لو كل معلوماتك إن "ريا وسكينة" أيقونة الشر لازم تعرف إن احنا علِّمنا عليهم.. لو هم احترفوا الخنق فاحنا هندخل موسوعة جينيس بأفكارنا المذهلة وإسهامتنا فى مجال الجريمة.. شعب مبتكر بطبعه

الإثنين، 22 ديسمبر 2014 11:01 م
لو كل معلوماتك إن "ريا وسكينة" أيقونة الشر لازم تعرف إن احنا علِّمنا عليهم.. لو هم احترفوا الخنق فاحنا هندخل موسوعة جينيس بأفكارنا المذهلة وإسهامتنا فى مجال الجريمة.. شعب مبتكر بطبعه ريا وسكينة
كتبت رضوى الشاذلى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"ريا وسكينة" قصة هزت مدينة الإسكندرية بأبشع جرائم للقتل والسرقة حينذاك، الأمر الذى جعلهم أيقونة للشر فى مصر، وجاء الحكم عليهم بالإعدام بمثابة عظة وعبرة لكل من تسول له نفسه أن يقتل نفسا بغير حق، ولكن مع مرور الوقت تغيرت مفاهيم المصريين ورؤيتهم للأشياء، فأصبحوا يتعاملون مع حكاية هاتين الأختين على كونها فكاهة أو قصة لطيفة تقص عليهم فى أوقات الفراغ، بعد أن أصبحنا فى مجتمع نرى فيه أن جرائم "ريا وسكينة" شىء لا يذكر بما نحن فيه الآن، وبمناسبة مرور 93 عاما على إصدار حكم الإعدام نرصد عدد من الجرائم التى تؤكد أننا تجاوزنا إجرامهم وأصبحنا أكثر احترافية وعنفا.

بخطوات بسيطة على محرك البحث تستطيع التعرف على أبرز الجرائم التى حدثت فى الفترة الأخيرة، حيث ستجد عددا لا حصر له من هذه الوقائع التى تقشعر لها الأبدان، كان آخرها 4 أطفال يقومون بربط صديقا لهم وضربه حتى الموت، ربما الجريمة جاءت بمحض الصدفة، إلا أنها حدثت وتكررت فى مواقف عدة، أن يصل أطفال فى هذه الفئة العمرية الصغيرة إلى حد القتل، فهذا أكبر دليل أننا تجاوزنا أيقونة الشر بمراحل عدة، أما هذا الزوج المهووس المريض الذى أراد أن يكسر زوجته بعد أن فشل بطعنها طعنات أودت بحياتها على الفور، أسباب تافهة كانت وراء هذه الجرائم التى كانت تزلزل الأرض فيما ماضى، أما الآن فأصبحنا نتعامل معها على اعتبار أنها شىء عادى وخبر نقرأه كل صباح دون أى انزعاج.

فالجرائم لم تعد محدودة على فئة معينة أو لأسباب معينة، بل أصبح الأمر متاحا فى كل الأوقات، حيث كان السبب والدافع لريا وسكينة فى هذا الوقت هو قيامهما بالقتل لأسباب تتعلق بالجوع والفقر، فعلى الرغم من أنها أمور غير مبررة لأى شخص لأن يقتل، إلا أنها أصبحت مبررات طبيعية بعد أن شاهدنا أب يقتل أطفاله من أجل زوجته، وصديق يقتل صديقه من أجل أموال زهيدة، وغيرها من الأمور التى قد يراها البعض تافهة إلا أنها الآن أصبحت سببا قويا لآخرين أن يقتل كل منهم الآخر.

أما على مستوى طريقة تنفيذ الجريمة فأيضا نحن قد تجاوزنا هذه القصة الأشرس والأكثر قبحا فى التاريخ الإنسانى، فنحن لم نعد نكتف بالقتل فى حد ذاته بل وصل الأمر إلى أننا نتفن فى طريقة الإخفاء والتخلص من الجثة، هذا الأمر الذى تمثل فى قدرة سيدة على قتل طفلها وتقطيعه إلى أجزاء ووضعه فى أكياس وإلقائه فى القمامة، "ريا" بالتأكيد كانت قاسية بعض الشىء على ابنتها، إلا أنها لم تصل معها إلى درجة القتل التى وصلنا نحن إليها الآن.

جرائم مختلفة ومتنوعة تؤكد أننا فقط لم نعد نحترف القتل كفكرة، ولكننا أصبحنا قادرين على اختراع وابتكار طرق للتخلص من الجثث بطريقة مختلفة، فلم يعد الحديث عن القتل يزعجنا، بل أصبحنا نستمع إلى تفاصيل أدق وأكثر بشاعة، فهذا الشخص الذى قام بذبح زوجته بعد مشادة كلامية بينهما لم يكتف بفعل القتل فقط، بل قام بتقطيعها إلى أجزاء ووضعها فى أحد البراميل ووضع من فوقها مواد تخفى ملامح الجثة، بالتأكيد هذا المستوى العالمى فى الجريمة يجعلنا نرى "ريا وسكينة ملايكة بأجنحة".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة