ناصر عراق

طائر الموت يسخر من الحكومة!

الجمعة، 07 نوفمبر 2014 01:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يكفى أن توضع تشريعات صارمة لمواجهة المخالفين لقانون المرور حتى لا نفاجأ كل يوم بحادث يودى بحياة عشرة أو عشرين أو ثلاثين من أبناء مصر؟ هل المسألة تقف عند حدود جنون السرعة فحسب؟ وهل تتوقع أن تبرد نار الأسرة حين تمنحها الحكومة 50 ألف جنيه تعويضا لابنهم الذى خرج ولم يعد؟ وكيف ينام المسؤولون جميعهم نوما هادئا ومصر تحتل المرتبة الأولى فى عدد الضحايا الذين تتفتت أجسادهم على الطرق!

وفقا للإحصاءات الرسمية، فإن شوارع مصر خطفت أرواح 76 طالبًا ومواطنا فى العشرين يومًا الأخيرة فقط، وهو رقم مخيف، لأن الموت هنا بالمجان، لا دفاعا عن وطن أو قضية، وإنما يموت المرء لأن الذين حكموا مصر فى نصف القرن الأخير، كانوا معدومى الضمير، فلم يبالوا بتأسيس مدن حديثة عصرية تراعى فيها الحفاظ على حياة الناس قبل أى شىء آخر.

إن الحادث الذى أدمى قلب مصر قبل يومين، عندما تفحمت أجساد 18 طالبًا من مدرسة الأورمان بالبحيرة، فضلا على عائلة من خمسة أفراد، يؤكد أن هناك خللا جوهريًا فى المنظومة المرورية فى مصر، ينتج الموت المجانى فى أية لحظة. هذا الخلل يتبدى فى عدة نقاط أهمها: إن المدن المصرية كلها لم يتم تأسيسها بما يلائم التطورات الحديثة فى علم وفن تخطيط المدن، وشوارعها، 0فى الصعيد، حتى ما يسمى أحياء أو مدن جديدة مثل 6 أكتوبر والشيخ زايد أو القاهرة الجديدة والشروق لم تراع عند تأسيسها المستلزمات الضرورية فى التخطيط الحديث، كما فى المدن الأوروبية وبعض المدن العربية مثل دبى / أبوظبى/ الكويت/ الدوحة/ الرياض/ مراكش وغيرها.

النقطة الثانية تتمثل فى سوء الشوارع، من حيث الرصف والاتساع والاستواء واللافتات الإرشادية، فشوارعنا بدون استثناء تقريبًا ضيقة غير ممهدة فى صعود وهبوط، بلا حارات واضحة يلتزم بها السائقون (الطريق الدائرى مثالًا)، وبلا أماكن محددة لمواقف السيارات أو لعبور المشاة.. بصراحة شوارع تفضح حجم الفساد المريع فى مجالس المحليات التى استلمت هذه الشوارع البائسة من شركات المقاولات.

أما عن السائقين فحدث ولا حرج، فمعظم الذين يقودون السيارات لا يعرفون قوانين المرور، وقد تحصلوا على رخصة القيادة بأساليب مشبوهة مستمرة منذ زمن مبارك والعادلى، وهكذا تكدست السيارات والحافلات التى يقودها من لا يعرفون آداب المرور وقوانينه فى شوارع مهترئة، بلا حساب ولا رقيب، فكيف لا يستغل وحش الموت هذه الفوضى البائسة كى يخطف من يشاء من الأبرياء؟

من سوء حظى أننى سافرت إلى مدن عربية وأجنبية كثيرة، وشاهدت كيف تكون المدن جميلة، والشوارع ممهدة ونظيفة والقوانين منضبطة وصارمة.. وشاهدت كيف يحافظون على أرواح الناس هناك.. أقول من سوء حظى، لأنى ابن القاهرة وأرى يوميًا منذ أكثر من أربعة عقود كيف تهين حكوماتنا المتعاقبة جسد الإنسان وروحه، قبل أن تقدمه على الطريق لقمة سائغة لوحش الموت، فيسيل دمه على الأسفلت، فيهرع المسؤولون إلى مكان الحادث، يتوعدون ويواسون، فيسخر منهم الموت ويعاود نشاطه فى طريق آخر!!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

فيروسات الاهمال احد نواتج الفساد الذى نتذوق مرارته يوميا - ياما حذرنا وياما وضعنا حلول

ولكن كله ذهب ادراج الرياح

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

هل تذكر - عبارة السلام وحواث القطارات وقتلى المدارس والسحابه السودا وسقوط العمارات وتسمم الطلبه

وكله كوم وتلوث الهواء والماء والغذاء كوم اخر

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

انهم كالعاده فى كل مره يبحثون عن كبش فداء بعيدا عن الحكومه والمسئولين

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الاهمال لا يقتصر على المرور فقط بل فى التعليم والصحه والزراعه والضمان الاجتماعى وكل مؤسسات الدوله

ادخل اى مبنى وسوف تجد الاهمال

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة