أبنائهم وأبناء الجيش والشرطة فى مصر إلاً ولاذمة، فباعوا دماءهم، وتلاعبوا بجماجمهم، وأردوا أن يصنعوا مجدًا كاذبًا وخادعًا على أنات الجرحى ودموع الأرامل من أمهات الشباب من الجيش أو الشرطة، أو الشباب المتدين أو العوام.

7 - ستنتصر الدولة المصرية فى النهاية، وسيمر اليوم بمكاسبه وخسائره كأحد الأيام الصعبة التى مرت على مصر، والتى خسر فيها الفريقان، الدولة والإخوان وحلفاؤهم، فى هذا الصراع الممتد الذى لا تبدو له نهاية، والذى تضيع معه مقدرات الوطن.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

عزالدين محمود

مظاهرات 28 نوفمبر

عدد الردود 0

بواسطة:

نضال عبد الحميد

غدا وبعد غدا

عدد الردود 0

بواسطة:

مسرى وبحب بلدى

مصري وبحب بلدى

عدد الردود 0

بواسطة:

مسرى وبحب بلدى

مصري وبحب بلدى

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء ابوزهره

مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

نور

الضرب فى الاقدام بالرصاص الحى..لكل الخونه .......لاللقتل...البلد مش ناقصه ارهاب الاخوان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة