الإعلام الإسرائيلى يسلط الضوء على ريا وسكينة فى ذكرى إعدامهما

السبت، 20 ديسمبر 2014 03:36 م
الإعلام الإسرائيلى يسلط الضوء على ريا وسكينة فى ذكرى إعدامهما أفيش فيلم ريا وسكينة الذى تم إنتاجه فى خمسينيات القرن الماضى
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سلطت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، خلال تقرير مطول لها اليوم السبت، على الذكرى الـ 93 لإعدام أشهر عصابات الجريمة المنظمة التى عرفتها مصر فى بداية القرن العشرين بمدينة الإسكندرية، وهما الشقيقتان "ريا وسكينة" اللتين أعدما يوم 21 ديسمبر 1921، عقب القبض عليهما بمحض الصدفة، بعد أن روعا الإسكندرية ومصر كلها بجرائمهما التى استمرت على مدار عام كامل.

وقالت الصحيفة العبرية خلال تقريرها إن جرائم "ريا وسكينة" كانت الأشهر فى العصر الاستعمارى البريطانى لمصر، وكانت بمثابة واحدة من أفظع الجرائم فى التاريخ، والتى سببت صدمة لمصر، وأنها ألهمت مجموعة من المنتجين والمخرجين والفنانين لتحويل قصتهما لأفلام سينمائية ومسرحيات ومسلسلات وكتب روائية، مشيرة إلى أن الشقيقتين بعصابتهما والتى قتلت ما يقرب من 20 امرأة، لا تزال تحتل شهرة عالية من بين القضايا المصرية المثيرة، لافتة إلى أن الإسكندرية التى وقعت بها جرائم العصابة الأشهر فى التاريخ كانت ذات بريق عالمى فى النصف الأول من القرن الـ20، حيث كانت مدينة النخب بالشرق الأوسط، ورمز الليبرالية والتعددية فى التاريخ الحديث لمصر، وتعتبر المدينة التى ولد فيها وعاش العديد من الكتاب والشعراء والأدباء العالميين فى ذلك الوقت.

ولفتت هاآرتس إلى أنه من بين النخب التى ولدت وعاشت بالإسكندرية الشاعر اليونانى الشهير كفافيس، والمخرج المصرى الشهير يوسف شاهين الذى كرس لها نصيب بلا حدود من حبها فى جزء كبير من أفلامه، والفنان الكبير عمر الشريف، وموشيه مزراحى، اليهودى مدير كلية فيكتوريا المرموقة، بالإضافة للمغنى الفرنسى اليهودى جورج موستاكى، والمغنى اليونانى ديميس روسوس، والكاتب والشاعر الإنجليزى لورنس دوريل، الذى كرس لها العمل الأدبى الضخم "رباعية الإسكندرية"، مشيرة إلى أنه لم يكن كل أبناء وبنات الإسكندرية يتمتعن بالمجد والعز ولكن كانت هناك أيضا طبقات فقيرة خرج منها بعض المجرمين من أمثال "ريا وسكينة".

وأوضحت الصحيفة أن الإسكندرية عاشت فيها العديد من الجاليات الأجنبية والأوروبية والطائفة اليهودية، والعديد من الأثرياء والمثقفون بجانب السكان المحليين، ورغم أن الذاكرة المصرية محفور بداخلها أن الإسكندرية كانت منتجع ومفتوح للجميع، إلا أن آلاف الأشخاص كانوا يعيشون فى أحياء فقيرة بالمدينة، مثل حى الأنفوشى ورأس التين، مضيفة أن الإسكندرية كانت أيضا رمزاً للطبقية والفجوة الاقتصادية بين السكان المحليين والأجانب والنخب المصرية، وكان العديد من تلك الطبقات الفقيرة التى عاشت خلال فترة الاستعمار البريطانى وجدوا صعوبة فى العثور على الخبز ليأكلوه.

وسردت الصحيفة العبرية خلال تقريرها فترات طويلة من حياة "ريا وسكينة" منذ ولادتهما فى نهاية القرن التاسع عشر، مرورا بحياتهما الشخصية وحتى استقرارهما فى الإسكندرية وبدء أعمالهما الإجرامية، كما سردت العديد من الأعمال الفنية التى تناولت سيرتهم الذاتية من أفلام ومسلسلات ومسريحات وروايات.
وأشارت هاآرتس إلى أن الظروف الصعبة التى عاشتها الطبقة الفقيرة فى الإسكندرية كانت أرض خصبة لنمو الجريمة فيها، لافتة إلى أن علماء الاجتماع والمفكرين، يرون أنه ليس من المستغرب أن الأحياء الأكثر فقرا بالإسكندرية كانت السبب الرئيسى لظهور حالات أكبر الجرائم فى تاريخ مصر والتى خرج منها "ريا وسكينة" التى أحدثت ضجة كبيرة فى مصر فى ذلك الوقت.

جانب من تقرير هاآرتس عن ريا وسكينة
جانب من تقرير هاآرتس عن ريا وسكينة








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة